ثلاثة رؤوس.. على رأس رمح
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - ثلاثة رؤوس.. على رأس رمح
إليك، بلا أي وعدٍ أهل
مفاجأة فوق ما أحتمل
على أي أرمدتي أنثني؟
وأي صباً باكراً أقتبل؟
* * *
وما اعتدت طارقةً كالتي
تقولني غير ما لم أقل
تهامسني بالذي يغتلي
بقلبي، وفي قلبها يعتمل
* * *
قميصي من الطل والزعفران
ومن ركض مستقبل يكتمل
ومن شوق صبحٍ وعصفورةٍ
ومن هجس دالية تنهدل
* * *
ألا تقرأ اللمس؟ طوف يديك
كفيف اليدين، عليك انسدل
فأبدي مذاقك إن كنت شاياً
وإن كنت من ذهبٍ تنصقل
* * *
بودي أموت قليلاً على
أراجيح هذا الصباح الغزل
أما قال بستان هذا الشروق
إليك أنا، شم وارشف وكل!
ل ماذا انكسرت كمرعى الخريف
كطفل قبيل الصبا يكتهل؟
زعمت اقترابي حناناً عليك
حنيناً إليك، هوىً يشتعل
فما لي وراء إليه أعوذ..
ولي فيك بيت إليه أصل
سكت ل ماذا؟ حروف السكوت
على باب معجزةٍ تقتتل
هنا اندفعت ربة، قل نأت
أحتى الربى مثلنا ترتحل؟
رحلت عروساً إلى (ذي السفال)،
وكنت لمن أزدري أشتغل
يصافي -كما قيل- من يصطفي
ولكن يعادي ككلب ختل
تقاضيه مدحي أذىً يا هجا
أتتفله؟ ما لساني بلل
* * *
تغربت عشرين فلت يدي
ومافي يدي أي شيءٍ يفل
ترملت شهر احتفالي أنا
رجعت يمضيعتي أحتفل
* * *
على رأس رمحٍ محيا التي
وأجفان ثكلى، ووجه ثكل
بقلبي سؤال، أبى ينطوي
إذا طال؟ أرجوك لا تستطل
أقيل: ل ماذا ارتأت عمتي
إلى القبر عن زوجها تنفصل؟
أما ذا طلاق بلا رجعةٍ
لو ان الزواج ارعوى ما حبل
وقيل: ثوت جذع رمانةٍ
أمالت صباه، وقالت: أمل..
أعنها تقول بلا حرقةٍ؟
وكنت إذا ذكرت تختبل؟
أأنت مذيع تصب الذي
يبولون ترقى إلى المنسفل؟
* * *
تذكرت ما اسمي كما يستفيق
قتيل على خصمه يندمل
سل السفح ذا كيف اركبتني
إلى (ذات لوحين) ظهر (الوعل
وقلت: دموع الفتى عاهة
ودمع الفتاة ضحىً ينهمل
* * *
ترى تلك بلدتنا ربما
أتلحظها كالعجوز الثمل؟
فلا من يحيى ولا من يرد
ولا مستغل يرى المستغل
جموعاً يروحون أو يغتدون
وكل يأوجاعه مستقل
* * *
يخافون سلخين فوق الذي..
ومن يتقي بعد أن ينقتل
أقطع الرؤوس انتهى؟ ما لهم
رؤوس عليها سيوف تصل
نمر ولا من يحيي، ولا
يرينا بشاشاً، ولو يفتعل
ننادي؟ وما اسم المنادى؟ أما
هنا من نحبهم من نجل؟
نغني، أقلت اعتزلت الغناء؟
سلى خيره: أينا المعتزل
أذب جمرة الدمع أدمت حشاك؟
دعيه بنيرانه يغتسل
أبيتي هناك؟ هنا بين من
أبيت الصبا والمنى يضمحل؟
أما كنت حول كواه رؤىً
وبين يديه (هزار) زجل؟
تنقر عن عمتي كل صخرٍ
وتسأل من أي ثقب تطل؟
وكان يهر عليك الكلاب
غلامان من سطح (بيت العجل)
* * *
فتغدوا إلى بئرنا تستقي
تشم التراب الذي تنتعل
فتخبر أغنامك السارحات:
هناك تغني وتقفو الإبل
ب ماذا استدلت عليها خطاك؟
حنين إليها، بها يستدل
أتلمح لفتتها من بعيدٍ
كسانحةٍ لاقت المهتبل
تكاد لرقتها تحتسى
ومن منقى نضجها (تأتكل)
وكيف عرفتن فن الجمال؟
