اكد نائب الرئيس والعضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية المهندس يوسف بن ابراهيم البسام وقوف المملكة العربية السعودية مع اليمن لمواجهة انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية وأثرها على القطاعين العام والخاص في اليمن.
ودعا البسام في اللقاء التشاوري الثالث لمتابعة نتائج مؤتمر المانحين للجمهورية اليمنية والمراجعة النصف مرحلية للخطة الخمسية الثالثة للتنمية والتخفيف من الفقر 2008-2010.
الذي بدأ اعماله اليوم بصنعاء – دعا الممولين من الدول والمؤسسات التمويلية المشاركة في مواصلة الدعم والمؤازرة لليمن بوتيرة أسرع من السابق للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية .
وأشاد بالدور المتميز الذي تقوم به الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية فيما يخص التنسيق والمتابعة مع الممولين بهدف الإسراع في تخصيص التعهدات وتنفيذ المشاريع .. معربا عن شكره للدول المانحة والمؤسسات التمويلية العربية والاقليمية والدولية التي تساهم مساهمة فاعلة في عملية التنمية في اليمن ..
ونوه البسام بمستوى التقدم في سير تخصيص تعهدات المانحين لليمن واعتبر ذلك انعكاسا لثقة الممولين في الخطوات التي اتخذتها الحكومة اليمنية في مجال الاصلاحات وتحسين المناخ الاستثماري.
وقال " إننا في الصندوق السعودي للتنمية نقدر الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية ممثلة في الجهات المعنية بتنفيذ المشاريع بشأن إعداد الدراسات وتوفير المعلومات اللازمة للمشاريع المطلوب تمويلها ضمن البرنامج الاستثماري"..
وأوضح أن برنامج الصادرات التابع للصندوق السعودي للتنمية اعتمد ثلاث عمليات تمويل مباشر لتصدير سلع وخدمات وطنية متنوعة لصالح القطاع الخاص بقيمة إجمالية تبلغ 9 ملايين دولار وتسعة خطوط لتمويل صادرات سعودية بقيمة إجمالية تقدر بـ26 مليون دولار، إضافة إلى خط تمويل صادرات سعودية بقيمة 100 مليون دولار لصالح بعض مشاريع الكهرباء في اليمن .
من جانبها عبرت نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا دانييلا جراسييني في كلمة لها عن شكرها لليمن ومجتمع المانحين في اقامة مثل هذه اللقاءات لمناقشة احتياجات التنمية ومدى تنفيذ تعهدات الحكومة اليمنية.. مشيرة إلى ان هذا اللقاء التشاوري الثالث يهدف إلى المراجعة وقياس التقدم المحرز في تسريع تنفيذ تعهدات مؤتمر لندن للمانحين.
وقالت" هناك تقدم أحرز في التنفيذ لكن التحدي يكمن في تسريع التنفيذ وتحديد الاولويات للفترة القادمة، بما يمكن من ترجمة الدعم إلى انجازات فعلية على ارض الواقع".
واستعرضت جراسييني التاثيرات التي طالت اليمن جراء الأزمة المالية العالمية التي تعصف بمختلف دول العالم.. مبينة ان التاثيرات على اليمن تكمن في الانخفاض الحاد لاسعار النفط، واثرها على ميزان المدفوعات وانخفاض الاستثمار الاجنبي المباشر والتحويلات النقدية.
واعربت المسئولة الدولية عن تطلعها في ان يسهم هذا اللقاء في استكشاف الفرص واعداد الخطط المختلفة لدعم اليمن .. مؤكدة اهمية حشد الجهود من كافة الاطراف المشاركة في هذا اللقاء التشاوري لانجاح التطلعات المرجوة من انعقاده.
فيما اشار مدير ادارة التكامل والدراسات بمجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور عبدالعزيز العويشق إلى ان هذا اللقاء يأتي ضمن الجهود المشتركة والمتواصلة لتعزيز العلاقات بين اليمن ودول المجلس .. مبينا ان اليمن يحتل مكانة خاصة في منظور مجلس التعاون الإستراتيجي للمنطقة.
