فصل من تاريخ الصبح
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - فصل من تاريخ الصبح
كيف جاء الصباح؟ من أي منحى؟
هل درى أين بات، أو كيف أضحى؟
ربما قال: هل أنا جئت حقاً؟
ول ماذا؟ وكيف سميت صبحا؟
ربما قال: ما فرحت، وقالوا:
كلما جئت، جاءت الأرض فرحى
* * *
هل شكى أن نصفه مات رمياً
في صباه، ونصفه مات ذبحا؟
وعلى رغم كسره وهو غصن
أنبتت كل كسرةٍ منه رمحا
عله أخبر العصافير صمتاً
وأجادت إجابة غير فصحى
عندما اجتاز ربوة صاح " دوح"
للكناري وللشحارير: مرحى
* * *
قيل عنه: إن العصافير غنت
قبله: من إلى المناقير أوحى؟
ربما قال: مات مليون صبحٍ
وأتى كي يموت بذلاً وكدحا
وانمحت قبل وقته ألف أرضٍ
وادعى أن هذه سوف تمحى
* * *
قال: كم عاقرت دماً وهي عطشى
وارتدت صدر كاعبٍ وهي مسحى
وأرتأت أنها أضافت جمالاً
وهي أضفت على الشناعات قبحا
هل درى أن رتقها جر فتقاً
وهي من فتقها إلى اليوم جرحى؟
* * *
ما له لا يبين؟ قال كثيراً
ما الذي قال؟ أهو يثني ويحلي؟
وإلى من هفا وأعرض عن من؟
وعلى من بغضبة اللوم أنحى؟
أي بشرى أسر؟ المح شيئاً
ولأمر طوى على السر كشحا
أي شيء سمعت يا نخل عنه؟
قال: كل اللغات ومضاً ونفحاً..
.. قال: هذا الزمان لا ليل فيه
وهو يطوي النهار جنحاً فجنحا
قال: في قلبه قلوب ستأتي
خلف عينيه أعين غير قرحى
* * *
وانتمى، قال جده دار عصراً
وانحنى فاستحال سوراً وصرحا
ودعاه صباح أيام عادٍ
قبل " عادٍ" أتى على الرمل سبحا
كان قبل الختان " ديكاً" وأمسى
" فرخةً" بعد ما تزوج " سمحا"
* * *
وتلا جده أبوه ولكن
شك فيما يرى، فخاف وشحا
وبوعدٍ أعطى " السها" مقلتيه
واستماح السراب خبزاً وملحا
- وأبو أمه- كما قال- أقعى
في طهور التلال، فامتد سفحا
* * *
وحكى: أن عمه كان يوماً
قائداً، قبل أن يقوم تنحى..
وروى: أن خاله ديدبان
مزق الأمسيات غلقاً وفتحاً
كان يستنبح الحصى، ويرقي
صخرة، ترضع المجرات نبحا
كان يستأصل الكروم وينبي
أنه سوف يزرع البحر قمحا
* * *
أمه وحدها، أدارت شعوباً
وتخلت معروقة الجيد كسحا
عندما استنوقت جمال بنيها
غربت كي تطل تيناً وطلحا
* * *
خط فصلاً، ما خطه أي صبحٍ
لا تعاطى هجواً، ولا ذاب مدحا
قص عن أهله، وأوشك يحكي
عن مشاريعه، فأضرب صفحا
ما الذي قال يا جباه الروابي؟
قال شيئاً، حسبته كان مزحا
.. خلته قال: سوف يمضي، ويأتي
عنه ثانٍ أجد أفقاً وضحى
سره أن نسله سيضحي
راضياً فوق ما أحب وضحى
* * *
قال: هذا ولم يقله، ولكن
قرأته الرياح، هجساً ولمحا
واحتوته قصيدة النهر نبضاً
وانحنى المنحنى يؤلف شرحا
1986