سرعت الإدارة الأمريكية في اليومين الماضيين من وتيرة ترحيل معتقلين بسجن غوانتانامو إلى ديارهم أو إعادة توطينهم في دول أخرى، فيما وصفت صحيفة "ذا ديلي تليجراف" البريطانية الأمر بأنه تنفيذ للعهد الذي قطعه الرئيس أوباما على نفسه خلال حملته الانتخابية بإغلاق المعتقل سيئ السمعة في غضون عام من حكمه.
وفي عددها الصادر اليوم السبت رصدت الصحيفة البريطانية آخر عمليات الترحيل أو إعادة التوطين للمعتقلين الذين قضوا فترات مختلفة داخل المعتقل الأمريكي الموجود بكوبا، حيث بلغوا خلال اليومين الماضيين تسعة أشخاص، بينهم ثلاثة سعوديين و4 صينيين، بينما بلغوا إجمالا منذ تولي أوباما الرئاسة في يناير الماضي 11 شخصا، مشيرة إلى أن "أوباما يتحرك جديا في تنفيذ وعوده".
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية الجمعة تبرئة التشادي السعودي الجنسية محمد الغراني ونقله إلى تشاد، فيما تمت تبرئة جواد جابر العراقي ونقله إلى بلاده.
وكان الغراني هو أصغر معتقل بغوانتانامو، حيث أُلقي القبض عليه عام 2001 من داخل أحد المساجد بأفغانستان وهو في الخامسة عشرة من عمره، وأُفرج عنه وهو ابن الحادية والعشرين، حيث قضت محكمة فيدرالية ببراءته بعد مراجعة الأدلة فثبت أنه "لم يكن مقاتلا في وقت ما".
وعقب إعلان الإفراج عن الغراني وجابر أعلنت وزارة العدل أيضا عن نقل ثلاثة معتقلين سعوديين إلى بلادهم هم خالد سعد محمد وعبد العزيز كريم سليم العيلي وأحمد زيد زهير، حيث ينتظر أن تجري معهم حاليا مراجعات قضائية ومن ثم عملية إعادة تأهيل.
وأكدت وكالة الأنباء السعودية أن الثلاثة وصلوا فجر اليوم السبت، وأن ذويهم كانوا بانتظارهم، ثم تم نقلهم ليتم التعامل معهم وفقا لما هو معمول به في السعودية.
وكانت جزيرة بالاو الأطلسية قد أعلنت عن استعدادها قبول المعتقلين المسلمين من الإيجور الصينيين لديها والبالغ عددهم 17 معتقلا، إلا أن أمريكا بادرت أول أمس الخميس بنقل أربعة منهم إلى جزر برمودا الخاضعة للتاج البريطاني، ما أثار حفيظة بريطانيا تجاه الخطوة.
ورفضت أمريكا عودتهم للصين خوفا من تعرضهم للاعتقال من جديد أو التعذيب أو ربما الإعدام، ومن المتوقع أن يتم نقل الـ13 الباقين إلى جزيرة بالاو في غضون أيام بعد اعتقالهم مدة دامت 7 سنوات، حيث أعلنت المحكمة براءتهم من التهم المنسوبة إليهم وأنهم لم يكونوا "محاربين على الإطلاق".
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في عددها الصادر أمس أن الإدارة الأمريكية على وشك التوصل إلى اتفاق مع حكومتي الرياض وصنعاء لنقل أكثر من 100 معتقل يمني بجوانتانامو إلى السعودية.
وأشارت إلى أن المفاوضات شهدت شدا وجذبا، حيث طالبت اليمن بعودة كل المعتقلين إلى أراضيهم، لكن الإدارة الأمريكية تعارض بشدة، معللة الأمر بأن الإدارة اليمنية لن تكون قادرة على اقتفاء أثر هذا العدد الكبير فيما بعد.
على الصعيد نفسه، شهدت الأيام الماضية اتصالات مكثفة بين الرئيس أوباما ونظيره اليمني علي عبد الله صالح والعاهل السعودي لتسوية الأمر سريعا، وستتضح وجهة أول 20 معتقلا منهم خلال الأيام القليلة القادمة، بحسب الصحيفة، حيث سينقلون في الغالب إلى الرياض.
وبعد الإفراج الفعلي عن تسعة معتقلين خلال الأيام القليلة الماضية (عراقي وتشادي و3 سعوديين و4 صينيين)، يتبقى 229 معتقلا داخل جوانتانامو تسعى الإدارة الأمريكية لإقناع دول باستقبال بعضهم، وقد أفادت صحف أمريكية أن هناك 65 منهم ستوجه لهم اتهامات قد تبقيهم لفترات أطول داخل السجن.
محمد حامد – إسلام أون لاين