[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة السابعة والأربعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة السابعة والأربعون

روحُ هذي المدينةِ طافيةٌ
فوقَ ماءِ السنينَ
فلا توقظوها
دعوها تَئِنُّ
وأطفالَها يسعلونَ،
ولا تشعلوا الضوءَ داخلَ أحيائِها
الشّاحباتِ؛
فما زالَ في الطُّرقاتِ دمٌ مفرطٌ
في عذوبتِهِ
لشهيدٍ قضى حقَّ موطنِهِ،
وطوى صفحةَ العمرِ قبلَ الأوانِ..
دعوها تنامُ لتنسى،
دعوها تنامُ لتذكُرَ،
لا تخدشوا برعودِ الكلامِ ضريحاً
أقامَ بِهِ حزنُها
وعلى سطحِهِ جُثَثٌ نائحاتٌ،
ومنْ تحتِهِ جثثٌ ضائعاتْ.

* * *
(أرقٌ في العيونِ،
عطشٌ يرتعشُ في العظامِ.
تحاولُ صنعاءُ الإغفاءَ لكنّها لا تستطيعُ..
جثثُ القتلى تقفُ حائلاً
دونَ تلاقي الأجفانِ،
تفتِّشُ عنْ صوتِها في السُّكونِ الموحشِ
فلا تراهُ.
أحلامُ اليقظةِ سوداءُ
في لونِ الحقدِ الرّابضِ في صدرِ الحاكمينَ.
منِ الذي جعلَ الإنسانَ وحشاً؟
منِ الذي جعلَ الوحشَ على هيئةِ إنسانٍ؟
لماذا يحفرُ البشرُ في صدورِهم آباراً عميقةً،
يستخرجونَ منها
هذا الصديدَ القذرْ؟).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى