[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

سيف بن ذي يزنوحوار مع (أبو الهول)

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - سيف بن ذي يزنوحوار مع (أبو الهول)

ألا تتكلَّمْ؟
ألا تتألَّمْ؟
على شفتيكَ
بعينيكَ عاصفةٌ تتحطَّمْ
وبينَ يديكَ وضعتُ جراحَ
اليمنْ
وفوقَ الرِّمالِ نثرْتُ اغترابي
وما أبقتِ السنواتُ العجافُ،
وأبقتْ رياحُ الزمنْ
ولم تُبْقِ شيئاً،
سوى صرخةٍ تتكسَّرْ
وشعرٍ كما الدمعِ،
منْ عينِ ثاكلةٍ يتحدَّرْ
وفي غربتي يتفجَّرْ.
وكلَّ مساءٍ إذا ما غفا الرَّملُ
نامتْ عيونُ القبورْ
أتيتُكَ أشكو إليكَ الثبورْ،
أبثُّكَ حزني
وأنزعُ عنْ كاهلي مثقلاتِ الصخورْ،
فأحلمُ أنّكَ أدركْتَ سِرّي
عطفْتَ على مشتكايْ،
وألمحُ نهراً منَ الدمعِ
تقذفُهُ مقلتاكَ
فتغرقُ في دمعِها مقلتايْ،
وتمضي تحدِّثُني عنْ أساكَ
وأمضي أحدِّثُ في لوعةٍ عنْ أسايْ..
تهشَّمَ أنفُكَ يوماً،
ووجهي تهشَّمَ..
لا أنفَ لي منذُ تاهتْ خطايْ،
وأبكي إذا ما ذكرتَ هواكَ
وتبكي إذا ما ذكرتُ هوايْ
وتحملُنا رحلةُ الدمعِ عَبْرَ السِّنينْ،
ونقرأُ في الرَّملِ،
في الصخرِ أشجانَنا،
الذِّكرياتِ القديمةْ.
كلانا غريبُ الخطى
وكلانا حزينْ
تفرَّقَ أتباعُكَ المخلصونَ،
انْطَوَى تحتَ ليلِ الرِّمالِ الرِّجالْ
وأتباعيَ ابتلعَتْ شوقَهم
في الظلامِ الرِّمالْ..
أتذكرُ حينَ اختفى (النَّهْرُ ([1]))
حينَ اختفَتْ في الشُّطُوطِ الشجرْ
تقدَّمْتُ في موكبِ الشمسِ،
أطلقتُهُ منْ سجونِ القدرْ
فعادَ،
وعادَ النخيلُ، وعادَ الثَّمَرْ.
وما زلتُ أذكرُ
يومَ أتيتَ شجاعاً
لتدفعَ عنْ سورِ (صنعاءَ)
عنْ (مأربٍ) هَجَماتِ (التَّتارْ ([2]))،
وتزرعَ في كلِّ دربٍ تمرُّ بِهِ
زهرةً للنهارْ.
فماذا بوجهِكَ؟
ماذا بوجهي؟
أمانٍ معذَّبَةٌ وانتظارْ
أمانٍ معذَّبَةٌ وانتظارْ.

([1]) تتحدث السيرة الشعبية عن رحلة حربية ل(سيف) إلى الحبشة، لإخراج (كتاب النيل) ، وإطلاق سراحه.
([2]) إشارة إلى رحلة الدعم العربي التي قام بها جيش (مصر العربية) لمساندة (ثورة اليمن).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى