مع اقتراب يوم الطالب 7 كانون الأول (ديسمبر) المقبل أصبح نظام الملالي الحاكم في إيران يعجز عن احتواء انتفاضة الطلاب في الجامعات حيث قام بشن حملة اعتقالات عشوائية ضد الطلاب واتخاذ إجراءات قمعية ضدهم.
وبحسب تقرير للمعارضة الإيرانية حصل "نشوان نيوز" على نسخة منه، ققد اعتقل في العاصمة طهران 7 من الطلاب المنتمين للتنظيم الطلابي و6 من طلاب جامعة «علامة»، كما اعتقل «عباس حكيم زاده» وهو من طلاب جامعة «أمير كبير» للمرة الثانية خلال اقتحام منزله من قبل عناصر وزارة مخابرات الملالي الحاكمين في إيران.
يذكر أنه وقبل ذلك كان عدد من نشطاء الحركة الطلابية قد اعتقلوا في يوم الطالب من العام الماضي وبعد ان قضوا شهورًا تحت التعذيب والسجن في الزنزانات الانفرادية تم إطلاق سراحهم تحت ضغوط المنظمات الدولية ولكنهم اعتقلوا مجدداً من قبل وزارة مخابرات الملالي الحاكمين في إيران وحكم على الطلاب المذكورين بالسجن لمدة ما بين سنة و6 سنوات.
في حين أن الطلاب الأكراد في جامعة طهران الذين سافروا إلى مسقط رأسهم من مدن محافظة كردستان الإيرانية تعرضوا للتهديد من قبل عناصر وزارة مخابرات الملالي الحاكمين في إيران بأنه لا يجوز لهم العودة إلى طهران. وتأتي سفرة الطلاب المذكورة إلى مدنهم بعد إقامتهم تجمعاً في جامعة طهران احتجاجاً على تنفيذ الحكم بالإعدام على سجين سياسي كردي وهو «احسان فتاحيان» مما ادى إلى اعتقال 5 من زملائهم.
هذا وحكمت محكمة عامة في مدينة بابولسر (شمالي إيران) على 8 من طلاب جامعة «مازندران» المعتقلين بالحبس التأديبي لمدة 6 أشهر والجلد 74 جلدة.
ويأتي ذلك بعد ان شارك الطلاب المذكورون في تجمعين طلابيين في يومي 15 و16حزيران/يونيو المنصرم فاتهمت المحكمة الطلاب بإثارة أحداث شغب واضطرابات في الجامعة وتمزيق صورة أحمدي نجاد و الإخلال في النظام بالجامعة.
كما اعتقل طالبتان في كليتي العلوم السياسية والزراعة يوم 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري في مدينة شيراز (وسط إيران) وتم نقلهما إلى مكان مجهول. وامتنعت سلطات نظام الملالي الحاكمين في إيران وللمرة الثانية عن إقامة محكمة لـ20 من الطلاب السجناء في المعتقلات التابعة لوزارة المخابرات وقوات الحرس في مدينة شيراز (جنوبي إيران). واعتقل الطلاب المذكورون يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري خلال اقتحام وحشي لجامعة شيراز من قبل قوات القمع.
وفي مدينة تبريز (مركز محافظة أذربيجان الشرقية – شمال غربي إيران) تم نقل اثنين من الطلاب إلى معتقل وزارة المخابرات بعد أن اختطفا من قبل مخابرات حكام إيران تزامنًا مع زيارة أحمدي نجاد لهذه المدينة.
كما اعتقل آخرون من الطلاب بحجة مشاركتهم في انتفاضة يوم 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري وتم إصدار الحكم على عدد آخر منهم بالفصل مؤقتًا عن الدراسة، وكذلك تم استدعاء أكثر من 170 من الطلاب إلى لجنة الانضباط القمعية ثم حكم عليهم بعقوبات مثل الفصل عن الدراسة والحرمان من استخدام القسم الداخلي ومنع دخولهم الجامعة. كما تم استدعاء مجموعة أخرى من الطلاب إلى دائرة المخابرات وتم تهديدهم عبر الهاتف.
وفي مدينة أورميه (مركز محافظة أذربيجان الغربية – شمال غربي إيران) وضعت مخابرات النظام الإيراني أسماء أكثر من 90 من الطلاب المحتجين في جامعة المدينة في القائمة السوداء الصادرة عن دائرة الحراسة التي هي فرع وزارة المخابرات في الجامعات.
ويأتي هذا في وقت لا يزال فيه الطلاب المعتقلون في جامعة «شريف» التكنولوجية والجامعة التكنولوجية وجامعة «خواجه نصير طوسي» وجامعة العلم والصناعة والجامعة الحرة في طهران والجامعة التكنولوجية في إصفهان (وسط إيران) والجامعة التكنولوجية في تفرش (المحافظة المركزية بالقرب من العاصمة طهران) وكذلك الطلاب المعتقلون في جامعات كل من محافظات كيلان والأهواز وقزوين وسمنان وزنجان الإيرانية يعيشون قيد السجن.
هذا وقد دعت "أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" ومقرها باريس جميع الهيئات والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان خاصة المفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان والمقرر الخاص للاعتقالات العشوائية وكذلك الاتحادات والنقابات الطلابية الدولية إلى إدانة الاعتقالات والضغوط المتزايدة ضد طلاب إيران المنتفضين ودعم حقوقهم ومطالبهم العادلة.
على صعيد آخر اعدت قناة «الحرية»، التابعة للمعارضة برنامجا لجمع التبرعات يوم الاحد 22 نوفمبر/تشرين الثاني، وخلال حملة التبرع التلفازية التي استمرت 14 ساعة تم جمع ما يعادل اكثر من 800 الف دولار من داخل إيران و خارجها لتغطية تكاليف القناة.
واصبحت القناة التي تنقل الاخبار والوقائع للإيرانيين داخل البلاد و خارجها وفي ظروف الكبت والرقابة الصارمة في إيران، أحد المصادر الخبرية المهمة لكافة المواطنين في إيران.
ويعتبر النظام الإيراني تلفزيون "الحرية" بانه وسيلة اعلام يعكس وجهة النظر المعارضة ولاسيما منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وعبر عن قلقه حيال الاقبال المتنامي لقناة الحرية.
حيث أعلن «علي دارابي» الاسبوع الماضي «ان قناة الحرية التي تمثل جزءًا من نشاطات مجاهدي خلق هي من ضمن وسائل الاعلام التي قد دخلت معظم منازل الإيرانيين».
وأضاف "ان وتيرة تزايد إقبال المواطنين على الفضائيات في المجتمع الإيراني بانه مقلق جداً وتضاعف اقبال المواطنين عليها مقارنة بالعام المنصرم» (وسائل الاعلام الحكومية 14 نوفمبر- تشرين الثاني2009 )..
وتقول المعارضة الإيرانية إن معظم الذين شاركوا في حملة التبرع التلفازية كانوا قد اتصلوا من إيران لتقديم تبرعاتهم وذلك رغم الظروف الامنية الصعبة جدا وبمجازفات كبيرة. وشكل الإيرانيون من الولايات المتحدة وكندا والدول الاوربية سائر الداعمين.