قبل صحو الرماد
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - قبل صحو الرماد
للوقت أشواك وبعض الغصون
وأظهر تمشي أمام البطون
له شعاب من غموض المنى
ومن سراديب النوايا فنون
وسوسات مثل طحن الحصى
وسكتة تحكي سقوف السجون
وصفرة تسعل في كمها
وزرقة مثل رنو المنون
* * *
له نثيث واحتمال كما
يستعجل القحط الغمام الهتون
وشهوة أغبى من المشتهى
وحكمة فوق طفور الجنون
من بعضه ينأى إلى بعضه
كالشبهة الحيرى أمام الظنون
يزقو ويخبو كالرصاص الذي
يجوس حتى يرقد المخبرون
يحصي المرايا والرؤى مثلما
يحصي المرابي عائدات الديون
ترى المصابيح الذي يرتئي
والريح تطوي ما يرى أن تصون
* * *
عليه عنق كعصى حارسٍٍ
وفوقه رأس كأعتى الحصون
وأوجه ليس لها أعين
وتحت إبطيه ربىَ من عيون
* * *
يرى الثواني من قفاها كما
يستقرىء الملهى جيوب الزبون
له يد تندى وأخرى كما
يخيف وحش صبيةً يلعبون
* * *
يبدو سكونياً ولكن له
تحرك لا يبتدي من سكون
إلى عصاه يمتطي أنفه
من منحنى ساقيه يبدي القرون
وينبري من ذيله مسرعاً
وينثني من ركبتيه حرون
* * *
يهم يرخي عقد سرواله
تثني يديه غابة من ذقون
يود يرمي بعضه عنه أو
ينسل من أشراخ تلك الغضون
هل كان هذا واشتهى غيره
أم بعد ما كان، نوى أن يكون؟
* * *
يريد أن يحرق كي يبتدي
مغاير، ما فيه فوق ودون
لا يمنح اللص مسوحاً ولا
يعير أثواب الأمين، الخؤون
* * *
الصبح فيه ما يراه الورى
والليل فيه نفس ما يعهدون
للكأس والساقي شذى المجتني
فيه، وللبذل الربيعي فتون
والناس للناس، كعاداتهم
كأن كل الأرض، بيت حنون
* * *
وكل ذي شأن له شأنه
وطوع أيدي الكل كل الشؤون
الهمس للمرعى، وبوح الهوى
لكل قلبٍ، والحكايا شجون
* * *
يا سهد ماذا قال نجم السرى؟
وياكرى هل عدت ملك الجفون؟
يا قلب هل قلت الذي ينبغي؟
أم قلت، واستهونت ما لا يهون؟
عام1989م