[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

المهزوم

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - المهزوم

وجدتُهُ هناكَ عندَ قبرِ الصبرِ
والعزاءْ
يدفنُ عينيهِ على الترابِ
ينكسرْ،
ينهشُ صخرةً،
يركضُ في العراءْ
في قلبِهِ يحترقُ الزَّمانُ والمكانُ،
والبشرْ..
هل تعرفونَهُ منْ كانْ؟
كم رحلةٍ له على رمالِ الأرضِ
في البحارِ،
في الزَّمانْ
عيناهُ في سَفَرْ
أشجارُهُ بلا ثمرْ
زمانُهُ بلا مطرْ
هل تعرفونَ ذلكَ الإنسانْ؟
ما أكثرَ القبورَ في طريقِهِ
يلهثُ في حريقِهِ،
ما أثقلَ الظلامَ حولَهُ..
ما أبعدَ النهارْ.
في صمتِهِ إعصارْ
في صوتِهِ حريقٌ هائلُ الدَّمارْ.
كانَ المغنّي في مساءِ الصمتِ والعذابْ
كانَ الرَّفيقَ والكتابْ
وقبلَ أنْ يجيءَ الفَجْرُ باعَهُ الصِّحابْ
منْ لحمِهِ كانَ الشِّواءُ
منْ دموعِهِ تناولوا الأنخابْ،
اللهَ.. لو مَرَّتْ على الموائدِ الكئيبةِ الذِّئابْ
لأجفلَتْ، لعافَتِ الغذاءْ
لَما أطاقَتِ المثولَ في ظلامِ الحفلِ،
والبقاءْ؛
فلا تُطيلوا حولَ نَعْشِهِ البكاءْ
لا تُسقطوا على طريقِهِ
أشواكَ تمتماتِكم،
لا تزرعوا الآهاتْ
ولا تُريقوا حولَهُ التَّنَهُّداتْ
في عينِهِ ماتتْ طيورُ الحبِّ،
ماتَ الفَجْرُ
والضِّحْكاتْ..
لكنَّ كبرياءَهُ
شموخَ روحِهِ ما ماتْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى