مقتل فصه

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - مقتل فصه

أأنفث من عتمة الغور قصه
وكيف وفي الحلق عشرون غصه؟

وبي (عدن) تجلس القرفصا
و(صنعا) على ساقها مقرفصه

* * *

أريد أنادي ويعلو الصدى
يعيد من المبتدا قتل (فصه)

وكانت لموطنها موطناً
تفدي الذي حوله شد حرصه

* * *

على ذكرها خلت أختاً لها
ب(شيراز) لاقيت أخرى ب (قفصه)

ويوماً تسمعتها إذ دعت
مصيفة طفلها وسط (بحصه)

ويوماً قرأت ب(موسكو) يداً
كإحدى يديها حنوناًورخصه

* * *

أأخبرها: أنكروا قتلها
أعان (اليرابيع) أولاد (قنصه)

وقالوا: وشت بافتراس الوحوش
ظفيرتها ونثير المخصه(1)

وقالوا: لأخبارها باطن
وإلا فأين اختفى شيخ (ورصه)؟

* * *

أأبكي، أقوم خطيباً، وأين
بقلبي عليه، ومني المنصه

بكاء الفتى عورة، هل هنا
مكن يواري؟ ولا مثل (فحصه)(2)

لأن الزحام يكظ جمالاً
بسلمى، يلف (سعيداً) ب (حفصه)

* * *

جموع كفردٍ يغم الضحى
يلون فوق الجراحات قمصه

يمرون، لا أي فردٍٍ يحس
بثانٍ، ولايعرف الشخص شخصه

عيون مبعثرة في الظهور
كذكرى بصيصٍ كترميد بصه

كزغب الحمام الظوامي على
سواقٍ من الزغب أظمى لمصه

* * *

أتصبي يداً قرصة ذات شوقٍ؟
وفي أي ثوب مكان لقرصه؟

يضاهون مقتلةً لا ترى
عدواً وتنساق كالمستقصه

* * *

أهذا الوجود على رحبه
لكلٍ، ومالي أنا فيه حصه

تئن الحصى والشظايا وما
لشعب بقلبي إلى النطق فرصه

* * *

وحولي الرماد يغني الدخان
ويدعو صهيل السراويل رقصه

و(بق بن) تموسق أنيابها
هنا دار كل ختولٍ ولصه

لتمزيق أنقى صلات الشعوب
تزوج كل مقص مقصه

على نونها ترتخي أنة
وتضفي على آخر الصد وصه

* * *

تشظي حنايا ديار (الحسين)
خلايا (الملاوي) كأخبار برصه

ك(باريس) تخفي خراب النفوس
وتبدي شوارعها ذات رصه

يحس ادعاء الكمال الكمال
أكيداً ولايدرك النقص نقصه

* * *

لذا يبتغي (بوش) أن لا تدور
على العالم الشمس إلا برخصه

أكل المباني له والعراص؟
أما للتصدي حصاة بعرصه؟

أمات غريباً حنين التراب؟
أتحت ضلوع الربى أي مغصه؟

* * *

لهذه المآسي خصوصية
وما للأسى أعين مستخصه

فأي مكان هنا أو هناك
وليس عليه ألوف ك (فصه)

زر الذهاب إلى الأعلى