آخر الموت

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - آخر الموت

ليس بيني وبين شيء قرابه
عالمي غربة، زماني غرابه

ربما جئت قبل، أو بعد وقتي
أو أتت عنه، فترة بالنيابه

***
غيرت وقتها الفصول،أضاعت
أعين الشمس والنجوم، الثقابه

منتهى الصحو سكرة سوف تصحو
من ترثي، ومن تغني (حبابه)

جاء من يسبحون في غير ماء
وعلى الماء يزرعون الكتابه

يا زماناً من غير نوع تساوت
مهنة الموت واحتراف الطبابه

ينمحي الفرق بين عكس وعكس
حين ينسى وجه الصواب الإصابه

***
يرتقي الذابحون يهوون ذبحي
إستوى الحكم يا مدى والقصابه

هل أذابت أرحامها الأرض؟
يبدو، ذكرتها أو حجرتها الرقابه

***
أصبح الطيب مقتل النبت، أضحت
مهنة الأستذات قتل النجابه

لم يعد للقاح أي اشتهاء
قطرات الندى، غدت مسترابه

***
فقدت سكرها ضروع الدوالي
صحوة الرعب، وحدها المستطابه

إنما، ما الذي يسمى مخيفاً؟
ربما لم تعد لشيء رهابه

أصبح القتل عادة واشتياقاً
أصبحت وحدها النجاة المعابه

***
المنايا بين الضحى، ويديه
بين نعل الدجى، وبين الذؤابه

يقتل القتل نفسه، ثم يأتي
في سواه، له سمات القشابه

***
من ستسقي (أزاد)؟ لم يبق إلا
كوبها تحتسيه حتى الصبابه

هجعة الأرض برعمات التنادي
آخر الموت، أول الاستجابه

هًهٌنا تصبح الرفات بذوراً
أمطري أي بقعة، يا سحابه

1987م

زر الذهاب إلى الأعلى