[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

يوم العلم

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - يوم العلم

بمناسبة افتتاح دار المعلمين بصنعاء عام 1377ه
ماذا يقول الشعر؟ كيف يرنم؟
هتف الجمال: فكيف يشدو الملهم

ماذا يغني الشعر؟ كيف يهيم في
هذا الجمال؟ وأين أين يهوم؟

في كل متجهٍ ربيعٌ راقصٌ
وبكل جوٍ ألف فجرٍ يبسم

يا سكرة ابن الشعر هذا يومه
نغم يبعثره السنى ويلملم

يوم تلاقيه المدارس والمنى
سكرى كما لاقى الحبيبة مغرم

يوم يكاد الصمت يهدر بالغنا
فيه ويرتجل النشيد الأبكم

يوم يرنحه الهنا وله... غدٌ
أهنا وأحفل بالجمال وأنعم

* * *
يا وثبة "اليمن السعيد" تيقظت
شبانه وسمت كما يتوسم

ماذا يرى "اليمن" الحبيب تحققت
أسمى مناه وجل ما يتوهم

فتحت تباشير الصباح جفونه
فانشق مرقده وهب النوم

وأفاق والإصرار ملء عيونه
غضبان يكسر قيده ويدمدم

ومضى على ومض الحياة شبابه
يقظان يسبح في الشعاع ويحلم

* * *
وأطل "يوم العلم" يرفل في السنى
وكأنه بفم الحياة... ترنم

يوم تلقنه المدارس نشأها
درساً يعلمه الحياة ويلهم

ويردد التاريخ ذاكره وفي:
شفتيه منه تساؤلٌ وتبسم

يوم أغنيه ويسكر جوه
نغمي فيسكر من حلاته الفم

* * *
وقف الشباب إلى الشباب وكلهم
ثقة وفخر بالبطولة مفعم

في مهرجان العلم راف شبابه
كالزهر يهمس بالشذى ويتمتم

وتألق المتعلمون... كأنهم
فيه الأشعة والسما والأنجم

* * *
يا فتية اليمن الأشم وحلمه
ثمر النبوغ أمامكم فتقدموا

وتقحموا خطر الطريق إلى العلا
فخطورة الشبان أن يتقحموا

وابنوا بكف العلم علياكم فما
تبنيه كف العلم لا يتهدم

وتسأءلوا من نحن؟ ما تاريخنا؟
وتعلموا منه الطموح وعلموا

* * *
هذي البلاد وأنتم من قلبها
فلذٌ وأنتم ساعداها أنتم

فثبوا كما تثب الحياة قويةً
إن الشباب توثبٌ وتقدم

لا يهتدي بالعلم إلا نيرٌ
بهج البصيرة بالعلوم متيم

وفتى يحس الشعب فيه لأنه
من جسمه في كل جارحةٍ دم

يشقى ليسعد أمةً أو عالماً
عطر الرسالة حرقةٌ وتألم

فتفهموا ما خلف كل تسترٍ
إن الحقيقة دربة وتفهم

قد يلبس اللص العفاف ويكتسي
ثوب النبي منافق أو مجرم

ميتٌ يكفن بالطلاء ضميره
ويفوح رغم طلائه ما يكتم

* * *
ما أعجب الإنسان هذا ملؤه
خير وهذا الشر فيه مجسم!

لا يستوي الإنسان هذا قلبه
حجرٌ وهذا شمعة تتضرم

هذا فلانٌ في حشاه بلبلٌ
يشدو وهذا فيه يزأر ضيغم

ما أغرب الدنيا على أحضانها
عرسٌ يغنيها ويبكي مأتم!

بيت يموت الفأر خلف جداره
جوعاً وبيتٌ بالموائد متخم

ويد منعمةٌ تنوء... بمالها
ويظل يلثمها ويعطي المعدم

* * *
فمتى يرى الإنسان دنيا غضةً
سمحا فلا ظلمٌ ولا متظلم؟

يا إخوتي نشئ المدارس يومكم
بكر البلاد فكرموه تكرموا

وتفهموا سفر الحياة فكلها
سفرٌ ودرسٌ والزمان معلم

ماذا أقول لكم وتحت عيونكم
ما يعقل الوعي الكريم ويفهم؟

زر الذهاب إلى الأعلى