[esi views ttl="1"]
arpo27

رئيس مجلس النواب: اليمن يمتلك ‏أدلة كافية على الدعم الإيراني للحوثيين

أكد رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي أن اليمن تواجه ‏الآن واحدا من أخطر التحديات ذات الطابع التآمري ‏على وحدتها ها وثورتها.

وقال في حوار مع صحيفة "المدينة" السعودية نشرته في عددها الصادر الخميس المنصرم ‏إن اليمن يعاني من مشكلة اقتصادية، وهناك من ‏يسعى لاستثمارها لتنفيذ مشاريع تآمرية على وحدة ‏البلاد خصوصاً في المحافظات الجنوبية.

وأدان رئيس مجلس النواب ‏اعتداءات المتسللين على الحدود والأراضي ‏السعودية، وأكد حق المملكة في الدفاع عن سيادتها ‏ضد هذه الاعتداءات، وجدد اتهام اليمن لإيران بدعم ‏التمرد الحوثي في المناطق الشمالية .. مشيرا إلى ‏امتلاك اليمن أدلة كافية على هذا الدعم، مستبعداً في الوقت نفسه قبول ‏أية وساطة إيرانية لحل المشكلات العالقة بين ‏السلطات الحكومية والمتمردين الحوثيين.

كما ‏تحدث رئيس مجلس النواب في حواره عن عدد من القضايا ‏المحلية .. وفيما يلي نص الحوار :

‏الصحيفة: كيف ترون المشهد السياسي في اليمن اليوم؟

يحيى الراعي: تواجه اليمن اليوم واحدا من أخطر التحديات ذات ‏الطابع التآمري على وحدتها وثورتها، وبأدوات ‏ليست جديدة أو غريبة عنها وهى ذات المؤامرات ‏وإن لبست قناعا غير الذي كانت تلبسه في السابق، ‏فالمشروع الأمامي في صعدة هو امتداد للحرب ‏على الجمهورية منذ الأيام الأولى لقيامها، وكذلك ‏الحال مع القوى الانفصالية التي تنشط في بعض ‏المحافظات الجنوبية ستجد أن الوجوه هي ذاتها التي ‏تبنت هذا المشروع الانفصالي في العام 1994م، بل ‏إنها اليوم أكثر وقاحة عن ذي قبل حيث وصل بها ‏الحال إلى أن تتنكر حتى لهويتها الوطنية وتروج ‏لهوية كان الاستعمار البريطاني وعملاؤه قد حاولوا ‏خلقها دون جدوى. كما أننا نواجه تحديا ثالثا مرتبطا ‏بأنشطة تنظيم القاعدة، وهذه التحديات إلى جانب ‏التحدي الاقتصادي الناتج عن تراجع إيرادات النفط ‏بشكل كبير،والزيادة السكانية المرتفعة. أما ماعدا ‏ذلك فهناك سلطة منتخبة ديمقراطيا ومعارضة ‏تمارس حقها الدستوري في نقد السلطة ومعارضتها، ‏وهناك شد وجذب بين أطراف العملية السياسية، ‏وذلك حق مشروع، ومقبول في الأنظمة ‏الديمقراطية.‏

خسائر الحوثيين كبيرة

‏الصحيفة: ما الجديد في الحرب على المتمردين الحوثيين؟ ‏وهل هناك مدى متوقع للحسم العسكري الميداني؟ ‏وهل توجد إحصائيات بعدد الضحايا في هذه ‏المواجهة؟

‏يحيى الراعي: الجديد في هذه الحرب أن القوات المسلحة والأمن ‏قد تمكنا من تضييق الخناق على المتمردين وألحقا ‏بهم خسائر ربما تكون الأكبر منذ بداية التمرد وحتى ‏الآن، وقد أصبح الجميع يدرك الحالة التي يعيشها ‏المتمردون جراء العمليات النوعية التي تنفذها قوات ‏الجيش والأمن،والأمور تتجه نحو إيجاد حسم ‏عسكري يضمن عدم تكرار التمرد أو تجدد الحرب ‏خلافا لما كان الأمر عليه في المرات السابقة، حيث ‏استغل المتمردون التسامح والنوايا الصادقة لحل ‏المشكلة عبر التفاهم لتعزيز وجودهم وإعادة ترتيب ‏أوضاعهم وتخزين الأسلحة والتوسع في مختلف ‏مناطق محافظة صعدة، وهو أمر لا يمكن القبول به ‏مرة ثانية. أما عن المدى الذي يتوقع أن تحسم فيه ‏المواجهة فإن ذلك مرهون بأمرين: الأول هو أن ‏يقبل المتمردون بالشروط الخمسة التي وضعتها ‏الحكومة،وهم بذلك سيحقنون دماءهم أولاً، ويمكن ‏أن تنتهي المواجهات خلال أيام، أو يظلوا على ‏بغيهم ومن ثم فإن الجيش سيواصل أداء مهامه ‏باقتدار حتى سحقهم وهذا الأمر سيتطلب بعض ‏الوقت لان حرب العصابات لا يمكن مقارنتها ‏بالحرب مع الجيوش النظامية، وهناك تجارب عديدة ‏في مختلف بقاع العالم تؤكد أنه مهما طال أمد التمرد ‏إلا انه ينهزم في نهاية الأمر. أما عن عدد الضحايا ‏فإن المعارك ما تزال دائرة حتى اللحظة ومع نهاية ‏المواجهة ستعلن الحكومة عن الخسائر البشرية ‏والمادية التي كلفها التمرد كما حدث مع الحروب ‏السابقة.‏

