كان من المؤسف والمحزن خبر قتل امرأة كورية شابة بوحشية في اليمن. ففي يوم الجمعة الماضي اختطفت "أوم يونغ سون" البالغة من العمر 34 عاما، والتي تعمل مدرسة، مع ثمانية أجانب آخرين، ثم وجد التسعة مذبوحين في وقت لاحق ، بمن فيهم ثلاثة أطفال.
وتجيء تلك الحادثة عقب ثلاثة شهور فقط من قتل أربعة سائحين كوريين في اليمن أيضا خلال تفجير انتحاري، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى الآن. وليس من المعروف أيضا إذا ما كانت تلك الجرائم تستهدف الأجانب بوجه عام، كما لم يعرف أيضا ما هو الهدف منها تحديدا.
ولكن من المعروف أن اليمن يواجه حاليا مشاكل سياسية واقتصادية . فقد تم توحيد شطري اليمن الجنوبي والشمالي في عام 1990 ، ولكن الآن تثير بعض الجماعات الانفصالية في الجنوب الكثير من التوترات والمشاكل. كما تمكنت عناصر بعض الجماعات الإرهابية من دخول اليمن، مثل تنظيم القاعدة خلال السنوات الماضية ، هربا من الملاحقات القوية في كل من السعودية والعراق. والأسوأ من كل ذلك أن الأسلحة النارية منتشرة كثيرا في اليمن ، حيث لا يعتبر امتلاكها أمرا مخالفا للقانون.
ومهما كانت الدوافع السياسية وراء تلك الهجمات ، فإنه لا يمكن أبدا التسامح أو القبول بجرائم إزهاق النفوس البشرية البريئة ، خاصة إذا عرفنا أن معظم من لقي مصرعه في تلك الهجمات الإرهابية كان من الأطفال ، والنساء اللاتي يعملن في منظمات تطوعية لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية.
وقد كانت القتيلة الكورية الأخيرة تعمل في واحدة من هذه المنظمات التي تتخذ من هولندا مقرا لها ، وكانت وظيفتها هي رعاية الأطفال في المستشفيات ، كما كان الأجانب الثمانية الآخرين الذين قتلوا معها أيضا يعملون في تلك المنظمة الإنسانية من أجل تقديم المساعدات لأبناء ذلك البلد الفقير.
وقد أدان العديد من القادة الدينيين في اليمن تلك الهجمات ، وأكدوا على أن الأعمال الإرهابية تتعارض وتتناقض مع الإسلام وقواعده ، كما تتناقض مع القيم والتراث العربي الإسلامي منذ عهد النبي محمد . ويشار إلى أن عمليات الاختطاف انتشرت مؤخرا في اليمن ، ولكن لم يكن يتم خلالها قتل الرهائن في العادة . لكن هذه المرة تم قتل الرهائن ومعظمهم من النساء والأطفال.
بينما تنص القيم الإسلامية على أنه من العار أن تؤذي امرأة أو طفلا . لذلك هناك تساؤلات كثيرة حول الهدف من وراء تلك الأعمال الإجرامية الشنيعة، التي لا يمكن تبريرها ، ولا يمكن أيضا أن تحقق للإرهابيين أيا من مقاصدهم النهائية . فمثل تلك الأعمال ستؤدي فقط إلى توقف الأجانب عن زيارة اليمن والاستثمار والسياحة فيها ، وهو ما يعني توقف تدفق الأموال الأجنبية إليها ، أي إصابة الاقتصاد اليمني في مقتل ، ومن ثم فإن النتيجة النهائية هي : الضرر البالغ لكل أبناء الشعب اليمني.
ومن الناحية الأخرى يتوجب على الحكومة الكورية أن تتوصل إلى إجراءات صارمة لضمان سلامة وأمن مواطنيها في الخارج . والأهم من ذلك ، أن يعي المواطنون الكوريون أهمية ضمان أمنهم وسلامتهم ، من خلال الامتناع عن زيارة البلدان والمناطق التي تعاني من عدم الاستقرار الأمني . فمقتل الشابة الكورية "أوم يونغ سون" لا يجب أن يكون بلا معنى.
نص تقرير بثه راديو كوريا قبل ساعات