رئيسية

صحف غربية تؤكد فوز موسوي بالإنتخابات الإيرانية ونجاد يحلّ ثالثا ً

ما زالت حمى الإعلان عن نتائج الانتخابات الإيرانية التي أقيمت يوم الجمعة الماضي تلقي بأصدائها الواسعة حول العالم مع استمرار أعمال الشغب والمواجهات العنيفة بين أنصار المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي وقوات مكافحة الشغب الحكومية.

وبالاتساق مع ذلك، تتواصل اهتمامات الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية بالشأن الإيراني، فمن جانبها، تعد صحيفة واشنطن بوست الأميركية في عددها الصادر اليوم تقريرًا عنونته ب « الرد الصامت يعكس معضلة الدبلوماسية الأميركية » ، حيث تقول الصحيفة إن حالة الفوضى التي أصابت المشهد السياسي في إيران بعد الانتخابات التي فاز بها الرئيس أحمدي نجاد، أدت إلى تعقيد خطة التقريب التي تعتزم إدارة أوباما انتهاجها مع الجمهورية الإسلامية، وعملت كذلك على تقويض التحديات التي تواجه طريقة تعامل الرئيس الجديدة مع الشرق الأوسط القائمة على القيم والمصالح المشتركة ...

وقالت الصحيفة إن الإدارة الأميركية التزمت الهدوء بأكبر قدر ممكن أثناء موسم الانتخابات الإيرانية وعلى مدار اليومين الماضيين اللذين شهدا اندلاعا ً لأعمال الشغب والتظاهرات فور انتهاء عملية التصويت يوم الجمعة. وقد جاء فوز الرئيس المنتهية ولايته، أحمدي نجاد، على حساب منافسه صاحب العقلية الأكثر إصلاحا ً، مير حسين موسوي، بفارق كبير لم يصدق أنصار المعارضة إمكانية حدوثه. وفي الوقت الذي قامت فيه الحكومة الإيرانية بشن حملات قمعية ضد المتظاهرين واعتقال العشرات من قادة المعارضة، قال نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في لقاء تلفزيوني أمس إن لديه « شكوكا » حول نتائج الانتخابات الإيرانية، مضيفا ً : « سوف نحجم عن الإدلاء بأي تعليقات إلى أن تحدث عملية مراجعة أكثر شمولية خلال الأيام المقبلة » ...

وارتأت الصحيفة من جانبها أن ردة الفعل الأميركية الحذرة تجاه ما يحدث في إيران خلال هذه الأثناء يوضح حقيقة التوازن الذي تسعى إدارة الرئيس باراك أوباما إلى تحقيقه بين إدانة ما يبدو بشكل متزايد على أنها انتخابات مزورة والفرضية التي تقول إنها ستتعامل مع أحمدي نجاد بعد أن ينجلي الغبار وتمر تلك الأزمة. كما أكدت الصحيفة أن ردة الفعل الأميركية الهادئة هذه تعكس في الوقت ذاته أيضاً الطبيعة الخاصة للديمقراطية في إيران وكذلك الاختلاف الذي يمثله الفائز بتلك الانتخابات الرئاسية بالنسبة إلى مصالح السياسة الأميركية في المنطقة. وتشير الصحيفة في النهاية إلى أن متشددي إيران يدعمون الآن على الأقل استمرار نجاد لفترة رئاسية ثانية. وستعمل الطريقة التي سيستجيب من خلالها الناخبون الإيرانيون على تشكيل الخطوات المقبلة للإدارة الأميركية. وحتى الآن، وكما أشار بايدن، فإن الإدارة الأميركية ما زالت تترقب ...

أما صحيفة التايمز البريطانية فكتبت تقريرا ً تحليليا ً حول استمرار تداعيات الموقف المتأزم في طهران تحت عنوان « الفوضى الإيرانية تعطي أوباما فرصة » – حيث ترى الصحيفة في سياق حديثها أنه وفي ظل أجواء الفوضى والاضطراب التي تعيشها إيران في أعقاب الإعلان بصفة رسمية عن فوز الرئيس أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية، ستكون الخطوة الماهرة الآن من جانب الرئيس باراك أوباما هو أن يقوم بتقديم عرض دبلوماسي جديد على نجاد، سوف يعمل – في حالة رفضه – على تحميل نجاد مسؤولية تسببه في عزل إيران دوليا ً عوضاً من نسب هذه التهمة دائماً إلى واشنطن ...

بينما كشفت صحيفة التلغراف البريطانية في تقرير نشرته بعددها الصادر اليوم النقاب عن أن المرشح الإصلاحي حسين موسوي أصدر أوامره صباح اليوم لأنصاره بإلغاء تظاهرة حاشدة كانوا سيقومون بها بعد ظهر اليوم في شوارع طهران للاحتجاج على نتائج انتخابات يوم الجمعة الماضي، وسط ادعاءات تتحدث عن أن الشرطة قد حصلت على تفويض بإطلاق النار على المتظاهرين. ويتردد – وفقا ً للصحيفة – أن زهراء رانافارد، زوجة موسوي، قد حذرت من أن قوات مكافحة الشغب ستتزود بذخيرة حية، ما قد يزيد من احتمالات سفك الدماء على نحو خطر. وفي الوقت ذاته، قال وزير الداخلية الإيراني إن موسوي هو من سيتحمل أي عواقب قد تحدث في حالة إقدامه على تنظيم تلك التظاهرة ...

وأشارت الصحيفة إلى أن إلغاء موسوي لتلك التظاهرة يأتي في الوقت الذي تتواصل فيه الاضطرابات المتفرقة في جميع أنحاء العاصمة، طهران، ووسط تقارير يتم تناقلها عبر المدونات والمواقع الإلكترونية الإيرانية عن وجود إحصاءات مسربة من داخل وزارة الداخلية تظهر أن موسوي هو المرشح الذي فاز بالانتخابات الرئاسية الأخيرة. وتزعم تلك البيانات الإحصائية أن موسوي فاز بـ19.1 مليون صوت، تلاه المرشح الإصلاحي مهدي كاروبي بـ13.4 مليون صوت، في حين حل نجاد ثالثا ً، بعد فوزه بـ5.7 ملايين صوت، وجاء في المركز الرابع والأخير، المرشح محسن رضائي، بعد فوزه بـ3.7 ملايين صوت. لكن الصحيفة أوضحت أن صحة تلك البيانات المسربة لم يتم التأكد منها بعد ..

إيلاف

زر الذهاب إلى الأعلى