[esi views ttl="1"]
رئيسية

الشيخ سنان أبو لحوم يكشف عن تقدمه بمبادرة لحل أزمة الحوثيين سلمياً ويبارك وثيقة الإنقاذ الوطني

كشف الشيخ سنان أبو لحوم الزعيم التاريخي لقبائل بكيل في اليمن في حديث لجريدة الأهرام المصرية يوم الجمعة عن تقدمه بمبادرة شعبية لحل الصراع الحالي بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في صعدة وبعض مناطق شمال اليمن.

وقال الشيخ سنان أبولحوم إن المبادرة التي قدمها "تعتمد علي الوقف الفوري للقتال ثم الدخول في حوار بين الجانبين بمشاركة زعماء القبائل والوجهاء وأي طرف عربي يرغب في ذلك للوصول إلي اتفاق ينهي الخلاف ويحل المشكلة بدون تدخلات خارجية تزيد من اشتعال الموقف"‏.‏

وأضاف‏:‏ لقد أبلغت ذلك للرئيس علي صالح، وقلت له لابد من وقف سفك الدماء، وقد وصلت الأمور إلي أسوأ مما يجب، وواجبي الديني والوطني يحتم التنبيه للمخاطر الداهمة التي تواجهنا، لأن اليمن فوق الأشخاص، واستمرار القتال لن يصل بنا إلي حل بل يؤدي إلي تعقيد الأوضاع، ويكرس خصومات وثأرات تاريخية سيظل اليمن يعاني منها لسنوات طويلة، فالقتلي علي الجانبين هم في النهاية أبناء وطن واحد، لن يستطيع أي منهما أن يلغي الآخر تماما، ولابد من وسيلة تجعلهما يتعايشان معا بدون عنف أو قتال‏.‏

وحول رد الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة، قال: "قال لي إن الحوثيين أعداء للدولة ومرتدون عن الدين ومستعد لمحاربتهم سنوات حتي يستسلموا‏، فقلت له‏:‏ وهل هذا منطق‏..‏ إن الدولة هي الطرف الأقوي ويجب أن يكون لديها شيء من المرونة والتحمل‏، وهي تمتلك أساليب كثيرة لحل الصراع بطريقة سلمية‏، خاصة في ظل التدهور الحالي وعدم قدرة الاقتصاد علي تحمل القتال لسنوات طويلة‏، علاوة علي الأوضاع الإنسانية السيئة التي سببتها المعارك وآلاف النازحين الذين فروا من مناطقهم‏.‏"

وإلى بقية الحوار الذي أجرته معه صحيفة الأهرام:

بالنسبة للوضع في الجنوب‏، هل توصلت من خلال اتصالاتك مع بعض الزعماء الجنوبيين إلي حل؟

‏{‏ لقد قلت بوضوح لعلي سالم البيض وباقي زعماء الجنوب إننا معكم في أي حل يقوم علي وحدة اليمن‏، لكننا ضد أي محاولة للانفصال‏.‏


*‏ استقبلت هذا الأسبوع في القاهرة الشيخ حميد الأحمر المنسق العام للقاء الديمقراطي الذي يضم جميع أحزاب المعارضة اليمنية‏، ماذا بحثتم معه؟

‏{‏ أطلعني الشيخ حميد الأحمر علي مشروع رؤية للإنقاذ الوطني في اليمن قدمته الأمانة العامة للجنة التحضيرية للحوار الوطني المقرر انعقاده خلال أيام في إحدي العواصم العربية بمشاركة جميع أطياف العمل السياسي اليمني من جميع القبائل‏، وباركت له هذه الخطوة‏.‏


*‏ هل الطريقة التي حققتم بها الوحدة كانت سببا في عودة الخلافات بعد ذلك؟

‏{‏ الوحدة اليمنية كانت ولاتزال عندي نعمة‏، وكنت محبا للوحدة والناس من حولنا رافضين لها ولا يريدونها‏، وأتذكر أنني وصلت إلي عدن قبل تحقيق الوحدة عام‏1990، والتقيت علي سالم البيض وسالم صالح محمد وقلت لهما‏:‏ إن الوحدة أفضل لكم‏، فأنتم ممزقون وكل يوم تتقاتلون فيما بينكم‏.‏

والحقيقة أنني لمست منهم تجاوبا‏، وقال لي سالم صالح محمد يومها إنه ذاهب إلي الاتحاد السوفيتي ليري ما إذا كان هناك طريق‏، علي أن يتصل بي‏، وبالفعل اتصل بي‏، وجاء إلي صنعاء واستقبله الرئيس علي عبدالله صالح‏، ومن هنا بدأ الحوار بين الطرفين لقيام دولة واحدة‏.‏

وأتذكر أننا توجهنا إلي عدن علي رأس وفد كبير يقدر بعشرين شخصية من الشمال‏، وكان علي رأس الوفد الرئيس علي عبدالله صالح‏، والدكتور عبدالكريم الإرياني‏، وفوجئنا بإبلاغنا عند الساعة الواحدة والنصف ظهرا بفشل الحوار بين الجانبين‏، وقلت يومها بانفعال إن هذا لا يرتبط لا بالأخلاق ولا بالشرف‏، وقلت لهم إنه من العيب أن تأتوا بنا إلي عدن ثم تقولوا لنا إنكم فشلتم‏،

كما قلت لهم إن هذا فشل لكم وليس للوحدة‏، واتفقنا علي أن نتفاهم بعد تناول الغداء‏، حيث اجتمع بعد ذلك الرئيس علي عبدالله صالح في مقيل قات مع علي سالم البيض‏، الأمين العام للحزب الاشتراكي‏، الذي كان يعتبر صاحب القرار الأول في الدولة‏، ولم يتم التوصل إلي شيء وطلب منا الرئيس علي صالح التجهز لمغادرة عدن‏، لكنني رفضت‏.‏

بعدها جاء علي سالم البيض وقد أقنعته والرئيس علي عبدالله صالح ليوقعوا علي اتفاقية الوحدة‏، وكنت وحيدر العطاس فوق رأسيهما‏، والصور شاهدة علي ذلك عندما تم توقيع اتفاقية الثلاثين من نوفمبر عام‏1989‏ بمدينة عدن‏.‏ وقد استمرت الخلافات بينهم لفترة‏، كما ساد حال عدم الثقة بين الجانبين‏، لكننا ظللنا نتواصل حتي اتفقنا علي كل شيء وعلي أن تكون هناك ثقة متبادلة‏، وتحققت الوحدة بمشيئة الله تعالي وإرادة المخلصين‏.‏

*‏ وماذا حدث بعد ذلك؟

‏{‏ المناصب في دولة الوحدة توزعت برضي الطرفين‏، وأخذ الجنوبيون القسط الأوفر من المناصب الحكومية قبل أن يدخلوا بعد ذلك في دوامة الأزمات والخلافات مع الرئيس علي عبدالله صالح أدت إلي الحرب التي التهمت الأخضر واليابس‏.‏

*‏ لكن الأمور هدأت بعد سيطرة الرئيس صالح علي الموقف‏، فلماذا ظهرت مشكلة الجنوب مرة أخري الآن؟

‏{‏ بعض التصرفات مع الجنوبيين لم تكن حكيمة‏، وتم إقصاء بعض الكوادر التي وقفت مع الوحدة بقوة من مواقعها‏، وحدثت مشكلات اقتصادية أثرت علي الأوضاع المعيشية للجنوبيين‏، كل ذلك أدي إلي ما نحن عليه اليوم‏، وبصراحة‏، إذا لم نتدارك التدهور ستخرب البلد وتتحول إلي صومال جديد تتنازعه الأهواء الداخلية والخارجية‏.‏

زر الذهاب إلى الأعلى