ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي دخل أسبوعه الرابع امس، إلى أكثر من 1200 شهيد، ونحو 5320 جريحا، فيما اكدت مديرة برنامج العذاء العالمي التابع للامم المتحدة جوزيت شيران ان قطاع غزة يعاني مشكلة انسانية حقيقية في ظل التصعيد الاسرائيلي والحصار الخانق.
وفي قصف عنيف برا وبحرا وجوا على مختلف مناطق القطاع استشهد ثلاثة عشر شهيدا حتى عصر أمس، ثم ارتفع العدد تدريجا مع مواصلة الاحتلال القصف الكثيف.
وطاول مدرسة للانروا في بيت لاهيا حيث يلجأ نازحون، ما اسفر عن سقوط شهيدين و11 جريحا.
وذكر المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) عدنان أبو حسنة أن شقيقين قتلا كما أصيب 14 شخصا بينهم والدة الغلامين عندما فتحت دبابة إسرائيلية النيران على مدرسة تابعة لأونروا في بلدة بيت لاهيا بشمال القطاع. أضاف أبو حسنة أنه يتحتم تحميل إٍسرائيل مسؤولية ما حدث.
وكان 42 شخصا لجأوا إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة قتلوا في قصف إسرائيلي في السادس من كانون الثاني (يناير). وقصف مقر للأونروا مرتين يوم الخميس وأصيب ثلاثة من العاملين فيه.
ويحتمي نحو 45 ألفا من سكان غزة في المدارس التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة.
وانتشلت طواقم الاسعاف امس جثتي شقيقين كساب بعدما نزفا حتى الموت طوال 20 ساعة فيما جرى إنقاذ والدهما الذي نجا بأعجوبة على ما يبدو بعدما أصيب بعيار ناري في ذراعه.
وأفاد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأن 54 مواطنا استشهدوا في قطاع غزة يوم الجمعة بينهم 17 طفلا وثلاث نساء.
وأشار المركز في بيان له امس، إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي في يومه الثاني والعشرين إلى 1184 شهيدا، بينهم 281 طفلاً و85 امرأة، وسبعة من أفراد الطواقم الطبية، وثلاث صحافيين فلسطينيين.
وقال التقرير إن إسرائيل واصلت وللأسبوع الرابع على التوالي عدوانها على قطاع غزة، ضاربة عرض الحائط بكل المعايير والقيم الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، وتتحدى العالم بأكمله في حرب ضد كل شيء، وتواصل استخدام أعتى آلتها الحربية من البر والبحر والجو دون هوادة في استهداف المدنيين وممتلكاتهم.
ولفت التقرير إلى مواصلة قوات الاحتلال استهدافها لمراكز الإيواء التابعة لـ"الأونروا"، وطواقم الدفاع المدني، وطواقم الإسعاف والمستشفيات والطواقم الصحفية، وتعيق عملها بشكل واضح وسافر، فيما تواصل تلك القوات استخدامها للقنابل الحارقة والمحرمة دوليا، ضد التجمعات السكنية الكثيفة.
وأوضح البيان انه ووفقاً لإحصائيات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإن أكثر من 85% من الضحايا هم من المدنيين، يشكل الأطفال والنساء 36%منهم، من بينهم عدد من الأطفال الرضع و الشيوخ.
وأصيب اربعة مظليين اسرائيليين بجروح خطرة أمس السبت في شمال قطاع غزة بقذيفة هاون كما افاد مصدر عسكري. وكان اصيب خمسة جنود اخرين بجروح اقل خطورة أمس السبت في معارك مع مجموعات مسلحة في قطاع غزة، بحسب الجيش.
من جهة اخرى، اطلق فلسطينيون احد عشر صاروخا واربع قذائف هاون باتجاه اسرائيل من دون تسجيل اصابات، وفقا لمصدر امني اسرائيلي.
ازمة انسانية
في غضون ذلك، أكدت مديرة برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أن قطاع غزة يعاني مشكلة إنسانية حقيقية الآن في ظل التصعيد الإسرائيلي والحصار الخانق.
وقدرت شيران خلال حديثها للصحفيين على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي والتنموي في الكويت امس، حاجة غزة لمساعدات طارئة وسريعة تقدر بما لا يقل عن 81 مليون دولار، موضحة أن ما تم توفيره وجمعه حتى اليوم كمساعدة سريعة لقطاع غزة لا يتعدى 7 ونصف مليون دولار وتم الحصول عليها من خلال التبرعات.
