حضر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين «محمد مهدي عاكف» إلي مقر الجماعة وهو ما اعتبره المراقبون محاولة لمنع حدوث انشقاقات وانقسامات في صفوف الإخوان علي خلفية إعلانه الاستقالة من منصبه أمس الأول احتجاجاً علي معارضة أعضاء مكتب الإرشاد تصعيد «عصام العريان» نائباً له.
وأصدرت الجماعة بياناً ينفي استقالة «عاكف» أكدت فيه أن المرشد العام مازال يمارس عمله بشكل معتاد بين أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة، مضيفة في بيانها أن الإخوان يؤكدون اعتزازهم بمرشدهم علي رأس مؤسسات الجماعة التي تعمل وفق نظم ولوائح ثابتة.
واعتبرت مصادر قريبة الصلة من الإخوان حضور «عاكف» إلي المقر تراجعاً شكلياً عن الاستقالة، مؤكدة في الوقت ذاته أن المرشد رغم تراجعه عن الاستقالة سيكون في الفترة القادمة بلا سلطة، وأن كل الصلاحيات ستنتقل إلي مكتب الإرشاد برئاسة «محمد حبيب» النائب الأول ليكون بمثابة المرشد الفعلي لحين إجراء انتخابات جديدة علي منصب المرشد، ورجحت المصادر أن يتم تعجيل الانتخابات لتجري قبل نهاية العام الجاري ليتسلم المرشد الجديد مهام منصبه مع بداية العام القادم.
فيما لم ينف بيان الجماعة أو ذكر ما حدث من مشادات كلامية داخل اجتماع أمس الأول مما استدعي «عاكف» إلي الخروج غاضباً من مقر الجماعة إلي منزله في التجمع الخامس مستدعياً أحد قيادي الجماعة المقربين منه لإبلاغه بالاستقالة، في حين استطاع هذا القيادي أن يجعل «عاكف» يتراجع عنها حفاظاً علي وحدة الصف الإخواني من التمزق ولو كان تراجعاً شكلياً، حيث إن ولايته ستنتهي خلال شهرين أو ثلاثة علي الأكثر.
كما لم يسمح أعضاء مكتب الإرشاد بنشر الرسالة التي أعدها «عاكف» للنشر علي موقع الجماعة وكان قد أبلغ «الدستور» السبت الماضي بأنه سينشر رسالة تحسم أمر تصعيد «العريان» وكل الأمور التي أثارت جدلاً خلال الفترة الماضية، والذي قال في تصريحاته بالتحديد: «سأحدد الموقف النهائي من تصعيد عصام العريان»، كما لم يذكر بيان الجماعة الذي ينفي استقالة «عاكف» موقف الجماعة النهائي من تصعيد «العريان».