[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

عبد الودود سيف

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - عبد الودود سيف

أمامَكَ بحرٌ
وخلفَكَ بحرٌ
ولم يبقَ إلاّ الصعودُ إلى الغيمِ
فاصعدْ بنا
واتَّجِهْ بخيولِكَ نحوَ فِجاجِ الفضاءِ
وسَمِّ البلادَ التي خذلتْكَ بأسمائِها
وإذا شئتَ فاصنعْ (زفافَ الحجارةِ
للبَحْرِ)،
واجعلْهُ يدخلُ شمسَ ميادينَنا
وصباحَ قُرانا،
ويمضي بهذا (الجرادِ المنافقِ)..
يا صاحبي
أنتَ والشعرُ صنوانِ
جئتَ بِهِ
جئتُما منْ ذراً لا يطيقُ الوصولَ إليها
خيالُ الخيالْ.

* * *
"هذا آخرُ اليابسةِ، مراكبُ غرقى، وأخرى طافيةٌ،
وثالثةٌ تتوسَّطُني بدلوٍ، وتطرحُني في عقدةِ المنتصفِ، بينَ الغرقِ
والطَّفْوِ.
أتأمَّلُ البحرَ قارئاً كأنما انقشعَتْ سحابةً كبيرةٌ للتوِّ،
وخلَّفَتْ في موضعِها بيضةً على قدرِ حيِّزِها، منَ الأفقِ إلى الأفقِ.
أعقدُ في يدي كفَّيْهما، وأجعلُهما كالمعولِ،
ثمَّ أنقرُ بهما قشرةَ البيضةِ،
نقرةَ منْ يفتحُ لهُ في جوفِها خباءً
حتى إذا وجدتُني أروحُ وأغدو في خبائي، قلتُ:
الآنَ سأسلخُ أكوامَ الكِلْسِ.. رويداً رويداً،
إلى أنْ أرى الحفائرَ في الحفائرِ،
والبياضَ يرسبُ في البياضِ
وأستجلي طبقةَ الصَّفارِ منْ قِيْعانِها".

(زفاف الحجارة للبحر)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى