استقالة الموت

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - استقالة الموت

مايو 1978م

هذي الرؤى المصفرة الأورده
وجعى، كهذي الليلة المجهده

تهوى، وتخشى مثلما تنطوي
في الغصة الأمنية المنشده

تنسل من أهدابها مثلما
تنسل من أضلاعها الأفئده

* * *
للريح أيد من شفار المدى
وقامة قشية الأعمده

ترمد الأقباس تدمي الضحى
وللحزانى تعجن الأرمده

* * *
ما هذه؟ رجل أتت وحدها
جمجمة طارت هوت مفرده

سيارة فيل على نملة
عصفورة عن سربها مبعده

ألوان أصوات كهجس الحصى
تلويحة كالمدية المغمده؟

حنين عنقود إلى كرمة
كي تستهل الشهوة العنقده

* * *
يا (سعد) تبدو خائفاً.. ما الذي
أخاف أنسى الخوف يا (مرشده)

ما زالت الأرض ولوداَ ومازالت
شرايين الضحى موقده

* * *
تعربد الأسواق تعدو بلا
شهية إغماءة العربده

تحبو الممرات على ظهرها
وتلبس الجدران وجه (البده)

* * *
من ذا يسمي نفسه سيداً؟
هذي العصا لا غيرها السيده

ألجوع والكرباج تاريخكم
هل غير هذين سوى المفسده؟

لكم غد....؟ يأتي ويمضي غدٌ
وما تكفون عن الغدغده

* * *
ما أخدجت كل مواعيدنا
إذا انطفا وعدٌ أضاءت عده

هل بين موتين ترى فارقاً
إما عوت أو زغردت (مسعده)

يا دود غرد حسناً يا ردى
أضف حلوقاً فكرة جيده

سم اقتلاع العمر تشذيبه
وسم إزهاق الصبا هدهده

* * *
ألناس غير الناس قل أصبحوا
أدهى من الصياد والمصيده

يا سيدي خذ مهنتي.. هًهُنا
ضاعت حلوقي طاقتي المخمده

هذا الحمى ينهار فيه الردى
وتخرق الأعداد والأعتده

* * *
أمستقيل أنت؟ أصبحت لا
أجدي ولا تجديك هذي الجده

الناس في هذي الربى كالربى
توارثوا الإخصاب والجلمده

مايو1978م

زر الذهاب إلى الأعلى