هدايا تشرين
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - هدايا تشرين
أتراه يحس من أي ثغره
جاء يهمي مرارة فوق حسره
يرتمي بعضه على حزن بعض
مثل أوجاع فرقة بعد عشره
مثل ملهى من الثعابين يحيي
من عروق الغبار للدود سهر
مثل أحلام شارع كان قصراً
مثل أنقاض فكرة تحت سكره
***
جاء من صفرة القبور إليها
يمتطي هجرة إلى قحط هجره
ساحباً خطوة كأشلاء قش
رافعاً وجهة على ثقب إبره
حاملاً أغرب الشظايا كنعش
لفقته الرياح من كل ذره
هارباً من مداره كرماد
لم يعد ينتمي إلى أي جمره
نازفاً قيحه على كل مقهى
أغنيات ونشرة بعد نشره
***
ما الذي قال؟ ما الذي قيل عنه؟
لا يعي فكرة ولا عنه فكره
إعتياداً أتى ويمضي اعتياداً
واعتياداً سينثني بعد فتر
نفس ذاك الذي أتى قبل عام
لم يطل إصبعاً ولا زاد شعره
نفس تشرين في التقاويم يأتي
كل عام وما أتى غير مره
***
قبل خمس من الحريق التقينا
فاعتصرنا من وجهه نصف قطره
كان ميعادنا أتينا إليه
وأتى حاملاً كتاباً وجره
فرآنا رغم الحشود قليلاً
ورآنا في زحمة السوق كثره
***
قبل أن نشرب ارتوينا فأعطى
غيرنا المشربين وارتد صخره
وارتدى حفرة يقولون كانت
وطناً غالياً له فيه أسره
ويقولون: كان يأتي قديماً
في يديه ثلج ومشروع زهره
تحت إبطيه سلة وسرير
وعلى وجهه دليل وعبره
وارتدى اليوم حفرة ضاع فيها
فيه ضاعت كفارةٍ خلف كسره
فسلامٌ في الذاهبين عليه
وعلينا وللذئاب المسره
***
هل بنات الهديل يسعدن مضنى؟
صرن أصنى وأصبح الزيف خبره
(أم دفر) كعهدها كل آت ٍ
كالذي فات يا (حكيم المعره)
أنت أدرى... هل دورة الأرض كفت؟
هل اصاب الخمود نهر المجره؟
جاء تشرين مرة ثم ولى
غير حر وأرضنا غير حره
1987م