استغرب مصدر مسؤول في حزب رابطة ابناء اليمن (رأي) والذي يتبنى الدعوة إلى الفيدرالية تصريحات الدكتور/ عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية في المقابلة الصحفية التي أجرتها معه صحيفة الخليج الإماراتية والتي هاجم فيها الداعين لتطبيق الفيدرالية للحفاظ على وحدة اليمن، وقال إن الفيدرالية هي طريق للانفصال.
وقال المصدرفي تصريح صحفي أرسل عبر البريد الإلكتروني: أننا ندرك يقينا ان شخصية سياسية بقامة الدكتور / الارياني، تعلم بحقيقة ان الفدرالية تعد أرقى الأنظمة الاتحادية وأعظمها اقتدارا على تحقيق الاندماج والتلاحم، وقطع دابر التصدعات والضغائن والتوترات.
وأضاف: "نعتقد انه من الحصافة والمعرفة، بما لا يجعله يخلط بين الكونفدرالية والفدرالية، ذلك ان الكونفدرالية هي التي تجمع بين دولتين أو أكثر، تحتفظ كل منها بشخصيتها الدولية المستقلة ودستورها وجيشها، بينما تعد الفدرالية نظاما اتحاديا اندماجيا كاملا، أكدت التجارب التاريخية العالمية انه الافعل والأنضج لبناء صروح وحدوية قابلة للاستمرار والازدهار والديمومة، فهل أنتجت فدرالية ألمانيا جيشين؟، وهل تأسست فدرالية ماليزيا على دستورين؟، وهل انتهت فدرالية أكثر من مئة دولة في العالم، إلى تمزقات وإنفصالات؟" ..
وقال: إننا نربأ بمعالي الدكتور / عبدالكريم الارياني، من ان يكون من اؤلئك الذين يستمرئون تجهيل الناس وتزييف وعي الشعب، بمفاهيم مغلوطة لا تصمد أمام حقائق التاريخ ووقائع التجارب الإنسانية التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان نظام الدولة المركزية البسيطة، هو المنتج للغبن والتشظي والتنافر والتباغض، على نحو يفتك بالوحدة والاندماج والوئام، وان نظام الدولة اللامركزية المركبة، هو المعزز للتماسك والتلاحم والتاّلف، على نحو لا تداخله أي بؤر للتصادم والتفكك والتفجر في سياق قدرته على الإدارة المثلى للتنوع .
وأضاف: إننا إذ نستغرب ما تضمنه حديث الدكتور/ عبدالكريم الارياني في تلك المقابلة الصحفية، عن الفدرالية والموقف منها، لا يسعنا إلا ان نسأله عن تقييمه لما دعا إليه فخامة الأخ / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، في 3 ديسمبر 2006م عند تدشينه لأعمال المجالس المحلية بمحافظة عدن وأبين ولحج والضالع، عندما أكد على انه لن يأتي العام 2010م إلا وقد أصبحت المجالس المحلية حكومات محلية، ولن يبقى للحكومة المركزية إلا الشئون السيادية، وهي دعوة جريئة ومتقدمة يؤدي تجسيدها إلى تفعيل مقومات الدولة اللامركزية المركبة، أي الفدرالية التي وصفها معالي الدكتور بأنها تنتهي بالانفصالية، فهل اختلط الأمر على فخامة / رئيس الجمهورية عند إطلاقه لدعوته تلك؟ .. من جانبنا لا نتعقد ذلك، بل نعتقد جازمين ان فخامته يعي ويدرك ان ما دعا إليه يلبي حاجات وضرورات وطنية توفر لليمن ووحدته ممكنات العبور من كل الأزمات والمصاعب والأخطار، والانطلاق إلى رحاب الاستقرار والنماء والنهوض .
حوار الإرياني: