نعت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا حسن هويدي مراقبها العام السابق ونائب المرشد العام لجماعتها الأم، والذي وافته المنية أمس الجمعة في مهجره بالعاصمة الأردنية عمّان عن عمر ناهز الـ84.
وقال بيان النعي الذي أصدره المراقب العام للجماعة والمقيم في لندن: " تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، للأمتين العربية والإسلامية، وللشعب السوري، ولأبناء جماعة الإخوان المسلمين في كلّ مكان.. العالم العامل الداعية المجاهد، نائب المرشد العام، المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، فضيلة الدكتور حسن هويدي، الذي وافاه الأجل فجر هذا اليوم الجمعة 16 ربيع الأول 1430 الموافق 13 آذار 2009، في مهجره في مدينة عمان في الأردن، عن عمر يناهز الرابعة والثمانين، أمضاه في ميادين العمل الإسلاميّ والدعوة إلى الله.
ولد الفقيد - رحمه الله تع إلى - في مدينة دير الزور في سورية، في مطلع عام 1925، وكان أحد رجالات الرعيل الأول من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، الذين لم ينقطعوا في أيّ مرحلة من مراحل السير، عن العطاء والبذل، وكان يعمل بعزيمةٍ ودأب، حتى الساعات الأخيرة من حياته الحافلة بجلائل الأعمال.
ستكون الصلاة على الفقيد، في مسجد الجامعة الأردنية في عمان، بعد صلاة عصر اليوم الجمعة، وسيوارى مثواه الأخير في مقبرة سحاب قرب عمان، وسوف تُقبَلُ التعازي في منزله في حي المدينة الرياضية في عمان، بعد صلاة المغرب، ولمدة ثلاثة أيام.
رحم الله الفقيد، وتقبل منه صالح ما عمل، وألحقه بالصالحين. اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله يا أرحم الراحمين.
وتتقدّم جماعة الإخوان المسلمين في سورية، إلى أسرة الفقيد وأنجاله وبناته وأحفاده وإخوانه، وإلى الشعب السوريّ.. بأحر مشاعر العزاء، سائلين المولى عز وجل أن يلهمنا جميعاً الصبر وحسن العزاء، وأن يأجرنا في مصيبتنا ويعوضنا والمسلمين خيراً.
إنا لله وإنا إليه راجعون.. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم.
وقد نعى فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين للأمة العربية والإسلامية نائبه حسن هويدي، الذي لبَّى نداء ربه في العاصمة الأردنية عمَّان بعد حياة حافلة بالعطاء على كافة المستويات.
وقال المرشد العام في نعيه إن وفاءً لرجل بحجم المجاهد حسن هويدي لا تعدله كلمات ولا تكافئه جُمَل، غير أن عزاءنا أنه لقي ربه ثابتًا على دربه، متمسكًا بحبله، محتسباً كل ما لاقاه قُربى لرضا بارئه، وإننا إذْ نودع اليوم هويدي فلا يسعنا إلا أن نقول فيه ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأضاف: نقول لكل محبي هويدي سيروا على ما سار عليه؛ حيث سار على درب الدعوة المباركة قبل 66 عامًا؛ حيث ارتبط بها عام 1943م، فكان خير حاملٍ لرايتها داخل سورية وخارجها، سطر بعلمه وعمله في صرحها سطوراً نفيسة، وترك بسيره على دربها أثراً لا تخطئه العين، وما لانت له يوماً قناة بسبب محنة أو ابتلاء.
واختتم عاكف نعيه لهويدي داعيّاً الله- عز وجل- أن يشمله برحمة واسعة، وأن يجعل نُزُله اليوم أولى خطواته في رحلة إلى جنة عرضها السماوات والأرض.
وكان الراحل قد أُختير نائباً للمرشد العام في عهد المرشد العام الأسبق الأستاذ محمد حامد أبو النصر، وهو من مواليد دير الزور بسورية عام 1925م، درس الطب كما درس العلوم الشرعية على يد الشيخ حسين الخالدي، وبدأ رحلته مع الإخوان عام 1943م معاصراً الأستاذ مصطفى السباعي، واعتُقل عام 1967م بدير الزور، وسُجن في سجن المُزة بدمشق عام 1973م.
وقد نشر موقع إخوان أون لاين سيرة للفقيد كما يلي:
كان لافتاً للنظر عندما قرر فضيلة المرشد العام الراحل الأستاذ محمد حامد أبو النصر اختيار الدكتور حسن هويدي نائباً له بعد أن استقر فضيلة الأستاذ مصطفى مشهور في القاهرة ليكون نائباً للمرشد العام، وقتها كان اسم الدكتور هويدي غير متداول في الأوساط الإخوانية، حتى رحل فضيلة الأستاذ أبو النصر وتولى الأستاذ مصطفى مشهور مسؤولية مكتب الإرشاد ليعين الدكتور هويدي نائباً له في الخارج إضافة إلى فضيلة المستشار مأمون الهضيبي نائباً له في الداخل، وعندما تولى فضيلة المستشار الهضيبي مسؤولية مكتب الإرشاد لم يعين سوى الدكتور هويدي في نفس المنصب، وبعد رحيله جاء الأستاذ مهدي عاكف ليبقي على تعيين هويدي ويختار معه كلاً من الدكتور محمد حبيب والمهندس خيرت الشاطر.
والدكتور هويدي شخصية إخوانية لها تاريخها النضالي الطويل، كما كانت له إسهاماته الفكرية والتربوية والأدبية، قال عنه من صاحبوه وتعاملوا معه إنه كان بمثابة الأب والأخ الأكبر لكل من يلتقي به، يمتاز بالهدوء والثقة، والتفكير والتعمق، له رؤيته الواضحة في مختلف القضايا، وكانت الدعوة الإسلامية هي همه الأول والأساسي تسير في دمه وروحه، عاش لها ومات من أجل رفع رايتها.
وقد انتقل الدكتور هويدي إلى الرفيق الأعلى صباح اليوم الجمعة 13/3/2009 ليترك وراءه مسؤولية كبيرة للأجيال القادمة، بعد جهاد استمر لأكثر من 60 عاماً داخل دعوة الإخوان.
وقد ولد الدكتور هويدي في قرية دير الزور بسورية عام 1925م، نشأ في بيتٍ إسلاميٍ، وكان والده معروفاً في دير الزور، ملتزماً بالدين والمساجد، وله أبلغ الأثر- رحمه الله- في مسيرة نجله.
وقد حصل هويدي على شهادة الثانوية العلمية، ثم انتسب إلى كلية الطب في جامعة دمشق، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الطب بتقدير "جيد" عام 1952م، وكانت رسالته لنيل شهادة الدكتوراه عن: فرط نشاط الغدة الدرقية- ثم حصل على شهادة التخصص في الأمراض الباطنية من كلية الطب في جامعة دمشق.
شغف بالعلم والدراسة منذ طفولته، فأخذ معظم العلوم الشرعية بوقت مبكر من علماء بلده وأبرزهم العالم الجليل الشيخ "حسين رمضان الخالدي" رحمه الله، ثم تابع تعليمه الشرعي بجهود ذاتية عن طريق المطالعة والدرس لأمهات الكتب في مختلف الميادين.
انضم إلى صفوف الإخوان المسلمين منذ بداية شبابه في العام 1943م، وعاصر الرعيل الأول وعلى رأسهم الأستاذ "مصطفى السباعي"- رحمه الله- وخلال متابعته لدراسته العليا في دمشق عُين عضوًا في المكتب التنفيذي للجماعة.
تعرض د. هويدي للكثير من المضايقات والاعتقال، حيث اعتقل عام 1967م، في "دير الزور" ثم أفرج عنه، ثم اعتقل عام 1973م، وسيق إلى سجن المزة في دمشق.
بويع مراقباً عامّاً لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، وذلك بعد أن توحدت الجماعة عام 1980م، كما كان نائباً للمراقب العام لعدة فترات.
____________________________
نشوان - المركز الإعلامي لإخوان سوريا- إخوان أون لاين