[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

ينابيع أولى

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - ينابيع أولى

1- أخي:
كنتُ إذا بكيتُ يبكي
وإذا حلمتُ بالنارِ اشتوتْ أطرافُهُ،
وكانَ مثلي شاعراً
يحلمُ في الصباحِ أنْ يسرقَ غيمةً
وأنْ يداعبَ السحابةَ البيضاءْ،
في اللَّيلِ أنْ يخبِّئَ النجومَ
في غرفتِهِ
وأنْ يفتِّتَ الظلماءْ،
كانَ صدىً لي
وأنا صدىً له،
لم أدرِ هلْ أنا هوَ،
أمْ إنّهُ أنا..
قميصُنا - مذ جاءَ - كانَ واحداً
وحبُّنا للشمسِ كانَ واحداً
إعجابُنا بالطفلةِ الحسناءِ كانَ واحداً
لقمتُنا - منذُ أتى الوجودَ -
كانتْ واحدةْ.

2- صديقي:
عيناهُ للربيعِ
قلبُهُ للشمسِ
كفُّهُ للأرضِ..
إنّه صديقي (سيفُ)
حينَ تهطلُ الذّكرى
أراهُ في ثوبِ طفولتي،
وفي مجامرِ اللَّيالي المورقاتِ بالأشجارِ
والأحزانْ.
أفتحُ في دمي خزانةَ الذّكرى
فألقاهُ كعصفورٍ يناوشُ الأشجارَ
والأعشابَ
والشَّحاريرَ،
أراهُ في دمي،
ألمحُ بينَ عينيهِ،
وفي مرايا شفتيهِ أسراراً
وعمراً صافياً،
يغسلُني بمائِهِ المجروح ِ
منْ غبارِ الزمنِ الذّاوي
ومنْ ذهولِ اللَّحظةِ الغريبةْ!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى