أكد رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي أن اليمن تواجه الآن واحدا من أخطر التحديات ذات الطابع التآمري على وحدتها ها وثورتها.
وقال في حوار مع صحيفة "المدينة" السعودية نشرته في عددها الصادر الخميس المنصرم إن اليمن يعاني من مشكلة اقتصادية، وهناك من يسعى لاستثمارها لتنفيذ مشاريع تآمرية على وحدة البلاد خصوصاً في المحافظات الجنوبية.
وأدان رئيس مجلس النواب اعتداءات المتسللين على الحدود والأراضي السعودية، وأكد حق المملكة في الدفاع عن سيادتها ضد هذه الاعتداءات، وجدد اتهام اليمن لإيران بدعم التمرد الحوثي في المناطق الشمالية .. مشيرا إلى امتلاك اليمن أدلة كافية على هذا الدعم، مستبعداً في الوقت نفسه قبول أية وساطة إيرانية لحل المشكلات العالقة بين السلطات الحكومية والمتمردين الحوثيين.
كما تحدث رئيس مجلس النواب في حواره عن عدد من القضايا المحلية .. وفيما يلي نص الحوار :
الصحيفة: كيف ترون المشهد السياسي في اليمن اليوم؟
يحيى الراعي: تواجه اليمن اليوم واحدا من أخطر التحديات ذات الطابع التآمري على وحدتها وثورتها، وبأدوات ليست جديدة أو غريبة عنها وهى ذات المؤامرات وإن لبست قناعا غير الذي كانت تلبسه في السابق، فالمشروع الأمامي في صعدة هو امتداد للحرب على الجمهورية منذ الأيام الأولى لقيامها، وكذلك الحال مع القوى الانفصالية التي تنشط في بعض المحافظات الجنوبية ستجد أن الوجوه هي ذاتها التي تبنت هذا المشروع الانفصالي في العام 1994م، بل إنها اليوم أكثر وقاحة عن ذي قبل حيث وصل بها الحال إلى أن تتنكر حتى لهويتها الوطنية وتروج لهوية كان الاستعمار البريطاني وعملاؤه قد حاولوا خلقها دون جدوى. كما أننا نواجه تحديا ثالثا مرتبطا بأنشطة تنظيم القاعدة، وهذه التحديات إلى جانب التحدي الاقتصادي الناتج عن تراجع إيرادات النفط بشكل كبير،والزيادة السكانية المرتفعة. أما ماعدا ذلك فهناك سلطة منتخبة ديمقراطيا ومعارضة تمارس حقها الدستوري في نقد السلطة ومعارضتها، وهناك شد وجذب بين أطراف العملية السياسية، وذلك حق مشروع، ومقبول في الأنظمة الديمقراطية.
خسائر الحوثيين كبيرة
الصحيفة: ما الجديد في الحرب على المتمردين الحوثيين؟ وهل هناك مدى متوقع للحسم العسكري الميداني؟ وهل توجد إحصائيات بعدد الضحايا في هذه المواجهة؟
يحيى الراعي: الجديد في هذه الحرب أن القوات المسلحة والأمن قد تمكنا من تضييق الخناق على المتمردين وألحقا بهم خسائر ربما تكون الأكبر منذ بداية التمرد وحتى الآن، وقد أصبح الجميع يدرك الحالة التي يعيشها المتمردون جراء العمليات النوعية التي تنفذها قوات الجيش والأمن،والأمور تتجه نحو إيجاد حسم عسكري يضمن عدم تكرار التمرد أو تجدد الحرب خلافا لما كان الأمر عليه في المرات السابقة، حيث استغل المتمردون التسامح والنوايا الصادقة لحل المشكلة عبر التفاهم لتعزيز وجودهم وإعادة ترتيب أوضاعهم وتخزين الأسلحة والتوسع في مختلف مناطق محافظة صعدة، وهو أمر لا يمكن القبول به مرة ثانية. أما عن المدى الذي يتوقع أن تحسم فيه المواجهة فإن ذلك مرهون بأمرين: الأول هو أن يقبل المتمردون بالشروط الخمسة التي وضعتها الحكومة،وهم بذلك سيحقنون دماءهم أولاً، ويمكن أن تنتهي المواجهات خلال أيام، أو يظلوا على بغيهم ومن ثم فإن الجيش سيواصل أداء مهامه باقتدار حتى سحقهم وهذا الأمر سيتطلب بعض الوقت لان حرب العصابات لا يمكن مقارنتها بالحرب مع الجيوش النظامية، وهناك تجارب عديدة في مختلف بقاع العالم تؤكد أنه مهما طال أمد التمرد إلا انه ينهزم في نهاية الأمر. أما عن عدد الضحايا فإن المعارك ما تزال دائرة حتى اللحظة ومع نهاية المواجهة ستعلن الحكومة عن الخسائر البشرية والمادية التي كلفها التمرد كما حدث مع الحروب السابقة.
