تنفست الجماهير المصرية الصعداء بعدما أحرز المهاجم عماد متعب الهدف الثاني لمنتخبهم مرمى الجزائر فأعاد الأمل المصري في التأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث خرجت هذه الجماهير إلى الشوارع في احتفالات صاخبة.
وكانت شوارع القاهرة قد خلت من المارة قبل ساعات من بدء المباراة وأثناءها، في مشهد عكس الاهتمام المصري بهذه المباراة المصيرية. وفور انتهاء المباراة عمت الفرحة الشوارع وسمعت أصوات أبواق السيارات بكثافة، كما أطلقت الألعاب النارية في سماء المدينة.
وخلال مسيرة جابت شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين، أكد المشجع المصري محمد راغب للجزيرة نت وهو يتوشح علم بلاده أنه سعيد بالفوز، وأنه كان واثقا من لاعبي المنتخب المصري لكرة القدم رغم أن الفرحة تأجلت إلى اللحظات الأخيرة.
أما نيرمين سامح الطالبة بكلية الخدمة الاجتماعية فقالت للجزيرة نت إنها كانت تتمنى مشاهدة المباراة في الملعب لكنها لم تتمكن من الحصول على بطاقة، معتبرة أن المصريين كانوا بحاجة إلى هذه الفرحة، وهم بانتظار الأربعاء المقبل موعد مباراة الحسم للاحتفال بالفوز والتأهل إلى كأس العالم.
تفوق مصري
وكان المنتخب المصري قد سيطر على مجريات اللقاء، وكان الأفضل فنيا وبدنيا باستثناء فترات قليلة من شوطي المباراة، وأدى الهدف المبكر الذي أحرزه عمرو زكي إلى إشاعة أجواء من الثقة بين اللاعبين.
واعتبر نجم الإسماعيلي ومصر السابق علي أبو جريشة أن عامل الخبرة كان له الفضل الأكبر في حسم نتيجة اللقاء، مشيدا بالتغييرات التي أجراها المدير الفني المصري حسن شحاتة حيث اعتبرها موفقة.
في الوقت نفسه، اعتبر أبو جريشة أن تغييرات المدير الفني الجزائري رابح سعدان لم تكن موفقة، خصوصا عندما دفع المهاجم عبد القادر غزال وأسند إليه مهام دفاعية في الدقائق الأخيرة، ما ساعد المصريين على تكثيف هجومهم وتسجيل هدف ثان.
أما نجم الزمالك ومصر السابق فاروق جعفر فقد أرجع سيطرة المنتخب المصري على الشوط الثاني من المباراة إلى التحكم في أطراف الملعب، خاصة من ناحية اللاعب سيد معوض الذي لعب دورا محوريا في المباراة.
مرت بسلام
وأضاف جعفر للجزيرة نت أن لاعبي الجزائر تعاملوا مع المباراة باعتبار أنها انتهت وكانت أعينهم تتجه إلى صافرة الحكم، ومن ثم فقدوا التركيز في اللحظات الأخيرة.
ويبقى أن المباراة التي جرت مساء السبت انتهت بسلام ودون ما يعكر الصفو، رغم أن البعض كان يتخوف من أن يحدث غير ذلك بسبب أجواء الشحن الإعلامي التي سيطرت في الأيام الأخيرة.
وبالفوز الذي حققته مصر بثنائية نظيفة تساوت مع الجزائر في النقاط والأهداف، وبالتالي سيخوض الفريقان مباراة فاصلة تستضيفها العاصمة السودانية الخرطوم يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، علما بأن الفائز سيكون المنتخب العربي الوحيد في نهائيات كأس العالم المقبلة.