في بيتها العريق
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - في بيتها العريق
من؟.. قلت: أنا يا غزوله
... أهلاً! بحروف مشلوله
أهلاً..! في لهجة قاتلة
تخشى أن تمسي مقتوله
ماذا تخشين؟.. أليست لي
بالدار صلات موصوله؟!
أولست صديقاً تعرفني
هذي الحجرات المملوله؟!
* * *
هذا الدهليز المستلقي
هذي الجدران المصقوله...
* * *
إصعد... لكن هل في فمها
أخرى؟..أو أذني مخلوله؟
وصعدت كمجهول قلق
يجتاز شعاباً مجهولة!
ومعي صعدت... كانت تبدو
جذلى بالحسرة مكحوله!
كمؤمرة... من تحكمهم...
ماتوا، أو باتت معزوله
في نصف العمر بعينيها
أجيالُ وعودٍ ممطوله
وشظايا معركة بدأت
نصراً وارتدت مخذوله
* * *
شرّفت، وزادت ترحيباً
كزواق عروس معلوله
عندي ضيف، ومددت يدي
لبنانٍ كسلى مقفوله
أهلاً، فأجاب كمن يلقي
أعذاراً ليست مقبوله
* * *
إجلس، قالتها واقتربت
تروي أخباراً معقوله
عندي الجارات، وزوج (هدى)
وطبيب... إني منزوله
* * *
وهنا انتزعتني قهقة
وصدى نحنحة مغلوله
فسمعت من الغرف الأخرى
أنفاس حنايا متبوله
بوحاً كالحبل المسترخي
تحت الأثواب المبلوله
نبرات نداء وجواب
كلهاث عجوز مسعوله
ضحكات ذئاب جائعة
همسات نعاج مأكوله
* * *
هل هذا البيت بعزته
أمسى أحضاناً مبذوله؟
بيتٌ خداعٌ، ربتُه
من زيف الدعوى مجبوله
أيكون الخَل سوى خَلٍ...
حتى في الكأس المعسوله
لكن... ما بال الضيف يرى
وجهي بلحاظٍ مذهوله
* * *
ما جئت أفتش عن عبث
أو عن لحظات مسلوله
ما جئت لأنزل منطقة
بنعوش سكارى مأهوله
قولي لي أنت، بلا ذوق
فلتذهب... إني مشغوله
* * *
ما جئت إليك على أمل
أسفاري ليست مأموله
لكني جئت بلا سبب
رديني، لست المسؤوله
ورجعت كما أقبلت بلا
هدف كالريح المخبوله