ولفت العويشق إلى قرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون في قمته الأخيرة التي عقدت في مسقط في ديسمبر 2008م ضم اليمن إلى أربع منظمات متخصصة هامة هي هيئة التقييس لمجلس التعاون ومنظمة الخليج للإستشارات الصناعية وهيئةالمحاسبة والمراجعة في مجلس التعاون وجهاز تلفزيون وإذاعة الخليج.. مشيرا إلى ان اليمن انضمت في السابق وأصبحت عضوا فاعلا في أربع منظمات أخرى من منظمات المجلس في مجالات التعليم والصحة والعمل والرياضة.
وأعرب عن أمله ودول المجلس من خلال انضمام اليمن إلى تلك المنظمات ان تسهم في تسريع اندماج الإقتصاد اليمني في اقتصاديات دول المجلس.. مؤكدا ان هذا اللقاء يوفر فرصة لمراجعة التقدم المحرز في تخصيص التعهدات التي تم الإلتزام بها في مؤتمر لندن للمانحين وتنفيذ المشاريع ..مشيرا إلى ما تحقق من نتائج طيبة ومشجعة في هذا المجال.
وقال" بلغ إجمالي تعهدات دول مجلس التعاون والصناديق الإقليمية لمشاريع الفترة (2007-2010) حوالي 90 بالمائة من إجمالي التعهدات موزعة على أكثر من خمسين مشروعا وبرنامجا تنمويا تم الإتفاق عليها بين الجانبين".
ولفت إلى ان ما تم التوقيع عليه من اتفاقيات تشمل معظم تلك التخصصات وبدء التنفيذ الفعلي في عدد من المشاريع التي تسهم في تنمية اليمن وتفيد المواطن، إضافة إلى ما قدمته دول المجلس من مساعدات إضافية لتعزيز قدرة اليمن على مواجهة تداعيات أزمة ارتفاع أسعارالمواد الغذائية وآثار الفيضانات المدمرة التي اجتاحت اليمن العام الماضي.
وأكد مدير ادارة التكامل والدراسات بمجلس التعاون حرص الأمانة العامة للمجلس على تعزيز اندماج اليمن في نسيج مجلس التعاون والعمل سويا مع الجهات المختصة في اليمن ومع شركاء التنمية لدعم مسيرة التنمية في اليمن وما يتطلبه من متابعة وتنسيق في مجال تحديد الإحتياجات التنموية لليمن خلال السنوات العشر القادمة ودراسة الخطط اللازمة لتمويلها وتنفيذها.
ويناقش اللقاء التشاوري جملة من القضايا المتصلة بعلاقات التعاون القائمة والمستقبلية بين اليمن وشركائها في التنمية من دول ومنظمات وصناديق انمائية اقليمية ودولية.
ووقف اللقاء امام سير تنفيذ نتائج المراجعة النصف مرحلية للخطة الخمسية الثالثة للتنمية والتخفيف من الفقر ومراجعة الاستهدافات الكلية والقطاعية بما يضمن تنفيذ الخطة لاهدافها وطبيعة الاصلاحات التي تعتزم الحكومة تنفيذها خلال الفترة المتبقية من العام والجاري والعام القادم وما تحقق على صعيد تطبيق الاصلاحات خلال الفترة المنصرمة منذ اللقاء التشاوري الثاني.
واستعرض اللقاء القضايا المتصلة بسبل تعزيز التعاون القائم مع اليمن ودعم جهود الحكومة بهدف مواجهة مجمل التحديات التي تواجهها نتيجة المتغيرات الاقتصادية العالمية وتدني اسعار النفط، اضافة إلى تقييم ما انجز على صعيد الايفاء بالتزامات المانحين ازاء تخصيص التعهدات المقدمة لليمن خلال مؤتمر لندن للمانحين.
__________
سبأ