أقاليم ذلك الجبين

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - أقاليم ذلك الجبين

هذا الأوانُ الأخطبوطْ
كوجوم أقبية القنوطْ

كمحنّطٍ لأمَ الحطامَ
وقام ينتظر الحنوطْ

كسفينةٍ تجترُّ بحراً
أبحرتْ فيه الشطوطْ

كولوغ فيران المهامه
في أنابيب النُّفوطْ

* * **
لغموضه وكران في
إبطيه آلافُ الأُبوط

فمه كباب جهنمٍ
ويداه مِن شتى الخيوطْ

* * **
يا خابط الفوضى مَن
المخبطُ فيك مَن الخَبوطْ؟

في أيّكَ الأغلوطةُ الكبرى،
وأيُّكما الغَلوطْ؟

* * **
يا كلَّ مغموطٍ ل ماذا
أنت بعض قوى الغَموطْ؟

يا، يا، وأعيا، ما اسم مَنْ
أدعوه: قل يا عَظْرفوطْ

أتريدُ (إفلاطون) بلْ
إيماضةً مِن (مَنفلوط)

تروي لك الهمساتُ عن
قلب (السَّيوطي) عن سَيوطْ

* * **
يا ضجّةٌ عصريةٌ
كقتال أعراب وقوطْ

ذا القحط يُحسبُ واحداً
وعليه تَشْتبك القُحوطْ

يعوي كقول (تنومةٍ)
ويضر كالنسر اللقوط

يعدو وينزف وَهْوَ لا
يدري أيخبرُ أم يغوطْ

* * **
يمتد حيناً عارياً
حيناً غريقاً في المُروطْ

آناً كنوقِ (فزارة)
آناً كنسوةِ قوم لوطْ

* * **
طوراً يُحلِّق عالياً
طوراً على دمه حَطوطْ

قلْ تارةً رهطُ الجراد
وتارةً جثثُ الرهوطْ

وبمقتضى نزواته
يبدو قَبوضاً أو بَسوطْ

* * **
بيديه يختطُّ المدى
وبرجله يمحو الخطوطْ

يُدمي بقرنيه السَّنا
ويذيله النَّوويْ يسوطْ

يرقى فَيُعدي المرتقى
ما فيه مِن طين الهبوطْ

* * **
عيناهُ مِن أرق السُّهى
قدماهُ مِن وحَلِ الثبوطْ

قِلقُ الجبين وقلبهُ
في عشب سرَّته غَطوطْ

* * **
يعتَمُّ عورته ويقتادُ
السقوط إلى السقوطْ

فيمرِّغ الأمل الذي
بعرى تَحَوُّلهِ منوطْ

لا يستدرُّ شجى المرَثِّي
لا التفاتات الغَبوطْ

ويُعدُّ ولاّجاً وخرّاجاً
وحلاّلاً ربوطْ

* * *
يلهو وأوردة الشعوب
عليه تخفق كالقروطْ

ويحوط أخبثَ ما يرى
وعليه يسطو ما يحوطْ

يحيا بلاشرط الحياة
كما يموت بلا شروطْ

زر الذهاب إلى الأعلى