ابن ناقيه

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - ابن ناقيه

لأنَّ له بُغيهً راقيَهْ
تناديه: كن غيثَ إبْراقِيَهْ

لأني لمحتُ عذارى مُناكَ
وريّاكَ أوَّل طُرَّاقِيهْ

* * *
فيهتف: يا كل شوق الرحيل
إليها، ولاتلتمسْ واقِيَهْ

إليها، ويا نفس لا تحفلي
بما أنتِ في وصلها لاقيَهْ

إلى كم أُقاوي إليها الحنين
!وأكتبُ للرّيح أوراقِيَهْ؟

* * *
فيعدو على النار، يبدو كمن
يُغسِّلُ رجليه في ساقِيَهْ

فتستغرب النار: هذا احتذى
غروري، وهمَّ بإغراقِيَهْ

وقال: ادخليني لكي تُورقي
وتذكي مشاريع إبراقيَهْ

أما الحرق، بَدءُ الرمادِ
فلوذي بأفلاك إشراقِيَهْ

* * **
أأنشدُ فجر ربيعي هناك
وأبكي هنا فَقْدَ إحراقِيَهْ؟

لهذا الفتى وطَرٌ لا يشيخُ
وقلبٌ كأيام إغداقِيَهْ

بعينيه ماضي غصوني، يُعيد
حطامي إلى نبض أعراقِيَهْ

* * **
أمِن ألْفِ ألْفٍ هداني إلى
صبايَ، وأعلنَ إطلاقِيَهْ؟

أكادُ أَميسُ على ساعديه
أُراقي عصافيريَ الزّاقِيَهْ

* * **
إليه انتهيتُ، ومني ابتدا
أأشواقهُ بعض أشواقِيَهْ؟

أساطيرُ تهيامه مولدي
من الموت، إعجاز انطاقيَهْ

أذا منبتي؟ أم إليه انتمى؟
!وعنّي يُغنّي لآفاقيه

* * **
تذكرته، كان يهوى الرباب
وكان اسم بكرته (ذاقيه)

وكان يقولُ: أموت قتالاً
وقتلاً، لتسْلَمَ أخلاقِيَهْ

* * **
يمرُّ فيرمي الطريقُ السكونَ
وتحكي الربى: مَدَ أعناقيهْ

وتُومي الثريّا: أغتصب مَقْطَفي
سأدعوك: أجملَ سُرّاقيه

* * **
وكان اسمه (العنبري)في العدين
ب(ضوران يكنى (أبا حاقية)

ويدعونهُ (الخِضْرَ) في (دار سعد)
فيهمس: جاوزتُ أطواقيهٍ) ْ

* * **
أنا ابن الفقيرةِ وابن الغريب
مِن الصخر استلُّ أرزاقيهْ

على الأهل أُشفقُ مِن ظنّهم
بمثلي، وأعيا بإشفاقيهْ

* * **
وكانت تُهنّي الصبايا التي
ستخطبها لابنها (ماقيَه)

ويخشينْ أن يكتريه الخليجُ
فُيثري، وتغويه (بولاقيهْ)

* * **
فحال كروماً وورداً وقمحاً
وقال: أتَّحدْتُ بعشّاقيَهْ

تشبَّثَ حتى غدا موطناً
وقال: اتّسقتُ بأنساقيهْ

* * **
وقيل: تشكِّلَ في كل غصنٍ
وقال: هنا سِفْرُ مصداقيَهْ

وقيل: رقى وانتقى بغيةً
أشارت إلى قلبه (ناقيَهْ)

يراهاً ألَذَّ اكتشاف الحنين
وأبقى مِن الحكمة الباقيَهْ

لهذا يُعنّي إليها العَنا
ويُشقي المغامرةَ الشاقيَهْ

1990

زر الذهاب إلى الأعلى