دعا نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، الامم المتحدة إلى تنظيم استفتاء لليمنيين الجنوبيين من اجل تقرير مصير الجنوب، محذرا في الوقت عينه من اندلاع نزاع مسلح في هذه المنطقة التي كانت تشكل دولة مستقلة قبل 1990.
وقال البيض الذي يعد من ابرز قياديي الحركة الانفصالية في جنوب اليمن في مقابلة مع وكالة فرانس برس من مقر اقامته في المانيا "ندعو الامم المتحدة إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الوضع في الجنوب والدعوة إلى استفتاء الجنوبيين على تقرير مصيرهم".
كما دعا البيض الدول العربية إلى التدخل لحل المشاكل في جنوب اليمن "عبر الحوار" لكي لا يتحول الوضع " إلى حرب اهلية تدميرية تفتح الباب لاطماع خارجية تستغلها وتعمل على تدويلها لالحاق الضرر بنا جميعا وهو الامر الذي سينعكس سلبا في المحيطين الاقليمي والعربي".
والبيض الذي شغل منصب نائب الرئيس بعد توحيد اليمن الشمالي والجنوبي في 1990، عاد واعلن انفصال الجنوب في ايار/مايو 1994 قبل ان يتم نفيه مع دخول قوات اليمن الشمالي إلى عدن في تموز/يوليو من السنة نفسها.
إلى ذلك رأى البيض ان الوضع في جنوب اليمن "متفجر" حاليا واتهم من اسماهم "جيش الاحتلال" الشمالي بالتصرف "مثل قوات الاحتلال الاسرائيلية" في الضفة الغربية.
كما اتهم البيض القوات اليمنية باعتقال مئات الناشطين الجنوبيين وباستخدام "الرصاص الحي ضد المتظاهرين العزل ما اسفر عن سقوط اكثر من مئتي شخص بين شهيد وجريح والالاف من مشردين ومعتقلين".
وكذلك اتهم البيض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بنشر القوات العسكرية في الجنوب للسيطرة على الموارد الطبيعية اذ ان القسم الاكبر من النفط اليمني موجود في الجنوب على حد قوله.
وعما اذا كان "الحراك الجنوبي"، اي الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ اشهر في جنوب اليمن، يمكن ان يختار السلاح وسيلة لتحقيق مطالبه السياسية، قال البيض ان "الحراك السلمي ليس سقفا من دون نهاية".
الا انه اكد "من جانبنا نحن متمسكون بالاسلوب السلمي لكن ممارسات السلطة قد تفرض سقفا جديدا".
واضاف في هذا السياق "نحن نحاول اليوم ان نعطل عضلات النظام القائمة على الدبابات والطائرات ونقوم بالحراك السلمي لمنعه من الفتك بشعبنا كما فعل في صعدة" حيث تدور حرب بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، علما ان تصريحات صدرت اخيرا اظهرت تعاطفا بين المتمردين في الشمال وقياديي الحراك الجنوبي.
واعتبر البيض ان النظام اليمني "اثبت انه لا يراعي هذه الاعتبارات وهو يؤكد كل يوم ان ليس لديه غير القوة وسيلة لمواجهة الاوضاع المتازمة جنوبا وشمالا".
وحذر نائب الرئيس اليمني السابق ان "سياسة القوة والحديد والنار قد تقود إلى قلب الطاولة على الجميع فاذا كان النظام يواجه المتظاهرين العزل بالرصاص الحي فمن يضمن ان صبر الناس على هذه الهمجية يمكن ان يستمر من دون رد خصوصا وان السلاح موجود بوفرة".
وعن امكانية القبول بابقاء اليمن موحدا، قال البيض ان "القاسم المشترك بين الجنوبيين اليوم هو ان تجربة الشراكة الوحدوية مع صنعاء وصلت إلى فشل ذريع واقول بكل صراحة انه ليس امام القيادات الجنوبية سواء كانت في الداخل أو الخارج سوى خيار السير على الطريق الذي اختاره الشعب وهو طريق الاستقلال والحرية".
ودعا البيض من اسماهم "بعض المترددين" إلى التنبه إلى "لحظة الاستقلال" الحالية محذرا اياهم من ان "حركة الشعب ستتجاوزهم".
وعما اذا كان هناك اتصال بينه وبين الرئيس اليمني، قال البيض "ليست هناك اي اتصالات سياسية بيني وبين علي عبد الله صالح ولا تتفاجأوا إذا قلت لكم انه لا يؤمن بالعمل السياسي وفق اسسه المعروفة".
وذكر البعض ان الجنوبيين "اعطوه (صالح) كل شيء من اجل الوحدة لكنه كافأهم بتحويل عدن إلى قرية" معتبرا ان عدن يجب ان تكون عاصمة الدولة الجنوبية التي يطالب بها.
وعن شكل الحل السياسي للازمة في الجنوب، كرر انه "بدأ من خلال قرارنا بفك الارتباط ونحن نعمل على صعيد جامعة الدول العربية والامم المتحدة من اجل ترجمة ذلك إلى تقرير حق المصير للجنوبيين".
وشهد الجنوب اضطرابات خلال الاشهر الماضية على خلفية مطالب سياسية واجتماعية في حين يرى قسم من سكانه انهم يتعرضون للتمييز من قبل الشمال وانهم لا يحصلون على مساعدة تنموية كافية.