النعش والخيول الحزينة
الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - النعش والخيول الحزينة
- 1 -
يشبهُني،
يخرجُ منْ دمي..
هذا الذي في النَّعْشِ
حزنُهُ حزني
وشوقي شوقُهُ،
وصوتُهُ يشبهُ صوتي:
يا أنا..
أينَ تغادرُ الأرضَ،
وهذه حشرجةُ اللَّيلِ
وصوتُ ماءِ الفَجْرِ،
لا تَرْحَلْ
اخْرُجْ منَ النَّعْشِ،
وكنْ لسانَ الوردِ
كنْ لسانَ النَّرْجِسِ النَّبِيْلْ.
- 2 -
أسقطُ
أرتدي دمعي،
أسيرُ بينَ الناسِ..
لم أكنْ في النَّعْشْ.
النعشُ كانَ في دمي
كانَ معي
كنّا نغادرُ الماضي،
ندخلُ في الآتي.
حينَ يرانا - منْ رمادِهِ - الحاضرُ،
لا يكونُ
لا أكونْ..
يتركُني معلَّقاً بينَ رياحِ الحزنِ
والبكاءْ.
- 3 -
أمامَنا مملكةٌ تحلمُ بالنهارِ
خَلْفَنا مملكةٌ تحلمُ بالرَّغيفِ،
الفقراءُ صرخةٌ
تمتدُّ حولَ الحُجْرَةِ / الفنارْ،
تمتدُّ عَبْرَ ماءِ البحرِ
عَبْرَ أوجاعِ الصَّحارى..
هذه بدايةُ الرِّحْلَةِ،
تعلنُ الأشجارُ والعصافيرُ قيامَها
تعلنُ عنْ دخولِ الثلجِ في زمانِ النارِ،
كيفَ يختفي وجهُكَ
كيفَ ينطفي صوتُكَ،
في نهارِ الصوتِ والبحارْ؟!
- 4 -
واقفةٌ بالبابْ..
خيلُ قصائدي واقفةٌ بالبابْ
أُسْرِجُها للشَّمْسْ،
تسرجُها أحزانُ رحلتي للمَوْتْ.
يا فرساً تركضُ بينَ الدمعِ
والقبورْ.
تسقطُ
تنطفي،
تخرجُ منْ غيبوبةِ الأحزانْ،
تسألُ عنْ ضريحِ (عبدِ اللهْ)..
تمهَّلي،
وَلْتَكْتُبِيني وردةً
ودمعةً على رخامِهِ الضَّريحْ.
القاهرة، سبتمبر 1976م