إليها فتفصيل هذا ممل
* * *
تلوحين أخرى، برؤيا الكرى
لأن الرؤى تدعي، تنتحل
أجئت كغيري، أغيري أتت
أراني الكرى طيف ما يشتمل
أتتلو قميصي؟ ألم الذي
تماهى اسمه في حروف السجل
أقشرتني؟خلت هذا، تمس
بكلتى يديها النطاق الخجل
و ماذا بدا؟ قلت ما ينبغي
ل ماذا علينا بنا ننقفل؟
تقشر معي في الضحى كي نرى
حقيقتنا كلها، نبتذل
لو أنا انقشرنا ف ماذا نكون؟
سوى قشرةٍ ما لها منتشل
أتذكر لماد استغرنا أباك
وبيت أبينا بنا ينتضل
يكر على قتل أمي تفر
فيعدو كسرحان وادي (حمل)
ويرمي به صوبها تلتوي
وتنسل من قبل أن ينفتل
ومن مدخل السطح أبرقتما
وصاح أبوك: أفق يا نغل
وأتبعت صيحته طلقةً
فأقعى يرى كل شيءٍ وجل
* * *
وقال أبوك: على من وهى
بمعقله طرح ما يعتقل
سلام على (بنت قحم الخلا)
أكلتك عنها، ولما تكل
ولو أذعنت رتعوا عرضنا
وغنى بنا كل راعٍ قمل
فمن ذا استحل بهذا الحمى
دماء الجنيبات كي تستحل
* * *
إليها بكسوتها يا غزال
وليت اللحى كلها تنغزل
سأحدو إلى أهلها رحلها..
أجئت تعقدها أن تحل؟
أمن خلفها خمسة واثنتان
تلوذ ومافي بنيها وكل
فأومأت: قم يا أبي: ما الذي
أقل عليه اللواحي أقل
بكى عرقاً حارقاً من رجا
من الدمع نصرته ينخذل
* * *
وكنت تطول أخي قامةً
وتدعوا أبي (مهدوياً) جدل
ترى (مرهباً) كاذباً خائباً
يعد انتصاراته، إن فشل
* * *
وتندس من تحت إبط الغموض
إلى أي طيفٍ بها يكتحل
وكنت بهذا وهذي أشي
أطيل التفاصيل، أو أختزل
فتسأل: من زارنا قاصداً
إليها، على غفلةٍ ينتقل؟
فأبدي على بيتنا غيرةً
وتأسى كمعترفٍ يهتبل
وتهمس لما طغى حسنها
نما زائرو (بيت عيسى) الخطل
* * *
وتسألني: أهي تبكي إذا
تغنت، وإن أخبرت تنفعل؟
تغني فتىً وتعيد اسمه
فأعيا، وكي تشتفي أرتجل
أكاشفت عندي جموح الطفور
وميلاً إلى تهمة المعتدل؟
فأهويتني وقميصي ذراع
وقلت: بأي صحيحٍ نخل؟!
وأخبرتني: أن بنت الضحى
تقد قميص الدجى من قبل
وقلت: اطعمي سحر قد القميص
أحب الصبايا التي تمتثل
فقيل: (جعيد) بأصبي البنات
يسلي تصابيه نخشى يسل
فقال (ابن يحيى): دعوا لغوكم
(جعيد) كقلب الغمام الهطل
وقالت (لمي): من رآه صبا
إذا زل يوماً فما يستزل
* * *
لعمتها البنت قالوا، فهل
يداويه مجلى (هنا) أو يعل
أتنسيه عمتها من رنا
إلى الغصن شم الربيع الخضل
وهاتيك أرض ربيعية
هنا يجتني، هاهنا يستظل
* * *
وذات مساءٍ رآها تزف
إلى بيت من لقبوه (الودل)
أهذي (نقا) يا مصابيح، يا
صراصير، يا منحنى، يا سبل؟
ويبكي ويسري الدجى لا يصيخ
ولاصحت: يا ديك (بيت العذل)
أبوك صديق أبي قبلنا
أسل دمعةً يا صديقي أسل
* * *
وقال (صلاح) -ويدعى الحكيم-
له حالة تحتها يشمعل
أيذوي كما خلته يا (سلى)
وأغنامه كل يومٍ تقل
يخال على سفرٍ حيث لا
يرى مستعزاً، ولا مستذل
ولما خلا الحي منك انطفا
وشاخ وليداً صباي الجذل
وقالت (ندى) بنت (يسعى) وما
طوت سبعها إن هوت تنتخل
وغنوا (جعيد) فتىً يرتوي
وأين يرى منهلاً ينتهل
1993م