مدينة الغد

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - مدينة الغد

صنعاء 30يونيو سنة 1967م
من دهور… وأنت سحر' العبارة
وانتظار المنى وحلم' الاشارة

كنت بنتَ الغيوب دهراً فنمَّت
عن تجليّك حشرجات' الحضارة

وتداعي عصر يموت ليحيا
أو ليفنى، ولا يحسَّ انتحاره

جانحاه في منتهى كل نجم
وهواه'، في كل سوق: تجاره

باع فيه تأله الأرض دعواه
وباعت فيه الصلاة' الطهاره

أو ما تلمحينه كيف يعدو
يطحن الريح والشظايا المُثاره

نم عن فجرك الحنون ضجيج
ذاهل يلتظي ويمتص ناره

عالم كالدجاج، يعلو ويهوي
يلقط الحب، من بطون القذاره

ضيع القلب، واستحال جذوعاً
ترتدي آدميةً… مستعاره

***
كل شيء وشى بميلادك الموعود
واشتم دفئه واخضراره

بشرت قرية بلقياك أخرى
وحكت عنك نجمة لمناره

وهذت باسمك الرؤى فتنادت
صيحات الديوك من كل قاره

المدى يستحم في وعد عينيك
وينسى في شاطئيه انتظاره

وجباه الذرى مرايا تجلت
من ثريات مقلتيك شراره

***
ذات يوم، ستشرقين بلا وعد
تعيدين للهشيم النضاره

تزرعين الحنان في كل واد
وطريق، في كل سوق وحاره

في مدى كل شرفة، في تمني
كل جار، وفي هوى كل جاره

في الروابي حتى يعي كل تل
ضجر الكهف واصطبار المغاره

***
سوف تأتين كالنبوءات، كالأمطار
كالصيف، كانثيال الغضاره

تملئين الوجود عدلاً رخياً
بعد جور مدجج بالحقاره

تحشدين الصفاء في كل لمس
وعلى كل نظره وافتراره

تلمسين المجندلين فيعدون
تعيدين للبغايا البكاره

وتصوغين عالماً تثمر الكثبان ف
يه، ترف حتى الحجاره

وتعف الذئاب فيه، وينسى
جبروت السلاح، فيه المهاره

العشايا فيه، عيون كسالى
واعدات، والشمس أشهى حراره

لخطاه عبير (نيسان) أوأش
ذى لتحديقه، أجد‘ اناره

ولالحانه، شفاه صبايا
وعيون، تخضر فيها الاثاره

أي دنيا ستبدعين جناها
وصباها فوق احتمال العباره؟

زر الذهاب إلى الأعلى