أعلن وزير الإدارة المحلية اليمني عبدالقادر هلال استقالته من الحكومة أمس في رسالة وجهها إلى الرئيس علي عبدالله صالح مباشرة، ليس إلى رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، في سابقة من نوعها في تاريخ الحكومات اليمنية.
وتأتي استقالة الوزير الذي يرأس اللجنة الحكومية الخاصة بإعادة إعمار ما دمرته الحرب في محافظة صعدة (شمال غربي البلاد) على خلفية تقارير استخباراتية اتهمته بدعم
[align=justify] المتمردين «الحوثيين» في المحافظة، وبعد علمه بتوجيهات رئاسية لجهات الاختصاص بالتحقيق معه عن تقارير أمنية اتهمته بالعمل مع أحزاب المعارضة في «اللقاء المشترك» ومع قيادات ما يسمى ب «الحراك الجنوبي» (الاحتجاجات في بعض المحافظات الجنوبية) بالاضافة إلى اتهامه بأنه تارة مع الأصوليين و «الاخوان المسلمين» وأخرى مع «الحوثيين».
وأكد هلال في رسالة الاستقالة التي نشرها موقع «نيوز يمن» رفضه التشكيك في «ولائي لوطني و قائدي وإخلاصي في عملي إرضاء لربي ووفاء للعهد وأمانة المسؤولية. وتعرضت لما تعرضت له وما سبب لي ذلك من ألم وقهر إلا الكرامة والشرف فباطن الأرض خير من ظاهرها».
واتهم هلال «مدير عام الاستخبارات» ومن وراءه ممن وصفهم بالقوى المستفيدة والفاسدة باتهامه على خلفية إرساله الطبق اليمني «بنت الصحن» وبعض الحلوى إلى «الحوثيين» في منطقة مطره بمحافظة صعدة نهاية رمضان الماضي بعد عودته من صعدة إلى صنعاء. ووصف تحقيقات «بنت الصحن والحوثي» ب «الدس الرخيص والسخيف. ولأن الكيل طفح أجد نفسي مضطراً لتقديم استقالتي من عملي كوزير للإدارة المحلية وسأظل مواطنا مخلصا ما حييت».
يشار إلى أن الوزير هلال كان حاضراً في اجتماع الدورة الاستثنائية للجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام، الاربعاء الماضي، والتي كرست لإقرار المضي في خوض الانتخابات النيابية واجرائها في موعدها المقرر في 27 نيسان (ابريل) المقبل، رغم تهديد أحزاب «اللقاء المشترك» بمقاطعتها، رافضاً التجاوب مع خيارات تأجيل الانتخابات.
المصدر الحياة
نص الاستقالة:
«فخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظكم الله
تحية طيبة وبعد:
مرغما وفي هذه الظروف بعد أن تكررت حالات الاستماع والإصغاء والتجاوب للتشكيك في ولائي لوطني وقائدي وإخلاصي في عملي إرضاء لربي ووفاء للعهد وأمانة المسئولية، وتعرضت لما تعرضت له وما سبب لي ذلك من آلام وقهر «إلا الكرامة والشرف فباطن الأرض خير من ظاهرها».
نعم.. قد يخطئ الإنسان ويقصر في عمله وطبيعي أن يتعرض للنقد والمحاسبة إلا التشكيك في الولاء، فأعتبر نفسي قد تجاوزت هذا الامتحان منذ ما يتجاوز 24 سنة ومررنا بمنعطفات ومواقف اختبر فيها الرجال وجربت قناعتهم فكنا معكم بالحب والتفاني والإخلاص قناعة لا نفاقا ومصالح.
ولن نمن ونعتبره واجبا نحو الوطن وإن كان ذلك على حساب أهلي وبيتي ويعلم الله على الصعيد الشخصي كم أعاني، وأهلي وأولادي.
وحتى يسعد أولئك المنافقون الذين ظلوا يدفعوني ثمن ثقتكم الغالية في كل موقف وفي كل لجنة كنت أعمل فيها وأجتهد بأسلوب كي أصل إلى نتيجة الوطنية التي ترضي الله ثم ترضيكم.
ولما قام به المدير العام للاستخبارات ومن ورائه من القوى المستفيدة والفاسدة من تحقيقات ما يسمى (بنت الصحن والحوثي) الخبر الدس والرخيص السخيف.
ولأن الكيل طفح أجد نفسي مضطرا إلى تقديم استقالتي من عملي كوزير للإدارة المحلية وسأظل مواطنا مخلصا ما حييت.. (فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)».
وعلمت «الأيام» أن الأخ مثنى ناجي الوغزة، عضو المجلس المحلي لمحافظة الضالع عضو اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي أعلن تعليق عضويته بالمجلس المحلي واللجنة الدائمة تضامنا مع الأستاذ عبدالقادر علي هلال، وزير الإدارة المحلية..
نشرت في العديد من المواقع والصحف