[esi views ttl="1"]
arpo28

المخاطر الرئيسية في الشرق الاوسط في عام 2010

سيؤثر النزاع النووي لإيران مع الغرب والخفض المزمع في القوات الأمريكية في العراق بشدة على الشرق الاوسط في عام 2010 مثلما ستؤثر المتاعب المالية لدبي وعدم الاستقرار في اليمن والجمود الذي أصاب عملية صنع السلام بين اسرائيل والفلسطينيين

الطموحات النووية لإيران:

يبدو ان إيران التي تشهد اضطرابات سياسية منذ الانتخابات المتنازع عليها في يونيو حزيران لن تلتزم بالمهلة التي حددها لها الغرب وتنتهي في نهاية العام الحالي لكي تقبل اتفاقا ترسل طهران بموجبه اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا لاعادة معالجته قبل اعادته إلى إيران والذي يهدف إلى تهدئة مخاوف دولية بشأن الهدف من برنامجها النووي.

وهذا سيمهد الساحة لكي تضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون لكي تفرض الامم المتحدة عقوبات أكثر صرامة على طهران وان كانت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي قد تواصلان الاعتراض.

وتقول إيران انها ستتحدى العقوبات الاكثر صرامة لكن الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي يحرص على تجنب حرب جديدة بينما جيشه ما زال يقاتل في افغانستان والعراق قد يراها افضل وسيلة لمنع أي هجوم اسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية.

وتوجيه ضربة اسرائيلية بينما ستؤخر على الارجح ولن تدمر الامكانات النووية الإيرانية فانها يمكن ان تزج بالولايات المتحدة في حرب اقليمية قد تهدد امدادات النفط العالمية.

أشياء يجب متابعتها:

-- قرار الغرب بشأن العقوبات في اوائل العام القادم اذا مضت روسيا قدما وحذت الصين حذوها.

-- النضال السياسي مع المعارضة والانقسامات في المؤسسة الحاكمة ومصير خطة الحكومة لرفع الدعم عن الوقود.

الانتخابات العراقية وخفض القوات الأمريكية:

تلمس الطريق نحو مستقبل بدون القوات الأمريكية وتوجه العراق نحو انتخابات برلمانية في السابع من مارس اذار سينذر على الارجح بشهور من المشاحنات السياسية بشأن تشكيل حكومة جديدة وسط نزاعات لم تحل بشأن الاراضي والموارد والطاقة.

واتفاقات النفط التي وقعت هذا الشهر فتحت رؤى بأن العراق سيتفوق في نهاية الامر على كل المنتجين باستثناء السعودية.

تراجع العنف في الثمانية عشر شهرا الاخيرة لكنه قد يزداد في الفترة السابقة على اول انتخابات عامة منذ عام 2005 . والتفجيرات الكبيرة في الاونة الاخيرة لاهداف حكومية التي ألقي باللوم فيها على تنظيم القاعدة واطراف اخرى تشير إلى حجم التحديات التي تنتظر قوات الامن العراقية الناشئة.

تهدف واشنطن إلى خفض مستويات القوات إلى 50 الف فرد بحلول 31 اغسطس اب 2010 لانهاء العمليات القتالية وسحب كل قواتها التي تبلغ الان 115 الف جندي بحلول نهاية عام 2011 . وتركت الخيار مفتوحا بشأن القيام بدور عسكري متفق عليه يتجاوز هذا الامر.

التوترات العربية الكردية التي تركزت على مدينة كركوك المتنازع عليها -- والتي تسيطر عليها الان قوات أمريكية -- قد تعيد العراق إلى الحرب وربما تجتذب دولا مجاورة مثل تركيا أو إيران.

اشياء يجب متابعتها:

-- نتيجة الانتخابات والقرار الذي تتخذه الكتل المتنافسة وهي الشيعة والسنة والاكراد اذا بقي نوري المالكي رئيسا للوزراء.

-- هل الجمود السياسي بعد الانتخابات سيغري الاطراف التي لديها ميليشيات أو وحدات جيش/شرطة على بدء القتال .. خفض القوات الأمريكية .. هل المسلحون ينتظرون فرصة مناسبة أم سيسببون ضررا متعمدا.

-- عودة العراق إلى نظام حصص اوبك مع زيادة قدراته.

أزمة ديون دبي:
انتهت جهود دبي الدؤوب لتحويل نفسها إلى مركز تجاري ومحور مالي وسياحي متألق إلى فوضى ديون واسعار عقارات متدنية. فهل تتمكن الامارة من التخلص من ولعها بالمشروعات العملاقة التي تشد الانظار إلى نموذج عمل مستقر:

فشلت المساعدات التي قدمتها أبوظبي بمبلغ عشرة مليارات دولار في تهدئة المخاوف بشأن كيف يمكن لدبي سداد ديون تراكمت خلال سنوات التوسع وان كانت أنقذت شركة نخيل العقارية التابعة لها من العجز عن سداد صكوك اسلامية قيمتها 4.1 مليار دولار كانت مستحقة هذا الشهر.

