من الأرشيف

رسالة حوثية متناقضة للأمم المتحدة تحمل مدلولات خطيرة

أعلن قائد التمرد الشيعي في محافظة صعدة أقصى شمال اليمن في رسالة وجهها للأمم المتحدة عن استعداده فتح ممرات آمنة للنازحين وكذلك فتح الطرق لقوافل الإغاثة بناء على طلب الأمم المتحدة ذلك لكنه دعاها إلى توفير الضمانات اللازمة لكي لا يتم استخدام هذه الطرق لأغراض حربية وعسكرية من أي طرف، حسب تعبيره.

واعتبر مراقبون هذا الإعلان اعتراف مبدئي من المتمردين الحوثيين بأنهم يستهدفون قوافل الإغاثة وأنهم السبب وراء اغلاق المداخل وحرمان النازحين والمواطنين في صعدة من التموينات اللازمة، لكن الحوثي قال إنهم قاموا في مراحل سابقة بفتح الطرق لكن السلطة استخدمتها للإمدادات العسكرية بعذر أنها قوافل إغاثة.

واعترف الحوثي بأنه يريد فرض "الوصاية" على المواطنين.. وذلك عندما اتهم السلطة فرض بالوصاية على من سمحت لها بالوصول لبعض مخيمات النازحين المختارة من قبل السلطة" والشاهد ان ذلك اصلا من حقها كدولة.

ودعا الحوثي في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة وهو الذي يقاتل السلطات اليمنية منذ العام 2004 تحت شعار "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام".. دعاها إلى إجبار السلطة على القبول بوقف إطلاق النار.. كما طالب ب"جهة مستقلة لمراقبة تطبيقه وحماية المدنيين وتوفير الممرات الآمنة للنازحين وإيصال المساعدات والإغاثة إلى المتضررين".. وهو ما اعتبره بعض المراقبين مغازلة غير مباشرة للخارج، يؤكد من خلالها للخارج أنه مستعدة للقبول بقوات أجنبية.

نص الرسالة:

"بسم الله الرحمن الرحيم
السيد / بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة
المحترم
بعد التحية ،،

منذ إعلان الرئيس علي عبد الله صالح إيقاف الحرب الخامسة على صعدة في 2008م، حذرنا من نية السلطة اليمنية في شن حرب سادسة مثل سابقاتها ليس لها أهداف ولا نتائج غير قتل المدنيين وتشريدهم، وزيادة مأساتهم الناتجة عن ممارسة التمييز ضدهم بحرمانهم من حقوقهم التي كفلها الدستور والقانون إضافة إلى غياب المتطلبات والخدمات الأساسية التي حرمتهم منها السلطة على مر عقود.

وتحذيرنا المستمر كان ومازال نابعاً من رغبتنا الصادقة في وقف إطلاق النار حرصاً منا على حقن دماء اليمنيين وتجنيبهم ويلات الحرب, وهذا ما تعتبره السلطة نقطة ضعف طالما حاولت استغلالها كوسيلة للضغط علينا. حيث تعمد إلى استخدام أسلوب العقاب الجماعي ضد المدنيين عبر استهدافهم بالقصف المباشر و فرض الحصار.

وتحت وطئت التهديد بالقصف و تشديد الحصار تتزايد معاناة المدنيين في محافظتي صعدة وعمران، حيث يعيشون حالة من التشرد الداخلي ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية بعد عرقلة السلطة هيئات الإغاثة الدولية من الوصول للمناطق المنكوبة وأماكن تجمعات النازحين و القيام بواجباتها، وفرض الوصاية على من سمحت لها بالوصول لبعض مخيمات النازحين المختارة من قبل السلطة.

وقد جاء طلبكم في فتح ممر آمن للنازحين وفتح الطرق لقوافل الإغاثة موافقاً لرغبتنا الملحة، فسارعنا بقبول دعوتكم وتنفيذ ذلك والالتزام بها، لكن تفاجئنا باستغلال السلطة فتحنا للطرق في استخدامها للإمدادات العسكرية بعذر أنها قوافل إغاثة.

ونؤكد لكم بأننا مازلنا حريصين على تنفيذ مطالبكم بالمساهمة في توفير ممرات آمنة لعبور النازحين وقوافل الإغاثة، ولكننا نطلب منكم توفير الضمانات اللازمة لكي لا يتم استخدامها لأغراض حربية وعسكرية من أي طرف.

إن الحكومة اليمنية في حربها هذه لا تكترث لحياة المدنيين وسلامتهم أكثر من رغبتها في إنهاء قضية صعدة بالحرب والحديد والنار، ¬¬¬¬ وإذا لم يكن هناك ضغوط تجبر السلطة على القبول بوقف إطلاق النار، ووجود جهة مستقلة لمراقبة تطبيقه وحماية المدنيين وتوفير الممرات الآمنة للنازحين وإيصال المساعدات والإغاثة إلى المتضررين، فإن السلطة ستستمر في انتهاكاتها للقانون الإنساني الدولي وخرق إعلانات وقف إطلاق النار.

ونعلن من جانبنا رغبتنا في الوقف الفوري للحرب وبدون شروط واعتماد أسلوب الحوار والتفاوض لحل قضية صعدة.

ونرحب بلجان مستقلة تراقب تطبيق وقف إطلاق النار ومتابعة أعمال الإغاثة .

كما ونعرض استعدادنا تقديم كافة التسهيلات لوصول المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وهيئات الإغاثة الدولية والمحلية غير الحكومية والصحفيين إلى المناطق المنكوبة ونلتزم بتوفير الحماية المطلوبة للعاملين في تلك المنظمات في المناطق الخاضعة لنفوذنا.

وتقبلوا خالص تحياتنا

المكتب الإعلامي للسيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي
15/9/2009م"

زر الذهاب إلى الأعلى