كشفت مصادر غربية ان الاستخبارات الاميركية تجري حاليا اتصالات مع مجموعة بعثية عراقية موالية لعزة الدوري الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والذي يتولى عمليا قيادة الحزب حاليا ومجموعاته المنضوية في المقاومة العراقية.
واوضحت المصادر في تصريحات لصحيفة "الحياة" اللندنية نشرتها امس ان الدوري الذي يحمل الرقم ستة على اللائحة الاميركية للمطلوبين التي وزعها الجيش الاميركي بعد غزو العراق، اقام لفترة في اليمن خلال السنوات التي اعقبت اعدام صدام.
وقالت ان الاستخبارات الاميركية اجرت في الفترة الماضية اكثر من اتصال، وفي اكثر من مكان، مع ممثلين لمجموعة بعثية عراقية لجأت إلى سورية بعد احتلال العراق.
ورأت المصادر ان الموقف المتشدد من سورية الذي اتخذه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الاسابيع الماضية يرجع في جزء منه إلى اعتقاده بان الاجهزة السورية لعبت دورا في تسهيل الاتصالات الاميركية مع البعثيين العراقيين الذين يتزعمهم الدوري.
ولاحظت ان المالكي يشدد في خطبه الاخيرة على عدم السماح لحزب البعث بالعودة إلى الحياة السياسية أو التسلل إلى مجلس النواب تحت تسميات اخرى.
وكانت حكومة المالكي اتهمت مجموعات بعثية مقيمة في سورية بالوقوف وراء تفجيرات دامية استهدفت مؤسسات عراقية ولمحت إلى مسؤولية سورية، ما ادى إلى تدهور العلاقات بين البلدين.
ويرى مراقبون ان الاتصالات الاميركية بالبعث العراقي ترمي إلى تسهيل تنفيذ برنامج انسحاب القوات الاميركية من العراق و إلى تصحيح التوازن في العراق بعدما اختل كثيرا لمصلحة إيران والقوى الموالية لها.
لكن مصادر عراقية استغربت مزاعم العلاقات السورية مع البعث العراقي، وذكرت بالبيان الذي وزعه حزب البعث في سوريا وقرر فيه فصل عزة ابراهيم الدوري من قيادة الحزب.