الصوت.. والصدى (في الذكرى العشرين للنكبة)
الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - الصوت.. والصدى (في الذكرى العشرين للنكبة)
الصوت:
عشرونَ عاماً لم أنمْ
عينايَ جُثَّتانِ ينهشُ الظلامُ فيهما
وينخرُ الألَمْ
حنجرتي مقطوعةٌ، صرتُ بغيرِ فَمْ
صرخْتُ
ماتَ الصوتُ في الأعماقْ
الرِّيْحُ حولي ترسمُ الإخفاقْ
تأكلُ ما تبقَّى منْ حروفِ الأملِ القديمِ
والأشواقْ.
* * *
الصدى:
و (سالومي) تغنى في ملاهي القدسِ
تنشرُ لحمَها في المسجدِ الأقصى
وتطلبُ كلَّ رأسٍ راكعٍ فيهِ
لترفعَ عالياً منْ حائطِ المبكى.
* * *
الصوت:
على سريري كلَّ ليلةٍ يضطجعُ الأغرابْ
في جسدي يرقدُ ليلُ الحقدِ
تنهشُ الذِّئابْ
وتختفي الخناجرْ
وتنطفي كلَّ مساءٍ لَذَّةُ الشيطانِ..
والسَّجائرْ
بغدادُ في صمتٍ ومثلُها الجزائرْ
انتحرَتْ في مكَّةَ المنائرْ
واللَّيلُ يمضي مثقلاً
والنجمُ فوقَ شاطئِ العبورِ ساخرْ.
الصدى:
(يهوذا) في القصورِ ينامُ
فوقَ مكبِّراتِ الصوتْ
ينادي يا لَهَولِ العارْ
وحينَ تضجُّ معركةٌ
ينامُ مُسَلِّماً إخوانَهُ للموتْ.
الصوت:
عشرونَ عاماً
وأنا مصلوبةٌ على طريقِ اللَّيلِ
والنهارْ
أهلي بلا مأوى،
وأبنائي بلا ديارْ
الرِّيْحُ والصقيعُ دارْ
وخيمةٌ منَ الدموعِ والأشعارْ
كم حفروا إلى سِجْني طريقَهم..
كم حفروا جدارْ
تسلَّخَتْ أقدامُهم فوقَ الصخورِ..
ذابتِ الأظفارْ
وهمْ على الطريقِ في إصرارْ
متى أضمُّهم إلى صدري؟
متى أطفي بهم سعيرَ النارْ؟
الصدى:
تقولُ (سَدُومُ) إنَّ ربيعَها قد عادْ
وإنَّ مقابرَ الأجدادْ
سترجعُ مَرَّةً أخرى
لِتُفْرِغَ حقدَها في سَوْأةِ الأحفادْ.