المملكة تحمي سيادتها
الصحيفة: بماذا تردون على مزاعم الحوثيين عن وجود دعم سعودي للجيش اليمني؟ ودخول الجيش السعودي إلى الأراضي اليمنية؟
يحيى الراعي: اليمن تحظى بدعم عربي ودولي واسع في مواجهة التمرد، والمملكة العربية السعودية في طليعة البلدان التي تدعم وحدة اليمن وأمنها واستقرارها، ولها إسهاماتها الواضحة في دعم برامج التنمية. أما الحديث عن الدعم العسكري فالجيش اليمني يمتلك القدرة الكافية على مواجهة التمرد، ولا يحتاج إلى دعم أو مساندة، والمتسللون يحاولون تبرير مغامرتهم الطائشة بترويج مثل هذه الادعاءات، ويستطيع أي متابع للشأن اليمني أن يلحظ أن السعودية لم تكن طرفا في المواجهات الخمس التي خاضها الجيش مع المتمردين في صعدة إلى أن تمت مهاجمة أراضيها، عندها كان لزاما عليها أن تتصدى لمن ينتهك سيادتها.
الصحيفة: ما هو موقف اليمن من اعتداءات المتسللين على الأراضي السعودية؟
يحيى الراعي: اليمن وكل البلدان العربية أدانت هذا العمل، وأكدت على حق السعودية في الدفاع عن سيادتها، وهذا هو الموقف الطبيعي، ولا توجد دولة في العالم تجيز مثل هذا الفعل، مثلما أننا لن نقبل بأي انتهاك لسيادة أراضينا لا نقبل انتهاك سيادة أي بلد، فما بالك إذا كان الأمر مرتبطا ببلد جار وشقيق مثل المملكة التي يجمعها مع اليمن وشائج القربى والأخوة.
دعم إيراني واضح للحوثيين
الصحيفة: هناك اتهامات لإيران بدعم المتمردين الحوثيين، وهناك أيضا حديث عن وساطة إيرانية لحل المشكلات الواقعة بين الحكومة والمتمردين الحوثيين. فما صحة هذا الطرح؟
يحيى الراعي: السلطات المعنية في اليمن أبلغت الحكومة الإيرانية بمطالبها الواضحة وأطلعتها على طبيعة الدعم الذي يقدم من مؤسسات دينية محسوبة على نظام الحكم في إيران، وهناك ملف كامل ستوزعه اليمن على الدول المعنية بهذا الأمر يوضح بما لا يدع مجالا للشك حجم وطبيعة الدعم الإيراني للمتمردين، وكما يعرف الجميع أن التدخل الإيراني يستهدف في المقام الأول تحويل اليمن إلى ساحة لتصفية حسابات سياسية وهذا ما لا نقبل ولن نسمح به مطلقا. أما الحديث عن وساطة إيرانية فذلك ما لا يقره عاقل، إذ كيف لمن يساند علانية بمختلف وسائل إعلامه ومن خلال تصريحات مسؤوليه ومرجعياته الدينية التمرد والخروج على سلطة الدولة أن يكون داعية سلام.
الصحيفة: كيف يمكن قراءة تطورات الأوضاع في المحافظات الجنوبية؟
يحيى الراعي: اليمن تعانى من مشكلة اقتصادية، وهناك من يسعى لاستثمارها لتنفيذ مشاريع تآمرية على وحدة البلاد، وخصوصاً في المحافظات الجنوبية، وطوال الفترة الماضية حاول هؤلاء تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي بأنهم يحتجون على نتائج حرب صيف عام 1994م، لكنهم انكشفوا سريعا عند محاولتهم إحياء المشروع الانفصالي، واستعداء المناطق الجغرافية أخيرا بأعمال القتل الإجرامية التي طالت المسافرين إلى مدينة عدن، وبالتالي فإن مثل هؤلاء لا يملكون مشروعاً وليس لديهم من غاية سوى أن يقودوا البلاد إذا تمكنوا من ذلك نحو الاقتتال الأهلي، والرئيس علي عبد الله صالح قالها أكثر من مرة إنه مستعد للحوار مع أي طرف وفي أي قضية لا تتجاوز سقف الوحدة والديمقراطية، فماذا بقي لهؤلاء ليقولوه؟