رحب البيان الختامي ل «قمة غزة الطارئة» التي عقدت في الدوحة، امس، بحضور حركة «حماس» والرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد و12 من القادة العرب أو ممثليهم، وسط انقسام فلسطيني وعربي حاد، بموقف قطر وموريتانيا بتجميد علاقاتهما التجارية والديبلوماسية مع إسرائيل. وطالب ب «وقف العدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة» ورفع الحصار وفتح المعابر والميناء البحري، وتشكيل صندوق لإعادة إعمار غزة،
ودعوة الدول العربية إلى تعليق المبادرة العربية للسلام ووقف كل أشكال التطبيع، بما فيها إعادة النظر بالعلاقات الديبلوماسية والتجارية.
واكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني في مؤتمر صحافي في ختام القمة ان ذلك يعني اغلاق مكتب التمثيل التجاري الاسرائيلي في الدوحة الذي كان فتح في 1996 «ربما في غضون اسبوع».
من ناحيتها، اعلنت قطر انها جمدت علاقاتها مع اسرائيل، وستطلب من الدولة اليهودية اغلاق مكتبها التجاري في الدوحة، الذي كان فتح في 1996، ومغادرة العاملين به، «ربما في غضون اسبوع». وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ان المكتب سيعاد فتحه اذا تحسن الوضع.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الموريتانية بابا سيدي عبد الله ل «رويترز»، امس، ان نواكشوط جمدت كل علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الدولة العبرية.
وفي أعقاب ذلك، عقد حمد بن جاسم، مؤتمراً صحافياً، وصف فيه الامانة العامة للجامعة العربية، بانها «سكرتاريا»، واعتبر أن «ما خرجت به هو السقف الذي تتيحه هذه القمة، وبانتظار ما سيحدث في القمة العربية الاقتصادية التي ستعقد في الكويت».
ولدى سؤال عن سبب غياب رئيس السلطة الفلسطينية، قال إن محمود عباس «اعتذر بسبب ضغوط». واضاف ان عباس أبلغه في اتصال هاتفي بينهما «أن حضور القمة يعني أنه سيذبح من الوريد إلى الوريد».
وتابع: «اتصلت بابو مازن، وسألته لماذا لا تحضر؟ وقلت له بانك ممثل الشعب الفلسطيني وهذه قضيتك، ووجودك مهم. الا انه اجابني: لقد اتصلت (بالامين العام للجامعة العربية عمرو) موسى، الذي قال انه لا توجد قمة. فقلت له: اتصل فينا ولماذا تتصل بموسى؟ فرد: حتى لو اردت الحضور، فلن يعطيني الاسرائيليون تصريحا. فرددت: منجبلك تصريح».
وتابع رئيس الوزراء القطري، ان عباس قال له «امهلني نصف ساعة واتصل بك. ثم اتصل بعد ساعة ونصف الساعة، وقال، لا استطيع الحضور، فعلي ضغوط. واذا حضرت فانك تذبحني من الوريد إلى الوريد».
وأوضح حمد بن جاسم، أن عدم حضور عباس، دفع قطر إلى الطلب من قادة الفصائل الفلسطينية الحضور لتمثيل فلسطين في القمة، ذلك أن القمة أقيمت من أجل غزة.
لكن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، نفى في تصريح لقناة «العربية»، ما قاله حمد بن جاسم، وقال: «ما حصل ان رئيس الوزراء القطري اتصل بابو مازن، الذي اكد ان قطر عزيزة وانتم اعزاء. لكن القضية موحدة وليست مفرقة، ونحن نذبح من الوريد إلى الوريد في فلسطين، ولذلك من مصلحتنا ان نكون طرفا جامعا وليس مفرقا... والضغوط علينا في فلسطين كبيرة».
إلى ذلك، وحول غياب دولة الإمارات العربية المتحدة عن القمة، أوضح حمد بن جاسم أن الإمارات اشترطت عدم حضور الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد للقمة.
من ناحيته، اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ان مطالب «قمة غزة الطارئة» ستحال على قمة الكويت الاقتصادية الاثنين، «ومن يرد ان ينضم فاهلا وسهلا».
وصرح ل «فرانس برس»، «سيصدر بيان عن هذه القمة يتضمن المطالب الثمانية لامير قطر. البيان نفسه سنطرحه في قمة الكويت ومن يرد ان ينضم اليه فاهلا وسهلا ومن لا يرد فله رأي آخر هذا اتفاق القادة». واضاف: «يجب ان تكون غزة في قلب قمة الكويت وليس على هامشها».
وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، دعا في افتتاح القمة، إلى «الوقف الفوري للعدوان على غزة والانسحاب الاسرائيلي الشامل وفتح جميع المعابر ورفع الحصار عن غزة بكل اشكاله». واعلن مساهمة قطر في «صندوق اعادة اعمار غزة» بمبلغ 250 مليون دولار.
وحض الرئيس السوري بشار الاسد في كلمته في القمة، الدول العربية التي تقيم علاقات مع اسرائيل على «اغلاق السفارات الاسرائيلية» فورا و إلى «قطع اي علاقات مباشرة أو وغير مباشرة» معها.
واكد ان مبادرة السلام العربية اضحت «في حكم الميتة» و«لم يبق الا نقلها من سجل الاحياء إلى سجل الاموات» وذلك بسبب رفض اسرائيل السلام.
واضاف الاسد: «(...) وبما اننا اصحاب ذاكرة غنية ولأننا أهل التاريخ ومالكو الأرض، فسنعدهم بأننا سنبقى نتذكر والأهم من ذلك هو أننا سنحرص على أن يتذكر أبناؤنا أيضاً سنخبئ لهم صور اطفال غزة وجروحهم المفتوحة ودماءهم النازفة فوق ألعابهم وسنخبرهم عن الشهداء والثك إلى والأرامل والمعاقين وسنعلمهم بأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وأن العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة».
من جهته، اعترض لبنان على تضمين البيان الختامي للقمة مسألة تعليق مبادرة السلام العربية مع اسرائيل، على ما اعلن عضو في الوفد اللبناني.
ميدانيا، واصل الجيش الاسرائيلي، أمس، هجومه على قطاع غزة لليوم الـ21 حيث ارتفع عدد الشهداء إلى اكثر من 1160، وسط تسارع في الجهود الديبلوماسية لايجاد مخرج للازمة مع توقيع اتفاق اميركي - اسرائيلي على منع تهريب الاسلحة إلى غزة، وعودة وفد من حركة «حماس» وعاموس جلعاد، مستشار وزير الدفاع ايهود باراك مجددا إلى القاهرة لمناقشة خطة مصرية تنص على وقف النار.
وفي ما كشف مسؤولون غربيون، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس المصري حسني مبارك «قد يوقعون اتفاقا في وقت مبكر قد يكون الاحد يمكن ان يعزز الهدنة»، ذكرت مصادر اسرائيلية ان الحكومة الامنية ستصوت اليوم «لمصلحة» اقتراح لوقف النار من جانب واحد.
وكالات