زَمَكيَّة

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - زَمَكيَّة

المكان الآن، والآن المكان
والذي كان غداً، بالأمس كانْ

والذي يأتي أتى مستقبَلاً
قبل أن يتزوج السُّوق الأوانْ

قبل أن تتلو الشظايا عهدَها
قبل أن يستكتبَ الرمح الطعانْ

ألغت الأفعال فعليَّاتِها
شكَّلت أسماءها، عنها لجانْ

* * *

الزمان أنحلَّ أبحاراً دماً
البيوت استوطنت ريح الزمان

المراعي للثواني لحيةٌ..
الثواني للمصلَّى لحيتان..

الدم المُدية، والذبح المُدى
والنجاة القتل، والموت الأمانْ

التردَّي للتّردي زفَّةٌ
والتوابيت نجوم المهرجانْ..

موكب الأعراس موتٌ أبيضٌ
والنعوش الخرس عرسٌ مِن دخانْ

* * *

حسناً جاءت فؤوسٌ رطبةٌ
هطلت أيدٍ سليبات البنانْ

الذباب الورَقي تاجٌ على
قرن (واشنطن) وفخذِ (الخيزران)

الغريب، الدار، والدار عصاً
في يد النافي، وإبط القهرمانْ

أصبح العكسان عكساً واحداً
جاوز التخطيط شرط الاقتران

* * *

المتى أين، و ماذا ههنا
وعظام المنحنى، كانت فلان؟

الأسامي والموامي والحصى
كلها رقمٌ، ثلاثٌ، أو ثمانْ
* * *

المنايا كالأماني كلها
أضحت أسماً واحداً: (أُمَّ الجبان)

سيد الأسياد هذا الرعب في
كفِّه كل مكانٍ صولجانْ...

(أكتوبر 1982م)

* * *

زر الذهاب إلى الأعلى