وكانت مجموعة دبي العالمية وهي شركة قابضة تتبعها شركة نخيل سعت إلى تجميد سداد دين يبلغ 26 مليار دولار في نوفمبر تشرين الثاني لمدة ستة اشهر مما سبب صدمة للدائنين والاسواق العالمية لفترة وجيزة.

ولم يقبل الدائنون بعد التجميد أو الاتفاق على الشروط.

ويبلغ اجمالي ديون دبي 120 مليار دولار وفقا لبنك جولدمان ساكس الاستثماري حيث يستحق سداد 55 مليار دولار على الاقل في السنوات الثلاث القادمة. ومجموعة دبي العالمية وحدها مدينة بمبلغ 40 مليار دولار.

اشياء يجب متابعتها:

-- سندات نخيل -- 3.6 مليار درهم (980 مليون دولار) يحين موعد سدادها في مايو ايار عام 2011 و750 مليون دولار في يناير كانون الثاني عام 2011 .
-- الاثار على بورصات الخليج وبنوك تصنيف الائتمان المعرضة لمجموعة دبي العالمية وتحويلات العاملين الاجانب من دبي.

-- استعداد أبوظبي لمساعدة جارتها في المستقبل وما هو الثمن السياسي أو الثمن الاخر الذي ستأخذه.

أزمة اليمن تشد السعودية:
يواجه اليمن تمردا للزيديين في الشمال ودعوات انفصال في الجنوب اضافة إلى المتشددين من تنظيم القاعدة وأزمة مياه حادة وفقر وتراجع عائدات النفط.

القتال الشرس مع المتمردين الحوثيين منذ اغسطس اب زاد المخاوف من انزلاق اليمن إلى الفشل وان يصبح ملاذا للمتشددين الاسلاميين المعادين للاسرة الحاكمة في السعودية والحلفاء الأمريكيين الاخرين في منطقة الخليج المنتجة للنفط.

وهاجمت قوات سعودية الحوثيين بعد غارة للمتمردين عبر الحدود في نوفمبر تشرين الثاني لكن الصراع الذي ادى إلى نزوح نحو 170 الف مدني مستمر. ويتهم اليمن إيران بدعم التمرد. ويقول مسؤولون أمريكيون انهم ليس لديهم أدلة على ذلك.

وأعلن اليمن الذي يحرص على اظهار قوة جهود مكافحة الارهاب للحلفاء السعوديية والغربيين ان قواته قتلت ما يصل إلى 30 متشددا من القاعدة في غارات وهجمات جوية يوم 17 ديسمبر كانون الاول.

أشياء يجب متابعتها:

-- المشاركة السعودية المكثفة وتقديم مزيد من المساعدات إلى اليمن من دول خليجية اخرى لمنع انهيار الدولة أو انفصال الجنوب.

-- التوترات السنية الشيعية رغم ان الشيعة الزيدين باليمن يختلفون عن الشيعة في إيران.

-- التراجع الاقتصادي رغم بدء صادرات الغاز في نوفمبر تشرين الثاني 2009 في بلد عربي يستشري فيه الفساد.

تضاؤل آمال السلام الاسرائيلي الفلسطيني:

امكانات تحقيق تقدم نحو السلام تبدو قاتمة حيث تسود الانقسامات القيادة الفلسطينية الضعيفة بالاضافة إلى وجود حكومة يمينية متشدة في اسرائيل ومؤشرات قليلة على مشاركة حاسمة للولايات المتحدة.

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي فشلت مفاوضاته على مدى سنوات العودة إلى المحادثات ما لم توقف اسرائيل بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة.

خفف الرئيس الأمريكي باراك اوباما من مطالبه السابقة بتجميد الاستيطان وقبل عرض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لتجميد جزئي يستمر عشرة اشهر للبناء في المستوطنات في الضفة الغربية.

وهذا التدهور أكد الفجوة المتسعة بين الجانبين رغم ان الولايات المتحدة والحلفاء الاوروبيين ما زالوا يضغطون من اجل "عملية" سلام غير محتملة بدرجة متزايدة.

وربما حصلت اسرائيل على مهلة من هجوم مباشر من حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني بشن هجمات مدمرة على قطاع غزة منذ نحو عام ولبنان في عام 2006 لكن مخاطر العنف مرتفعة نظرا لمشاعر الاحباط بين الفلسطينيين والنشاط الاستيطاني الاسرائيلي.

اشياء يجب متابعتها:

-- المبادلة المحتملة بوساطة من مصر وألمانيا للجندي الاسرائيلي الذي تحتجزه حماس مقابل نحو 1000 سجين فلسطيني.

-- الصراع على السلطة الفلسطينية بين عباس الذي يسيطر على الضفة الغربية وحماس التي تسيطر على غزة.

-- الجهود من جانب المستوطنين وحلفائهم في الائتلاف الحاكم في اسرائيل على افساد أي تقييد فعال للبناء في المستوطنات.

زر الذهاب إلى الأعلى