فاعليات تضامنية
وأمس تواصلت الفاعليات التضامنية مع مأساة غزة. وتحت شعار: "من القدس إلى غزة سلام"، انطلقت في "خيمة أم كامل" في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس المحتلة، فعاليات تضامنية مع الأهل في قطاع غزة
وشارك فيها مختلف المؤسسات والشخصيات الدينية والوطنية الاعتبارية من مدينة القدس ومن داخل أراضي العام 1948، للتعبير عن الاستنكار والرفض الشديدين للعدوان والمجازر الوحشية المتواصلة ضد الأهل في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
وانطلقت ظهر امس مسيرة حاشدة بدعوة من نقابة العمال الفلسطينيين في مدينة رام الله، طالبت بالوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية وعدم تكريس الانقسام ووقف العدوان الإسرائيلي فورا على قطاع غزة.
وفي الفاتيكان افاد بيان ان البابا بنديكتوس السادس عشر ارسل مساعدة مادية إلى المؤسسات الكاثوليكية المتواجدة في قطاع غزة لمساعدة سكانها الذين يتعرضون إلى "ازمة انسانية خطيرة"
ونظمّ الاتحاد العام التونسي للشغل امستظاهرة في العاصمة التونسية للتنديد الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة، فيما سيّرت نقابة الصحافيين التونسيين مسيرة بالتعاون مع منظمات مدنية دعماً لغزة.
وشارك آلاف التونسيين في التظاهرة الذي دعا اليها الاتحاد، وهو أكبر منظمة نقابية تونسية، والتي جابت شارع محمد الخامس بوسط تونس العاصمة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
واعتقلت الشرطة التركية مجموعة من الشباب المشاركين في تظاهرة ضخمة خرجت في ميدان كزلاي بوسط العاصمة أنقرة ليل الجمعة السبت احتجاجا على استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة.
وفي مدينة شانلي أورفا بجنوب شرقي البلاد اقتحم متظاهرون من جمعية المظلومين (مظلوم دار) مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم معلنين مطالبتهم لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان باتخاذ قرار بقطع العلاقات مع اسرائيل وطرد بعثتها الدبلوماسية في تركيا احتجاجا على استمرارها في قتل النساء والأطفال وتدمير المرافق والبنية التحتية في غزة.
وشهدت مدينة أسيسي، وسط إيطاليا، امس مسيرة شعبية حاشدة تضامنا مع السكان المدنيين في غزة ودعوة لوقف الحرب الدائرة هناك. كما شهدت مدينتا روما وميلانو تظاهرات تضامن مماثلة، انطلقت الاولى من ميدان "لاريبوبليكا" بوسط العاصمة والثانية من ميدان "الدومو".
واعلن مصدر في الشرطة في بيونيس ايريس ان متظاهرين ينتمون إلى الجالية العربية الارجنتينية امطروا بالاحذية السفارة الاسرائيلية احتجاجاً على الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة.
وفي اليونان تظاهر اكثر من الف شخص أمس السبت في اثينا وعدد من المدن اليونانية الاخرى تلبية لدعوة منظمات مناهضة للحرب ومهاجرين احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.
وفي ألمانيا، تظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص في عدة مدن ضد الهجوم الاسرائيلي. ففي برلين، تظاهر نحو 1600 شخص بدعوة من المجلس الالماني للسلام والجالية الفلسطينية في العاصمة الالمانية وطالبوا "بوقف الحرب في غزة". وجرت التظاهرات بهدوء.
وفي روما سار آلاف الأشخاص حاملين الأعلام الفلسطينية في تظاهرة، حمل بعض المشاركين فيها لافتات تصم إسرائيل بالنازية.
وفي باريس تظاهر آلاف الاشخاص مطالبين بوقف العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة وتضامنا مع الفلسطينيين.
وفي لندن ومدن بريطانية أخرى تظاهر الآلاف أمس السبت للتنديد بالهجوم الاسرائيلي على القطاع، ففي العاصمة البريطانية بلغ عدد المتظاهرين نحو 3500 حسب الشرطة، كما تظاهر بضعة آلاف في برمنغهام، شمال انكلترا.
وفي القاهرة، ذكر مسؤول امني ان 35 شخصا بينهم اربعة صحافيين اعتقلوا أمس السبت في تظاهرة في وسط المدينة ضد الحرب على غزة.
وفي العاصمة الأردنية عمان، اعلن نقيب المهندسين الاردنيين وائل السقا أمس السبت ان 50 فنانا اجنبيا وعربيا واردنيا بدأوا منذ يومين رسم جدارية تبرز معاناة سكان قطاع غزة. وقال السقا "انها المرة الاولى التي يشارك فيها هذا العدد من الفنانين التشكيليين في رسم جدارية اطلق عليها اسم جدارية الصمود".
وقد استمر وصول المساعدات إلى مطار العريش ومعبري رفح والعوجة. واستقبل مطار العريش امس 4 طائرات (سعودية وأردنية وتونسية ومغربية) تحمل نحو 110 أطنان من الأدوية والمعدات الطبية ومواد الإغاثة والمواد الغذائية, ويجرى نقل المساعدات إلى منفذي رفح والعوجة البريين تمهيدا لإدخالها إلى قطاع غزة.