كتب/ المحرر السياسي
عادت أخبار القرصنة من جديد بعد هدوء نسبي غير مبرر دام قرابة شهرين، الأمر الذي يؤكد الأطروحات الذي تذهب إلى أن قصة القرصنة هي لعبة تدار بالريموت كنترول. أحياناً يتصاعد ضجيجها وأحياناً آخرى يموت..
هذه المرة تزايدت الأخبار التي تتحدث عن أهداف أمريكية للقراصنة الصوماليين وتتدخل هوليوود في إنتاج الأخبار، حيث أن طاقم أحد السفن المختطفة استطاع أن يتفوق على القراصنة ويفلت منهم على طريقة (فاندام).
إلى خليج عدن تأتي أسماك القرش العملاقة من أمريكا وأوروبا بدعوى مكافحة القراصنة السود الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها على درجة كبيرة من الخطورة والتكتيك والإصرار.
وكلما زاد الحضور الغربي العسكري في مكافحة القراصنة زادت نجاحات القراصنة وزاد بالتالي اهتمام المحللين الغربيين بالتبعات المستقبلية الخطيرة لعمليات القرصنة.. وبالتالي زيادة القوات الدولية.. وهكذا دواليك..
ثمة قراءات سابقة تحدثت عن أن القصة برمتها هي من صناعة البيت الأبيض بالتنافس مع الاتحاد الأوروبي لاختراق القارة السوداء من أضعف نقاطها (الصومال)، في حين يشعر كثير من المراقبين اليمنيين أن ثمة نوايا غامضة تجاه الجزر اليمنية المطلة على مضيق باب المندب وكذا الجزيرة العجائبية سقطرى.
مكمن المخاوف اليمنية بأن من كون عدم وجود اتفاقية ترسيم حدود بحرية بين كلاً من اليمن والصومال، في حين لا يوجد في الصومال دولة يمكن الاتفاق معها.
ويبدو أن زيارة الرئيس صالح لموسكو فبراير الماضي تأتي ضمن هذه المخاوف سعياً من صنعاء لإيجاد معادل الرعب الموضوعي على سواحل بحرها الذي تسيل عليه لعاب القوى العظمى في العالم، خصوصاً وأن خليج عدن ومضيق باب المندب يعد من أهم وأنشط طرق التجارة العالمية.
ثمة من يذهب إلى ما هو أبعد بالقول أن سيناريو القرصنة جاء بديلاً بعد أن فشل سيناريو تدمير المدمرة الأمريكية (كول) أكتوبر 2000 وناقلة النفط الفرنسية ليمبورج 2002 بحيث جاءت القرصنة كمبرر أنجح يستدعي مجيء القوات بغرض حماية السفن.
الرئيس صالح حاول تكوين حلف عربي وتحرك إلى السعودية ومصر لهدف أن تتكفل المجموعة العربية بحماية السفن بدلاً عن الغرب، لكن من الواضح ان مساعية لم تلقى التجاوب المطلوب..
واليمن دولة مؤسسة في تجمع صنعاء الذي يضم إلى جانبه السودان وأثيوبيا والصومال، لكن هذا التجمع يظل عاجزاً عن القيام بدور اقليمي مؤثر في الدفاع مياهه، بسبب الضعف المادي والسياسي والعسكري للدول المنضوية فيه.
تتعامل القوى العظمى مع القرن الأفريقي بجشع وخبث شديدين ولا تعرف مياه السواحل اليمنية إلا مئات الجثث التي تطفو بين الحين والآخر من قوارب النازحين الصومال دونما أي نية من واشنطن وأخواتها على دعم اليمن والصومال لتجاوز هذه المحنة.
وهناك من يزعم أن ثمة ارتباط شرطي بين ارتفاع ضجيج القراصنة وارتفاع ضجيج الاحتجاجات الشعبية في المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن في إشارة إلى أن ثمة أطراف غربية تتحكم في تحريك موجة الحراك السلمي العادل وجعله ورقة ضغط في اتجاه مزيد من التنازلات من قبل صنعاء.
الجدير بالذكر أن موقع "نشوان نيوز" كان قد نبه منذ الأيام الأولى لأحداث القرصنة باعتبارها مقدمات لأحداث متصاعدة ضمن أجندة الاستعمار الجديد..
مواضيع متعلقة:
الإستراتيجية الإسرائيلية لإحتلال مضيق باب المندب
جزيرة سقطرى الإستراتيجية هدف للتواجد الدولي في المياه الإقليمية
تقرير يكشف عن مساندة القوات الدولية للقراصنة في خليج عدن
تمهيد أمريكي لاحتلال خليج عدن بمبرر متابعة عمليات القرصنة
تساؤلات عن تفشي القرصنة بخليج عدن رغم الوجود الغربي
صالح يعلن دعم اليمن للسفن الروسية في محاربة القرصنة
أميرال أمريكي: يتعين العمل مع اليمن بشأن القرصنة الصومالية
بحر العرب.. بين الدور الإقليمى الغائب وغموض أهداف التحرك الدولي
محللون: القرصنة بخليج عدن بررت الوجود العسكري الأجنبي
_____________
نشوان - خاص