من الأرشيف

محللون: القرصنة بخليج عدن بررت الوجود العسكري الأجنبي

اتفق باحثون ودبلوماسيون عرب وأفارقة على أن ظاهرة القرصنة البحرية في خليج عدن كانت نتيجة فشل الدولة الصومالية وانهيارها منذ 18 عاما، وأن بعض القوى والجهات الصومالية وجد في عمليات القرصنة وسيلة للكسب والارتزاق.

كما أجمعوا في ندوة نظمها الثلاثاء في العاصمة اليمنية صنعاء المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية على أن القرصنة أتاحت الفرصة للوجود الأجنبي بالمنطقة، وبقرار من مجلس الأمن الدولي،

مما كشف حالة العجز المريع للدول العربية عن تأمين منطقة إستراتيجية هي جزء من أمنها القومي.

وقال رشاد فراج نائب السفير السوداني بصنعاء إن القرصنة ناتجة عن انفراط عقد الدولة الصومالية، التي هي نتاج فشل النظام العربي الرسمي، وتراجع الدور العربي في حل قضاياه ومشكلاته، وترك الأجنبي يصول ويجول بالمنطقة لحماية مصالحه وتحقيق مآربه.

واعتبر حسن محمد شريف مستشار السفارة الإريترية بصنعاء أن القرصنة جاءت لخلق ذرائع وحجج للوجود الأجنبي والهيمنة على المنطقة، مؤكدا أن هناك أطرافا دولية وخصوصا أميركا شجعت القرصنة.

وقال إن "أميركا هي التي شجعت ربيبتها إثيوبيا لتخوض حربا ضد المحاكم الإسلامية أواخر عام 2006 لتقضي على فرصة قيام دولة مركزية بالصومال، ولكنه لفت النظر إلى أن إثيوبيا انسحبت ذليلة مهزومة بفضل جهاد الفصائل الصومالية".

من جانبه قال ممثل السفارة الإثيوبية عبد القادر أوسكو "إن لم يحصل استقرار وسلام في الصومال لن تزول ظاهرة القرصنة" مؤكدا أن الفرصة مهيأة لاستقرار الصومال بعد انتخاب شريف شيخ أحمد رئيسا.

الوجود العسكري الأجنبي
وكشف المقدم شجاع علي المهدي مدير العمليات بخفر السواحل اليمنية عن أن الوجود العسكري الأجنبي في خليج عدن يعود إلى عام 2002، في إطار مكافحة ما يسمى الإرهاب ومحاولة منع انتقال عناصر القاعدة من أفغانستان إلى دول شرق أفريقيا أو العكس، وكانت تقوم بتفتيش السفن التجارية.

وأضاف الضابط اليمني "برغم الحشد الهائل للقوات الأجنبية في خليج عدن إلا أنها عاجزة عن ملاحقة أو مواجهة القراصنة، أو إلقاء القبض عليهم وتسليمهم لليمن وهي تتعذر بالإطار القانوني الذي لا يمنحها إلقاء القبض على القراصنة".

وتحدث المهدي عن أن هناك خشية من قبل السفن والبوارج الحربية الأجنبية من تعرضها أو مخزن الأسلحة بها للإصابة المباشرة من القراصنة، فتؤدي إلى كارثة حقيقية لها، ولذلك تتجنب المواجهة مع القراصنة.

وقال "إذا كانت هناك نية صادقة للأساطيل الأجنبية في مكافحة القرصنة فلا بد أن تقوم بمهاجمة القراصنة ومعاقلهم، أو تقوم بدعم اليمن وتوفير الإمكانيات المادية لقوات خفر السواحل اليمنية".

وكان الباحث خالد الرماح قد أشار إلى أن عمليات القرصنة تزايدت بشكل ملحوظ عام 2008 حيث بلغت 85 عملية، وأرجع تلك الزيادة إلى انهيار الاقتصاد في إقليم بونت لاند الصومالي، حتى بات لا يستطيع دفع رواتب الموظفين، فلذلك زادت القرصنة بهدف الحصول على فدى مالية تسهم في رفع الضائقة عن الإقليم.

_____________
الجزيرة-عربي

Back to top button