حذر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، من تشطير اليمن والعودة به إلى ما قبل الوحدة، مشدداً على أنه لن يسمح لأية مشاريع تستهدف الوحدة أن ترى النور، ومشيرا إلى أن "الوحدة أحدثت تحولات على مستوى الوطن، وهي قدر ومصير الشعب اليمني نتيجة نضالات ضحى من أجلها أبناء اليمن".
وقال:" إننا نرحب بالإخوة المشائخ والأعيان والسياسيين من أبناء مديرية الحد يافع ونحن سعداء بما سمعناه من كلمات من أبناء مديرية الحد وهذا ليس غريبا على ابناء هذه المديرية و ان نسمع منكم هذه الكلمات المدافعة عن وحدة الوطن والتي كما تحدثنا ليست ملك شخص أو أشخاص ولكنها ملك كل اليمنيين ويجب ان يحافظوا عليها مثلما يحافظون على حدقات أعينهم لأن التشطير ضد مصلحة المواطن والوطن وأبناء مديرية الحد يافع ممن عانوا من التشطير ويعرفون معنى التشطير وماسيه حيث كانت الصراعات قائمة داخل كل شطر لوحده وما بين الشطرين كل خمس، أو ست، أو عشر سنوات وجبات من القتال و إراقة الدم.
وأضاف: 19 عاما مضت على إعادة تحقيق الوحدة والحمدلله أمن الناس على حياتهم واموالهم و ممتلكاتهم، و لم تسل قطرة دم عدا المحنة التي حدثت في صيف عام 1994م و انتم أبناء مديرية الحد وخاصة أبناء المناطق التي كانت واقعة بين الشطرين سابقاً، تعرفون أهمية الوحدة وتدركون ما كنتم تعانونه ايام التشطير، والآن صرتم أسرة واحدة و صار الوطن يمنا واحدا و لن نسمح لأولئك الأقزام ان يقزموا اليمن، اليمن كبر و كبر أهله و رجاله سياسيا واجتماعيا في كل أنحاء العالم ، والذين يريدون ان يقزموا اليمن هم الأقزام، حيث يريدون ان يحولونا إلى نتوءات في المنطقة ، و من 22 مليون مواطن تحت راية واحدة نتحول إلى نتواءات وكيانات، وثروتنا هي رجالنا و ثروتنا هو تاريخنا و لن نسمح لهؤلاء الصغار ان يصغروا اليمن ، وهناك تحصل بعض الأخطاء وهذه قضايا تعالج وليست الأخطاء مقتصرة على لحج أو عدن أو ابين أو حضرموت أو شبوة أو المهرة أو الضالع. فهناك أخطاء في اليمن كلها و هناك ازدهار في اليمن كله ، وان حدث قصور في المشاريع أو أشياء اخرى فانما يعكس هذا ضعف السلطة المحلية، ونحن نحمل السلطة المحلية كامل المسؤولية في معالجة القصور ومتابعة انجاز المشاريع وتلبية احتياجات المواطنين في
اطار الوحدات الإدارية.
وقال " نحن قادمون ان شاء الله على تعديلات دستورية لإعطاء صلاحيات للسلطة المحلية أوسع مما هي عليه الآن وعلي السلطة المحلية ان تتابع تنفيذ المشاريع و تضع الخطط المستقبلية لما تحتاجه كل وحدة إدارية من المشاريع.
وأضاف: نحن قادمون على تعديل دستوري وإقرار نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات والذي سيتم بموجبه انتخاب مدراء المديريات مثلما انتخبنا امناء عموم المجالس المحلية وانتخبنا المحافظين، ولن يعود الوضع كما كان النظام الإمامي أو كما كان أيام النظام الشمولي.
وقال ان قوتنا في وحدتنا وفي تشابك الايدي والمصالح والجميع يعرفون خطورة التشطير وما يقترن به من ضعف وصراعات وعدم استقرار مشيرا إلى انه في حال حصول قصور إداري هنا أو هناك فهذه قضايا تعالج.
وأضاف: انا احملكم كامل المسؤولية ولا احمل الجيش أو الأمن أو الشرطة وانما احمل المشائخ والشخصيات الاجتماعية مسؤولية حماية مناطقهم ومنع
اي من القادمين اليها بغرض التخريب أو إقلاق الأمن.
وقال انه بتكاتف الجميع سيتم تحقيق كل ما نتطلع إليه على دروب البناء والتقدم فالوطن هو مسؤوليتنا جميعا.
وحذر فخامة الرئيس من خطورة إحياء النعرات المناطقية والعنصرية والمذهبية و آثارها السلبية في خلق بذوراً للفرقة والشتات بين أبناء المجتمع الواحد.
وقال :" يجب ان يتصدى الجميع لمن يسعون لنشر النعرات و العصبيات التي نهى عنها ديننا الإسلامي الحنيف, وينبغي على المشائخ والأعيان والوجهاء سواء في مديرية الحد يافع أو مديريات يافع عامه وغيرها من المناطق أن يمنعوا أية عناصر حاقدة تسعى لنشر مثل تلك السموم ليغرروا على بسطاء الناس وأن لا يسمحوا لأية عناصر تقدم على ارتكاب أعمال تخريبية أو تنشر ثقافة الكراهية وبخاصة لدى جيل الشباب الذين لايعرفون واقع التشطير ومآسيه ".
وأضاف :" يجب ان تتكاتف جهود جميع أبناء الوطن من أجل ترسيخ ثقافة المحبة والوئام والتعاضد والإخاء, وان نكرس جهودنا جميعا لما فيه خدمة المصالح العليا للوطن وخدمة المواطن وتعزيز مسيرة التنمية الشاملة".
وتابع قائلا :" علينا أن نحث الناس ونشجعهم على تطوير أنفسهم ويتجهوا نحو ميادين العمل والإنتاج لاكتساب الرزق الحلال بمايعود بالفائدة على أسرهم ويخدم مجتمعهم".
واستطرد قائلا :" ليس لدينا قلق أو مخاوف في أن يتأثر أباءنا ومشائخنا والعقال بالسموم التي تسعى لبثها عناصر حاقدة فهم من كبار السن وعارفين خطورة تلك السموم والعهود المظلمة التي عاشها شعبنا اليمني في ظل التشطير وما هي عواقب محاولة إعادة الوطن إلى التشطير وما يترتب على ذلك من مآس، بينما المخاوف من أن يتم التغرير ببعض الشباب وصغار السن الذين مازالت تجربتهم في الحياة محدودة ولم يعيشوا ويلات التشطير وماسيه ".
ووجه صالح السلطة المحلية والحكومة بإعطاء اولوية في خطط التنمية لتلبية احتياجات مناطق مديرية الحد يافع من المشاريع الإنمائية والخدمية سواء مشاريع الكهرباء والتعليم والصحة أوالطرقات وغيرها.
وأعرب الرئيس عن شكره وتقديره للمشاعر الوطنية الصادقة والنبيلة التي عبر عنها أعضاء المجلس المحلي والمشائخ والشخصيات الاجتماعية والثقافية والمسؤولين في مديرية الحد بيافع محافظة لحج خلال هذا اللقاء .. مهنئا إياهم وجميع أبناء الوطن بحلول العيد الوطني التاسع عشر للجمهورية اليمنية(22 مايو).. متمنيا للجميع التوفيق والنجاح.
وكان شيخ مشايخ يافع العليا فارس حسين آل هرهرة قد القى كلمة باسم المشائخ والشخصيات الاجتماعية أكد فيها وقوفهم مع اليمن الواحد، وضد كل من تسول له نفسه التلاعب بأمن الوطن.. وقال" نحن مع اليمن الواحد ولم ولن نعود للتشطير والفرقة والفتن والحروب".
وعبر عن شكره وتقديره لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لمنحه حق العودة بعد أكثر من عشرين عام من التشرد القهري ممن اسماهم عصابة الشرك والإلحاد. مشيداً بما تحقق من امن واستقرار للوطن وعزة وحرية لجميع مواطنيه.
وخاطب شيخ مشايخ يافع العليا فخامة رئيس الجمهورية قائلا" بفضل الله عز وجل والوحدة اليمنية بقيادة فخامتكم الحكيمة واننا وجميع من حضر لن نجحد أو ننكر لما قدمته لنا ورد الاعتبار للجميع".
وأضاف" أنت المنقذ الذي استطاع بما وهبه الله من حكمة وإرادة فولاذية وشجاعة نادرة ان ينتشل اليمن أرضا وشعبا من براثن الإلحاد وعصابات الردة والخراب، كما تحقق للشعب اليمني في ظل قيادتكم الحياة الحرة الكريمة، وحول سنين الخوف والإرهاب والتصفيات الجسدية ونسف البيوت الآمنة على رؤوس ساكنيها شيوخ ونساء وأطفال وحولها إلى سعادة وطمأنينة".
من جانبه عبر الوكيل المساعد لمحافظة لحج صالح البكري عن سعادة أبناء مديرية الحد وكل أبناء يافع بهذا اللقاء مع فخامة الرئيس لطرح الهموم والقضايا. مؤكدا بان أبناء يافع وكل أبناء الوطن ملتفون حول وحدتهم وسيدافعون عنها ضد من يسعى للتفرقة والانقسام.
وأشار البكري إلى ان الأصوات النشاز تمثل شرذمة صغيرة ولا تعبر سوى عن نفسها وهي تفكر بعقلية التخريب والتجزئة. وقال " إن الوحدة ليست ملك شخص مهما كان بل ملك لكل أبناء الوطن جميعا.
ولفت إلى الجهود التي تبذلها السلطة المحلية من اجل معالجة القضايا التي تهم المواطنين.
كما القى عضو مجلس النواب عبدالله الخلاقي كلمة أكد فيها ان أبناء مديرية الحد كما هو حال كل أبناء الوطن هم جنود الوحدة وحراسها، وسيقفون صفا واحد ضد كل دعاة التفرقة ومن يسعون إلى تمزيق الصف.
وقال "مهما كانت المشاكل أو جوانب القصور فانه ينبغي معالجتها بروح المسؤولية الوطنية وتحت سقف الثوابت الوطنية التي لا مجال للحياد عنها أو التفريط فيها".
واستعرض الخلاقي في كلمته بعض الاحتياجات الخاصة بالمواطنين في المديرية وقال" إن فخامة الرئيس عودنا على سعة صدره وحرصه على معالجة القضايا وتذليل الصعاب والعمل على كل ما فيه خير الوطن والمواطنين".
فيما عبر مدير مديرية الحد صلاح الداودي عن تهاني أبناء مديرية الحد وكل أبناء يافع بمناسبة العيد الوطني الـ19 للجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوطن. مشيرا إلى أن الوحدة هي عنوان عزة وكرامة شبعنا وهي الانجاز العظيم الذي سيحافظ عليه الشعب ويذود عنه ويصونه، وان من يحاولون النيل من هذا الانجاز لن يفلحوا وسيفشلون مثلما فشلوا في الماضي لأن الوحدة هي ثمرة نضال المناضلين والشهداء من أبناء شعبنا الذين يجدون في وحدتهم الأمن والأمان والتقدم والازدهار.
وأوضح أن أبناء مديرية الحد قد جاءوا اليوم يؤكدون موقفهم القوي والواضح بأنهم ضد كل من يسعى لإقلاق الأمن والاستقرار أو النيل من الوحدة الوطنية وهم أكثر من عانوا من التشطير وويلاته ويدركون مخاطر التمزق والصراعات.
واستعرض العديد من الاحتياجات من المشاريع الخيرية والإنمائية لمديرية الحد سواء في مجال الكهرباء أو الطرقات أو التعليم وغيره، مؤكدا بأن توجيهات فخامة الرئيس بمعالجة تلك القضايا وتلبية الاحتياجات تأتي تجسيد الحرصة واهتمامه بان ينال خير الثورة والوحدة كل أبناء الوطن.
________________
نشوان – سبأ - متابعات