حققت القمة العربية الاقتصادية المنعقدة في الكويت حاليا في يومها الأول أمس اختراقا مفاجئا تمثل بمصالحة سعودية مصرية قطرية سورية، ما فتح الباب واسعا أمام عودة الوفاق العربي، بعد أن تصاعدت الخلافات العربية بشكل كبير على وقع الحرب في غزة.
وذكرت مصادر رسمية في القمة أن المصالحة جرت في اجتماع ضم قادة الدول الأربع والتأم في ضيافة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بعيد انتهاء الجلسة الافتتاحية لقمة الكويت التي تعقد في ظل انقسامات عربية حادة،
وشارك فيه أيضا ملك الأردن وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.
وأكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لقناة الجزيرة حصول المصالحة، موضحا لقناة الجزيرة القطرية أن قادة الدول الأربع توصلوا إلى "تفاهمات"، وأن "هذه التفاهمات ستنعكس على الوضع العربي والعمل العربي".
وكان العاهل السعودي أعلن خلال جلسة افتتاح القمة، أي قبل انعقاد لقاء المصالحة، "تجاوز مرحلة الخلاف" بين العرب.
وقال "اسمحوا لي أن أعلن باسمنا جميعا، أننا تجاوزنا مرحلة الخلاف وفتحنا باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب من دون استثناء أو تحفظ وأننا سنواجه المستقبل (.. ) نابذين خلافاتنا صفا واحدا كالبنيان المرصوص".
وكانت الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الاقتصادية الأولى من نوعها، عكست الانقسامات العربية مع إعلان مصر والسلطة الفلسطينية والكويت والسعودية التمسك بمبادرة السلام العربية ودعوة سورية العرب إلى دعم المقاومة الفلسطينية واعتبار إسرائيل "كيانا إرهابيا".
وتركزت الخلافات والانقسامات العربية التي شهدتها الفترة الماضية بين مصر والسعودية وحلفائهما من ناحية وبين سورية وقطر وحلفائهما من ناحية أخرى، حول كيفية التعامل مع الحرب الإسرائيلية على غزة.
ومالت السعودية ومصر إلى الانحياز للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، فيما كانت سورية وقطر أكثر تعاطفا مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تحكم غزة منذ تغلبت على قوات عباس في حزيران (يونيو) 2007.
وكانت مصر والسعودية قاطعتا اجتماعا عقد في الدوحة الجمعة الماضي لبحث أزمة غزة، وفي هذا الاجتماع جمدت قطر وموريتانيا علاقاتهما مع إسرائيل وأعلنت سورية أن مبادرة السلام العربية التي أعلنت في 2002 قد ماتت.
وأجرت مصر وهي الدولة العربية الوحيدة التي لها حدود مع غزة مفاوضات مع كل من حماس وإسرائيل للتوصل لوقف إطلاق النار الهش الحالي. لكنها تعرضت لانتقادات في العالم العربي تتهمها بالتعاون مع الحصار الإسرائيلي لغزة في الشهور الأخيرة وتنتقد عدم فتح حدودها بالكامل خلال الهجوم الإسرائيلي.
وتحضر القمة الكويت التي تستمر يومين الدول العربية الـ22 جميعا، وتتمثل 17 منها على مستوى قادة الدول.
ويحضر القمة أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك، إضافة إلى الرئيس السنغالي عبدالله واد والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وإضافة إلى مشروع قرار حول غزة، ستنظر القمة في عشرة مشاريع قرارات اتفق عليها وزراء الخارجية والمالية العرب بهدف تعزيز التعاون والتقارب اقتصاديا.
________
وكالات