تشير كثير من مواقع وخطابات ومؤشرات الحراك في المحافظات الجنوبية من اليمن على أن ثمة إعداداً كبيراً لإخراج أكبر عدد ممكن من المواطنين إلى التظاهر والاحتجاج في يوم 7//7/2009، بل ويذهب البعض إلى أن هذا التاريخ سيكون فيه البدء الفعلي لانطلاق ما يسمى شرارة الكفاح المسلح ضد الاحتلال.
7/7 هو تاريخ الإعلان الرسمي عن انتهاء المواجهات العسكرية بين ما اصطلح على تسميته ب"قوات الشرعية الدستورية" بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح، وقوات الانفصال بقيادة نائبه السابق علي سالم البيض.
ورغم ان أبناء المحافظات الجنوبية يؤكدون على أن الذي هزم الانفصاليين في 94 هم مواطنين من أبناء الجنوب.. إلا أن 7/7 عاد بعد أكثر من عشر سنوات بلباس آخر، مفاده أنه تاريخ انتصار شطر على آخر، وبالتالي هو تاريخ احتلال من وجهة نظر الكنترول التابع لنائب الرئيس علي سالم البيض الذي أطل إلى واجهة الاحداث من جديد بإعلانه بيان الانفصال الثاني من ميونخ 21/5 الماضي.
ويبدو أن جميع الوسائل التي تم اتخاذها (إن وجدت) للحيلولة دون اندلاع جماهير مؤيدة للحراك في 7/7، قد باءت بالفشل، بحيث خلص العقل المدبر للسلطة إلى إخراج مسيرات مماثلة من شأن خروجها أن يلخبط الرسالة الإعلامية المركزة التي يريد الحراك إيصالها يوم 7/7 إلى الداخل والخارج.
فقد ذكرت ذكرت صحيفة (26 سبتمبر) الأسبوعية الرسمية أن تحضيرات تجري حالياً لتنظيم وإقامة مسيرات شعبية جماهيرية حاشدة خلال الأيام القادمة في كافة محافظات اليمن بمناسبة يوم السابع من يوليو يوم ترسيخ دعائم الوحدة المباركة.
وأشارت المصادر إلى "أن فعاليات سياسية وثقافية واجتماعية ومنظمات مجتمع مدني وجماهير غفيرة ستشارك في هذه المسيرات الشعبية التي يجري الإعداد لها في محافظات عدن لحج والضالع وأبين وغيرها من المحافظات الأخرى والذي ترسخت فيه دعائم الوحدة اليمنية عندما اسقط إبطال القوات المسلحة والأمن ومن خلفهم كل جماهير الشعب اليمني مخطط قوى الردة والانفصال ومشروعهم التآمري الذي استهدف تمزيق الوطن والنيل من وحدته ومشروعه الحضاري العظيم".
خروج مسيرة تندد بالسلطة والوحدة وخروج مسيرة مضادة لها لا يخلو من مخاطر الاحتكاك المباشر بين المسيرتين، وبالتالي سقوط ضحايا وتلف ممتلكات.. ما يدعو إلى ضرورة التفكير باعتماد حلول أخرى أقل خطورة.. خصوصاً وأن أي تظاهرة انفصالية مهما كان حجمها لن تؤثر كثيراً على صورة النظام في ظل ظرف دولي مليء بالمسيرات. (إيران نموذجاً).
والأجدى، في تقديرنا، هو استغلال بقية الأيام حتى 7/7 في الخطاب الواعي والمسؤول الموجه لجماهير الحراك الذين هم مطالبون بعدم دفن مطالبهم في بوتقة التواريخ التي تعني علي سالم البيض وحده!!
الوحدة لا تحتاج مسيرات للدفاع عنها، لأنها أمر واقع، وجماهير الحراك لا تحتاج إلى أخذ إذن بالتظاهر، بالتالي، فالأجدى عدم إخراج مسيرات مؤيدة للوحدة، وترك المسيرات المعارضة تخرج وتتظاهر مع أقصى درجات الحزم تجاه من يخل بالأمن أو يعرض حياة الأشخاص أو ممتلكاتهم للخطر.
في بلادنا اليمن أناس لا يتورعون عن تحريض بعض الجماهير لهدم وحدتهم ورفع أعلام التمزق ومطالب الفرقة، وفي بلادنا، كذلك، سلطة لا تخاف من وجود هذه الدعوات، ولا تحاول معالجتها قدر خوفها من أن يعرف الخارج بوجود مثل هذه الدعوات..
وتظل الأكف على القلوب خوفاً من عناد أطراف بعد عشرة أيام في 7/7..