السَّفَر في ذاكرة الأبجديّة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - السَّفَر في ذاكرة الأبجديّة

- 1 -
س: "ستبدي لكَ الأيّام ما كنتَ جاهلاً"،
ب: "بانتْ سعادُ فقلبي اليومَ مَتْبُولُ"،
ت: "تأخَّرْتُ أستبقي الحياةَ، فلم أجدْ
لنفسي حياةً، مثلَ أنْ أتقدَّما"،
م: "ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ"،
ب: "بنفسيَ تلكَ الأرضُ، ما أطيبَ الرُّبا
وما أحسنَ المصْطافَ، والمتَرَبَّعا"،
ر: "رضيَ الناسُ بالهوانِ، فهانوا".

- 2 -
شاحبةٌ أوراقُ الوردِ على أشجارِ
الشَّمْسْ
شاحبةٌ كلُّ قناديلِ الذِّكْرى
عاريةٌ منْ ورقِ النورِ
وخابيةٌ تحتَ عيونِ الأهلِ
وحولَ وجوهِ المدعوِّينْ
موسيقى الحفلِ جَنازْ
إيقاعُ الرَّقْصِ نَشازْ.
مَيِّتةٌ كلُّ الكلماتِ المسموعةِ
والمكتوبةِ،
كلُّ حروفِ الأشياءْ،
شاحبةٌ
مَيِّتةٌ كلُّ الأضواءْ.

- 3 -
مذْ وَدَّعَ (غرناطةَ) فارسُها الأوَّلُ
ممتطياً سُحُبَ الشوقِ
وممتشقاً برقَ الثورةِ..
يَمَّمَ شَرْقاً
كانَ بريقُ معابدِ (بلقيسْ)
أعمدةُ الضوءِ القَمَرِيَّةِ
تحملُهُ نحوَ الشرقِ..
تطيرُ بِهِِ.
منتصباً،
ما زال يُغِذُّ السيرَ إلى غاباتِ
الشَّمْسْ
لم يرجعْ..
لم يتكلَّمْ..
وجهُ مدينتِنا الأسيانْ
يتتبَّعُ ظِلَّ الفارسِ في النارِ
وفي الماءْ،
يتفجَّرُ في اللَّيلِ دماً
في الصُّبْحِ دموعاً..
شاحبةٌ أقواسُ الزِّيْنَةِ،
والكلماتْ
شاحبةٌ كلُّ الرّاياتْ.

- 4 -
(غرناطةُ) يا سيّدةَ الأحزانْ
يا أمَّ الشهداءِ المنذورينْ..
في ذكرى يومِ الميلادِ السّاطعْ
ميلادِكِ أنتِ
يومَ تجلَّى وجهُكِ للناسْ،
في ذكرى يومِ الفرحِ النّاصعْ..
مُدِّي كَفَّكِ للغَرْقَى منْ أبنائِكِ،
والمنفيِّينْ
للموتى
والمنسيِّينْ.
هذا وجهُ النائمِ تحتَ مراثي (صرواحْ)
يشرخُهُ سيفُ النِّسْيانْ
تدهسُهُ عَرَباتُ اللَّيلِ
وتعبرُهُ أقدامُ برابرةِ الصَّحْراءْ.

- 5 -
س: "سارتْ سنةْ والثانيةْ بتلحقْ
الله يصيبْ، منْ بينَنا، بيمحقْ
ب: باللهْ عليكْ، يا طيرْ يا رمادي
فُكَّ الجناحْ، ورُدَّني بلادي
ت: توبةْ منَ الجنسَ اللَّطيفْ توبةْ
يغيِّرَ المحبوبْ، مثلْ ثوبهْ
م: منْ روسيا للصينْ للفيتمينْ
عُصْبَةْ على مِنْ فَرَّقَ المحبِّينْ
ب: بندرْ عَدَنْ يا ليتَني مَعَدِّنْ
أو ليتني جنبَ الحبيبْ مَخَزِّنْ
ر: روحي معكْ والقلبْ في انتظاركْ
والصَّدْر، صدري مرقدَكْ ودارَكْ" ([1])

1973م.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى