[esi views ttl="1"]
رئيسية

السفير الألماني: الاتحاد الاوربي يدعم الوحدة والجمهورية ويدعو إلى حوار يشمل مع معارضة الداخل والخارج

اعتبر البيض والحوثي مجرد سائحين

تعد جمهورية ألمانيا الاتحادية من أكثر الداعمين للتنمية في اليمن وهي الآن أكثر وضوحا في موقفها الداعم للوحدة اليمنية والداعي لحوار وطني لا يستثني أحداً داخل اليمن وخارجه.

حول قضيتي الدعم وموقف ألمانيا والاتحاد الاوروبي من الأزمة السياسية في اليمن، التقت الوسط سعادة السفير الألماني "ميشائيل كلور- بيرشتولد" الذي وإن كان دبلوماسيا جدا بحسب منصبه إلا أنه مع ذلك أوصل رسائل مهمة في ما يخص القضايا المثارة في اليمن عن أزمة الجنوب وصعدة والمعارضة، وأجرت معه "الوسط" الحوار التالي:

التوحد يتطلب مثابرة

*نبدأ بالتساؤل حول الوحدة الألمانية والوحدة اليمنية التي مر عليهما ما يقارب عشرين عاما ما الذي جعل الأولى مستقرة وناجحة بينما الوحدة اليمنية تعيش اضطرابا إلى درجة ظهور دعوات انفصالية؟
-بداية لا أستطيع أن أتفق مع مقولة أن وحدة ناجحة ومستقرة في مكان ما وأخرى في مكان ما غير مستقرة وناجحة، لأنه عادة التوحد يتطلب المثابرة والجهد اليومي من أجل صياغة هدف أفضل للمواطنين وهذا ينطبق تماما على اليمن كما ينطبق على ألمانيا.

الظروف المختلفة

*لكن بالنتيجة الوحدة الألمانية أكثر رسوخا من الوحدة اليمنية؟
-ألمانيا بلد صناعي قادر على منح دعم مالي كبير، ليس فقط لدعم ألمانيا الغربية ولكن أيضا لدعم الولايات الجديدة أو ألمانيا الشرقية التي انضمت إلى ألمانيا.
وبالمقابل اليمن بلد نام ودخلها القومي ضعيف جدا وتحاول بطريقة أو بأخرى حل إشكالياتها وعليه فالشروط والظروف لا يمكن مقارنتها ببعضها ولكن الأكيد أن ألمانيا تدعم اليمن في كل الجهود التي تتخذها.

ندعو إلى التخلي عن العنف

*كيف تقرأ موقف الاتحاد الأوربي من الوحدة ودعوات الانفصال تحديدا؟
-دول الاتحاد الأوروبي أصدرت بيانا قريبا أوضحت فيه أنها تقف إلى جانب الوحدة اليمنية، ألمانيا أيضا تتبنى هذا الموقف وتدعم بلداً موحداً يمنياً ديمقراطياً وجمهورياً.
ومن ضمن ما ورد في بيان الاتحاد الأوروبي وما تتبناه أيضا ألمانيا هو دعوة كل اليمنيين بمختلف شرائحهم الحكومة والأحزاب السياسية المعارضة في الداخل والخارج، منظمات المجتمع المدني واليمنيين واليمنيات دعوة كل هؤلاء جميعا إلى حوار بناء يتم من خلاله التعرف على مطالب الناس ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة لهذه المطالب بالإضافة إلى الدعوة للتخلي عن كل أشكال العنف من الطرفين.

الحوار أمنية أوربية

*هل يمكن لألمانيا والاتحاد الأوربي أن تتخطى طلب الدعوة إلى تبني مثل هذا الحوار؟

-الحوار يعتبر أمنية للاتحاد الأوربي ولألمانيا أيضا، لكن نحن في نفس الوقت مستعدون أن نقدم ما يطلب منا من مساعدة أثناء تنفيذ مثل هكذا حوار وطبيعي ضمن المساعدات التي تقدمها لليمن ومؤخرا يمكن النظر إلى طلبات الاتحاد الاوربي للحوار كناحية من نواحي الدعم لليمن.

كل الدول تدعم الوحدة

*هناك قمة بين زعيمي ا ليمن والسعودية ستناقش مثل هذه الأزمة، إلى أي مدى تشجعون تدخلاً كهذا؟
-طبعا بلغني أن معظم الدول -سواء كانت دول الجوار أو دول الخليج أو الاتحاد الاوربي أو غيرها من الدول- قد أعلنت موقفها الداعم للوحدة اليمنية وقد أصدرت بيانات بهذا الخصوص.
*لكن هل هناك دور أكبر لدول الخليج والسعودية تحديدا؟
-أعيد عليك القول لقد سمعت هذا وأنا أقدر صدور مثل هكذا بيانات.

العنف المتبادل لا يحل الإشكاليات

*ربما اطلعت على مسببات الأزمة وبالذات ما يخص الجنوب في اليمن وهنا نريد أن نعرف تجربة ألمانيا بهذا الخصوص ورأيك في وسائل العلاج التي يمكن أن تتخذ لكسر دعوات الانفصال؟
-اسمح لي أن أعيد.. نحن لا نشك في وحدة اليمن وندعم بكل قوة الوحدة والديمقراطية والجمهورية وفي نفس الوقت ندعو كل الأطراف للحوار، لأنه فقط عبر الحوار يمكن التعرف إلى مطالب الناس والعمل على حلها ونحن ندين كل شكل من أشكال العنف من أي طرف كان، لأنه بالعنف لا يمكن حل أي مشكلة.

*كيف يمكن أن يتحقق حوار بين طرفين الأول يطالب بالانفصال والثاني -وهو الحكومي- يؤكد عدم قبوله بالحوار مع انفصاليين، باعتبار ذلك مخالفاً للدستور؟
-لا يمكنني في هذه اللحظة إلا أن أعيد أن ألمانيا تقف مع اليمن الموحد الديمقراطي الجمهوري ومن خلال الحوار يمكن أن يحلوا مشاكلهم ولهذا فنحن ندعو كل الأطراف إلى حوار تشارك فيه الحكومة والمعارضة في الداخل والخارج والمواطنون في الجمهورية اليمنية.

إغلاق الصحف يثير قلقنا

*في مسألة الواقع الديمقراطي في اليمن على ضوء توقيف عدة صحف ومحاولة التضييق على الحريات الصحفية، كيف تنظر إلى هذه المستجدات؟
-إغلاق بعض الصحف على خلفية ما هو حاصل في الجنوب يثير قلقنا، لأنه من خلال خبرتنا ومعرفتنا الحديثة في ألمانيا نعلم أن حرية الرأي والصحافة والتعبير من الأساسيات الهامة للديمقراطية والتعددية في مجتمعنا وفي نفس الوقت على الصحافة أن تتحمل مسئوليتها وأن تتفاعل مع الاحداث العامة بمسئولية وأن تبتعد عن الإثارة و"ديماجوجية" النشر ولهذا فأنا مسرور جدا أن تمكنا الأسبوع الماضي من تنظيم فعالية صحفية التقى فيها صحفيون من اليمن بآخرين من ألمانيا ومن ضمن ما تم التعرض إليه قضية المسئولية في إطار الصحافة والإعلام

*سعادة السفير أنت تطرح خطوط عامة ومفاهيم مطاطة حول المسئولية والإثارة للصحافة وهذا ما تطرحه وزارة الإعلام ربما يشجعها على السير في قمع الحريات الصحفية؟
-يمكنني القول إن حرية التعبير والصحافة هي من الأساسيات الهامة للديمقراطية والتنمية ونحن قلقون سواء كألمان أو كأوربيين لما حصل من مضايقة لحرية الصحافة في اليمن لكن في نفس الوقت حرية الصحافة ليست بدون حدود ولكن يجب أن تسير في حدود المسئولية الإيجابية.

حرب صعدة مصدر قلق

*هناك مؤشرات عن عودة الحرب في صعدة.. إلى أي مدى تعتقد أنها تمثل خطرا على النظام القائم وهل تعتقد أن هذه الحرب تحمل بعدا خارجيا؟

-الحرب في صعدة مصدر قلق كبير لنا كأوربيين وخلافا لما طرحته في سؤالك أستطيع أن أقول لك أننا نتابع الوضع بشكل كبير ونحن قلقون جدا حيال حصول حروب أخرى ولهذا السبب أصدر الاتحاد الأوربي العام الماضي بيانا حول قضية صعدة أكد فيه أن حل قضية صعدة لا يمكن أن يتم إلا بالطرق السلمية وليس بالحرب ولا يمكنني اليوم إلا أن أعيد ما قيل في هذا البيان وفي نفس الوقت أدعو جميع الأطراف إلى محاولة الوصول إلى حل القضية بالطرق السلمية وكذا أدعو جميع الأطراف إلى تسهيل الوصول إلى المنطقة وتسهيل الحصول على المعلومات حول هذا الموضوع، ومنذ سنوات ينتظر مشروع تدعمه حكومة ألمانيا الاتحادية في مجال المياه بمنطقة صعدة إلا أنه ما زال على قائمة الانتظار ونحن على أتم الاستعداد للبدء بالمشروع إذا ما توفرت الظروف المواتية.. السلام وإمكانية الوصول إلى المنطقة.

*يحيى الحوثي يعارض من ألمانيا وكذلك البيض الذي أعلن الانفصال من أراضيها هل يبدو ذلك مصادفة وهل تلقت السفارة احتجاجاً على ذلك من الحكومة اليمنية وتحت أي صفة يقيمان في دولتكم؟

-طبعا لا يمكنني تقييم ما يقوله بعض السياح في ألمانيا، لكن موقفنا سبق وأوضحته لك في أجوبة سابقة عن ضرورة الحوار.

*هل تقصد أن الحوثي والبيض مجرد سائحين في ألمانيا؟
-لا أستطيع أن أضيف شيئا على ما قلت سابقا لكن إذا ما عبر سواح في ألمانيا عن أرائهم هذا شيء لا يمكنني أن أدينه والموقف هو موقف الحكومة الألمانية المعلن من الوحدة.

أي موضوع لا يؤثر على علاقتنا

*هل تلقيتم أي احتجاج من الحكومة اليمنية أو عتاب على السماح للبيض والحوثي بالمعارضة من أراضيكم؟
-العلاقات اليمنية الألمانية ممتازة ومتينة على أساس صداقة ونحن نتناول جميع القضايا في إطار العلاقات الثنائية ونتناولها بثقة ومصداقية ووضوح ولا يوجد أي موضوع يمكن أن يؤثر على هذه العلاقة.

*ما زلت أبحث عن جواب؟
-لا يمكنني أن أضيف إلى ما قلته.

*هل يعني أن المعنى في بطن الشاعر؟
-لا يمكن أن تستخدم أمثالاً يمنية لتفسير ما أقول ولكن استخدم أمثالاً ألمانية.

طلبت من المعارضة التقدم بحلول

*هناك أيضا أزمة المعارضة القائمة مع السلطة وكان للاتحاد الأوربي دور في محاولة تقريب وجهات النظر بينهما ولكن يبدو أن الأزمة بين الطرفين ما زالت تتصاعد كيف ترى مثل هذه الأزمة وهل ما زلتم تواصلون وساطتكم في هذه القضية؟
-الاتحاد الأوربي يدعم العملية الديمقراطية من خلال اللجنة الفنية للاتحاد الأوربي ومن وجهة نظرنا فإن الديمقراطية تعني التنافس في طرح الأفكار والرؤى السياسية وفي إطار المنافسة تتنافس الأحزاب السياسية في الحصول على دعم الشارع ويوم الاثنين الماضي أعلنت صراحة أمام المعارضة أني لا أرى الحوار أو النقاش بين المعارضة والحكومة قد وصل إلى مستوى التنافس في الأفكار وقد طلبت من المعارضة التقدم بمعالجات وحلول بديلة للمشاكل التي تعاني منها البلد وتطرح على الناس لنقاشها والنظر فيها والإشكالية لا تتمثل في ما إذا سيتم الأخذ برأيي أو سيكتفى بدعوتي للحوار ولكن مشاكل البلد تتمثل في انحسار المواد الطبيعية (المياه، النفط، ارتفاع أسعار المواد الغذائية، استهلاك 80% لري القات وليس لزراعة المواد الغذائية) بالإضافة إلى التنمية في المجالات الأخرى التي من شأنها أن تقود إلى حياة رغيدة للمواطنين وسأكون مسرورا جدا لو تقدمت المعارضة بحلول ومعالجات ومقترحات في هذه المواضيع تطرحها للناس وتجعلها موضوعاً للانتخابات.

نطالب الحكومة بتطبيق الإصلاحات

*حول الدعم الألماني لليمن تعرف أن مثل هذا الدعم كان يوجه نحو المشاريع التنموية التي يلمسها المواطن كالمياه والمجاري والتعليم إلا أنه في الفترة الأخيرة صار هذا الدعم يوجه أكثر إلى الإصلاحات الاقتصادية فهل لمستم جدوى في ذلك خاصة وأن الإصلاحات هي بحاجة أكثر إلى قرار سياسي أولا؟

-ألمانيا هي أكثر المانحين الغربيين لليمن والأسبوع الماضي مع انتهاء مباحثات الحكومة اليمنية الألمانية تجاوز الدعم الألماني المقدم لليمن حوالي مليار يورو ومحاور التعاون التنموي بيننا وبين اليمن والتي تم الاتفاق بشأنها مع شركائنا اليمنيين هي المياه، التعليم، الصحة وهذا لم يتغير ونطالب الحكومة اليمنية بتطبيق الإصلاحات التي أقرتها وأعلنتها في برامجها الإصلاحية ومن ضمن ما يتبع ذلك هو وجود هيئات مؤهلة ومسئولة في مجال المياه في محاولة لمنع الاستخدام الجائر لها من خلال مضخات الديزل بالإضافة إلى ربط استهلاكها بالواقع المعاش مع الأخذ بعين الاعتبار أن 80% من المياه المحدودة في اليمن تستهلك لزراعة القات مع كون اليمن واحدة من أكثر الدول استيرادا للمواد الغذائية. وفيما يتعلق بالتعليم فإننا ننظر إليه باعتباره مفتاح التنمية في اليمن ونحن مسرورون جدا أنه ونتيجة لدعمنا ارتفع في السنوات الأخيرة معدل التحاق الفتيات في التعليم.

* إلى أي مدى تنفذ الحكومة اليمنية برامج الإصلاحات التي وقعتها؟
-ألمانيا من ضمن الدول المانحة وفي الأسبوع الماضي خلال المباحثات الثنائية أقرينا تدفق الدعم بنفس القدر السابق ووعدنا بتقديم ثمانين مليون يورو كسماعدة وفي نفس الوقت ذكرنا الحكومة اليمنية بأننا نتوقع أن تطبق الإصلاحات التي التزمت بها وأعلنتها ومن ضمن ذلك إصلاحات في مجال السياسات المالية.. تنسيق أكثر بين الوزارات.. استخدام أفضل للمياه للزراعة وليس للقات.. تقليص الدعم المقدم للديزل على سبيل المثال والذي من خلاله سيتم تقليل الاستخدام الجائر للمياه.. مكافحة فعالة وهامة للفساد بالإضافة إلى الإصلاح الإداري الفعال.

*هذه المشاكل التي أجملتها هل تعتقد أن الحكومة الحالية قادرة على التعاطي معها وحلها؟
-في هذا السياق لا يمكنني إلا أن أقول لقد أقرينا حجم المساعدات لليمن وطالبنا الحكومة اليمنية بتنفيذ الإصلاحات التي التزمت بها وأقرتها الحكومة الالمانية، كما التزمت بها الحكومة اليمنية.

*ماذا لو لم تستطع الحكومة اليمنية تنفيذ الإصلاحات هل سيتأثر الدعم المقدم لليمن؟
-هذا الشيء نقره في المستقبل.

متفقون مع الحكومة على إلغاء الدعم

*هل فعلا طالب الاتحاد الأوروبي بإلغاء دعم المشتقات النفطية مع ما يمكن أن يثيره هذا الإلغاء في الشارع، خاصة في ظل عدم قيام الحكومة بإجراءات تحد من الفساد وتساعد على تنفيذ الإصلاحات التي التزمت بها؟
-دعني اقول لك إنه بالنسبة للميزانية اليمنية فإن دعم الديزل يحتل مكانة كبيرة جدا وربما يسبب تناقص الواردات في قطاع النفط فإنه لا يعد من الممكن الاستمرار بتقديم مثل هذا الدعم وفي النهاية فإن الدعم المقدم يساعد على الاستخدام الجائر للمياه وعلى هذا الأساس فإننا متفقون مع الحكومة اليمنية بأن الدعم يمثل مشكلة وطبيعي ان يتم حل هذه المشكلة بالتوافق مع الشعب وعلى حد علمي فإن الحكومة اليمنية مشغولة بصياغة مشاريع اجتماعية من شأنها معالجة قضية دعم فئات معينة من الشعب مقابل رفع الدعم عن المشتقات النفطية ونحن على علم أن مثل هذا القرار سيقود إلى مشاكل اجتماعية كبيرة، ولهذا السبب فإن الاتحاد الأوروبي يدعم أي خطوة من شأنها التقليل من مشاكل رفع الدعم وتقديم حلول ناجحة.
طلبنا من الحكومة مكافحة الفساد بقوة

*ألمانيا قامت بدعم الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة الفساد ما مدى استفادة هذه الجهات من مثل هذا الدعم؟
-مع شركائنا في الجانب اليمني تم اعتبار مكافحة الفساد واحد من محاور التعاون التنموي وخلال المباحثات الحكومية التي تمت في برلين الأسبوع الماضي تم الطلب من الحكومة اليمنية بأن تكافح الفساد بكل ما أوتيت من قوة لأن ألمانيا تعتقد بأن هذا البلد يمكن أن ينمو ويتطور إذا ما كان خاليا من الفساد وإذا ما كان التعامل فيها يتم بشفافية ولهذا السبب ألمانيا تدعم الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، كما تدعم الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد وسأطرح مثلا: كسفير لجمهورية ألمانيا يتوجب علي تسليم كل هدية إذا ما حصلت عليها في حال ما تجاوز ثمنها 25 يورو سيكون علي تسليمها للخارجية الأمريكية.
والديمقراطية اليمنية لا زالت وليدة ولهذا نحن ندعم كل خطوة من شأنها خلق مجتمع شفاف وديمقراطي وجمهوري.

نريد وزارة تخطيط قوية

*كانت الحكومة الألمانية تدعم إعادة هيكلة وزارة التخطيط منذ فترة طويلة إلا أنها تخلت عن ذلاك مؤخرا بحيث تسلمتها الأمم المتحدة ما أسباب ذلك؟

-هذا له أسباب.. أولا ألمانيا تدعم وزارة التخطيط بشكل كبير ونتمنى أن تكون هذه الوزارة قوية لكي يكون في مقدورها تطبيق السياسة مع الوزارات الاخرى ولهذا نحن ندعم وزارة التخطيط بكل ما أوتينا من قوة.

*من وجهة نظركم أين تكمن المشاكل التي تواجه تنفيذ المشاريع التي تمولها الحكومة الألماني، هل هي في الطريقة التي تدار بها المشاريع أم بعدم وجود الكادر المؤهل؟
-لا يمكن الحديث عن عدم نجاح المشاريع فكل المشاريع التي دعمتها ألمانيا مشاريع ناجحة وأعتقد أنه بحكم المساعدات تدار بطريقتين.. المحور الفني والمحور المالي. والأول يتولى فيه خبراء على قدر من المقدرة تقديم المشورات والخبرات للجانب اليمني في مجال التعاون الفني.
بالإضافة إلى جانب المحور المالي من خلال بنك إعادة الإعمار وهو المحور الذي من خلاله تقدم المبالغ المالية اللازمة لتنفيذ المشاريع وهو أمر ناجح.

*هل يرجع هذا النجاح إلى كون الجهاز الفني والإداري يشرف عليه بشكل مباشر الجانب الألماني؟
-النجاح يقوم في الحقيقة على التعاون الكبير بين الجانب اليمني والألماني وهناك تعاون قائم بين الخبراء والفنيين الألمان وزملائهم من الجانب اليمني وتعيد التأهيل والتدريب والتعليم من النقاط الأساسية ويمكن القول إن اليمنيين تعلموا من زملائهم الألمان وأصبحوا على نفس المستوى.

*كم إجمالي المساعدات التي قدمتها الحكومة الألمانية لليمن؟
-حجم المساعدات التي قدمتها ألمانيا لليمن مليار يورو، أي ما يقارب ملياراً و400 مليون دولار خلال عشرات السنوات الماضية ولكن الأرقام لا يمكن أن تعبر عن قيمة المساعدات والتعاون وهناك قيم أخرى هي مدى الاستفادة والإفادة من هذه المبالغ المالية وأذكر بشكل خاص التعاون الفني الذي لا يكلف الكثير إلا أنه فعال بشكل كبير.

*يطرح أن نسبة كبيرة من الدعم المالي يتم اقتطاعها للصرف على المستشارين والمشرفين من قبل الحكومة الألمانية؟
-نحن لدينا رقابة قوية جدا حول حجم المبالغ المالية التي تصرف على إدارة مثل هذه المساعدات التنموية ومعروف على مستوى العالم كم نسبة المقطوع منها لصالح الإدارة على مستوى العالم.

*وقعت الحكومة الألمانية مع المملكة السعودية اتفاقية تعاون أمني ومكافحة الإرهاب هل هذا هو بداية تغيير في السياسة ألمانيا نحو الشرق الأوسط ككل؟

*لا .. هذه ليست سياسة جديدة، الاتفاقية فنية على مستوى إدارات وزارتي الداخلية والشرطة ونحن على تواصل أيضا مع الحكومة اليمنية حول اتفاقية فنية مشابهة، وفي إطار هذا التعاون الأمني بين اليمن وألمانيا دعمنا المعمل الجنائي خلال السنوات الماضية في صنعاء وفي هذا السياق يمكننا الحديث عن نجاحات حققناها جميعا في إطار هذا النوع من التعاون.

*هل يمكن الحديث عن تغيير في سياسة أمريكا نحو ألمانيا في عهد أوباما؟

-كما تعلم أن ألمانيا لم تشارك في الحرب على العراق وموقفنا هذا ارتبط برؤيتنا حول الآثار التي قد تترتب على مثل هكذا عمل في العالم العربي والإسلامي والحكومة الألمانية وقتها لم تكن مقتنعة بأحقية أو منطقية هذا الإجراء بالحرب على العراق وفي الوقت الحاضر شأننا شأن بقية الدول نطمح إلى عراق آمن ومستقر ونحن على استعداد لتنمية واستقرار العراق.

*أين تتفق ألمانيا مع بقية دول الاتحاد الأوروبي وأين تختلف فيما يخص قضية الشرق الأوسط وإيران؟

-الاتحاد الأوربي لديه سياسة خارجية موحدة وفي إطار هذه السياسة تبنى العلاقات مع الشرق الأوسط، وألمانيا بذلت جهوداً في إطار قضية 5+1 على أساس التواصل مع إيران وبشكل عام ومن تاريخنا في ألمانيا فنحن نحاول دائما صياغة السياسة عبر الحوار.

*باختصار هل تعتقد ألمانيا أن الملف النووي لإيران يمثل خطراً على دول الخليج وإسرائيل؟

-في إطار الحوار مع إيران أو مع منطقة الشرق الأوسط بذلت ألمانيا جهوداً كبيرة من أجل حل كل الإشكالات بالطريقة السلمية ونحن ضد سباق التسلح في منطقة الشرق الأوسط ولهذا فنحن أو كما هو عليه الحال في السابق مع قضية الحوار التي تشارك فيه جميع الأطراف للوصول إلى حل المشاكل.

*سؤال أخير: ما الذي ستحمله سعادة السفير من ذكريات عن اليمن وما الذي ستقوله لأصدقائك حينما تعود إلى بلادك؟

-لن أكون مسرورا لمغادرة اليمن وأنا يوميا التقي بأناس حميمين وودودين وصادقين يلتقونني بتعابير ودية وسأفتقد هؤلاء الناس الودودين الذين عايشتهم تقريبا في كل مكان من اليمن، في القرى وعلى سفوح الجبال وبطون الوديان وناس من مختلف الشرائح حتى البسطاء ونحن كألمان يمكننا أن نتعلم من هذا الود ومن هذه المصداقية التي يمتلكها الناس في هذا البلد لأن بلدنا بلد فني صناعي بارد والكثير من الناس فقدوا مثل هذا الود وهذه الحنية التي يمتلكها اليمنيون ولهذا السبب علينا أن ندعم بقوة العلاقة بين الشعب اليمني والشعب الألماني.

____________
صحيفة الوسط - نشوان نيوز

زر الذهاب إلى الأعلى