المملكة تحمي سيادتها
‏الصحيفة: بماذا تردون على مزاعم الحوثيين عن وجود دعم ‏سعودي للجيش اليمني؟ ودخول الجيش السعودي ‏إلى الأراضي اليمنية؟‏
يحيى الراعي: اليمن تحظى بدعم عربي ودولي واسع في مواجهة ‏التمرد، والمملكة العربية السعودية في طليعة البلدان ‏التي تدعم وحدة اليمن وأمنها واستقرارها، ولها ‏إسهاماتها الواضحة في دعم برامج التنمية. أما ‏الحديث عن الدعم العسكري فالجيش اليمني يمتلك ‏القدرة الكافية على مواجهة التمرد، ولا يحتاج إلى ‏دعم أو مساندة، والمتسللون يحاولون تبرير ‏مغامرتهم الطائشة بترويج مثل هذه الادعاءات، ‏ويستطيع أي متابع للشأن اليمني أن يلحظ أن ‏السعودية لم تكن طرفا في المواجهات الخمس التي ‏خاضها الجيش مع المتمردين في صعدة إلى أن تمت ‏مهاجمة أراضيها، عندها كان لزاما عليها أن ‏تتصدى لمن ينتهك سيادتها.‏

‏الصحيفة: ما هو موقف اليمن من اعتداءات المتسللين على ‏الأراضي السعودية؟

يحيى الراعي: اليمن وكل البلدان العربية أدانت هذا العمل، ‏وأكدت على حق السعودية في الدفاع عن سيادتها، ‏وهذا هو الموقف الطبيعي، ولا توجد دولة في العالم ‏تجيز مثل هذا الفعل، مثلما أننا لن نقبل بأي انتهاك ‏لسيادة أراضينا لا نقبل انتهاك سيادة أي بلد، فما ‏بالك إذا كان الأمر مرتبطا ببلد جار وشقيق مثل ‏المملكة التي يجمعها مع اليمن وشائج القربى ‏والأخوة.‏

دعم إيراني واضح للحوثيين

‏الصحيفة: هناك اتهامات لإيران بدعم المتمردين الحوثيين، ‏وهناك أيضا حديث عن وساطة إيرانية لحل ‏المشكلات الواقعة بين الحكومة والمتمردين ‏الحوثيين. فما صحة هذا الطرح؟

‏يحيى الراعي: السلطات المعنية في اليمن أبلغت الحكومة ‏الإيرانية بمطالبها الواضحة وأطلعتها على طبيعة ‏الدعم الذي يقدم من مؤسسات دينية محسوبة على ‏نظام الحكم في إيران، وهناك ملف كامل ستوزعه ‏اليمن على الدول المعنية بهذا الأمر يوضح بما لا ‏يدع مجالا للشك حجم وطبيعة الدعم الإيراني ‏للمتمردين، وكما يعرف الجميع أن التدخل الإيراني ‏يستهدف في المقام الأول تحويل اليمن إلى ساحة ‏لتصفية حسابات سياسية وهذا ما لا نقبل ولن نسمح ‏به مطلقا. أما الحديث عن وساطة إيرانية فذلك ما لا ‏يقره عاقل، إذ كيف لمن يساند علانية بمختلف ‏وسائل إعلامه ومن خلال تصريحات مسؤوليه ‏ومرجعياته الدينية التمرد والخروج على سلطة ‏الدولة أن يكون داعية سلام.‏

‏الصحيفة: كيف يمكن قراءة تطورات الأوضاع في ‏المحافظات الجنوبية؟

‏يحيى الراعي: اليمن تعانى من مشكلة اقتصادية، وهناك من ‏يسعى لاستثمارها لتنفيذ مشاريع تآمرية على وحدة ‏البلاد، وخصوصاً في المحافظات الجنوبية، وطوال ‏الفترة الماضية حاول هؤلاء تضليل الرأي العام ‏الداخلي والخارجي بأنهم يحتجون على نتائج حرب ‏صيف عام 1994م، لكنهم انكشفوا سريعا عند ‏محاولتهم إحياء المشروع الانفصالي، واستعداء ‏المناطق الجغرافية أخيرا بأعمال القتل الإجرامية ‏التي طالت المسافرين إلى مدينة عدن، وبالتالي فإن ‏مثل هؤلاء لا يملكون مشروعاً وليس لديهم من غاية ‏سوى أن يقودوا البلاد إذا تمكنوا من ذلك نحو ‏الاقتتال الأهلي، والرئيس علي عبد الله صالح قالها ‏أكثر من مرة إنه مستعد للحوار مع أي طرف وفي ‏أي قضية لا تتجاوز سقف الوحدة والديمقراطية، ‏فماذا بقي لهؤلاء ليقولوه؟

زر الذهاب إلى الأعلى