ساعات قليلة ويسدل الستار علي أحداث ووقائع ومآسي عام 2009 ليتحول هذا العام إلي سجلات التاريخ باعتباره ماضيا إلي غير رجعة، وهو علي كافة الوجوه لم يكن عاما يضيف للبشرية بصيصا من الأمل
في أن تعيش حياة طبيعية بلا صراعات ولاحروب ولاكوارث طبيعية البعض منها من صنع الإنسان والأمراض والأوبئة، والأزمات في أي مجال، عام كان الأسوأ عربيا والأسوأ للعالم اقتصاديا ومناخيا، والأسوأ لفقراء العالم وأيضا أغنيائه..
ولكن وسط هذه القتامة ظهرت بوادر أمل في الأفق بأن اليأس ليس نهاية الحياة وإنما بداية نهاية الطريق المظلم نحو النور، وأحداث العام الذي يوشك أن يفارقنا أسهم في صنعها عدد من الساسة والمدافعين عن حق الإنسان في الحياة إما سلبا أو إيجابا لكنهم كانوا ولايزالون في صدارة المشهد السياسي العالمي يؤثرون في وقائعه ومن أبرزهم 10 شخصيات نختارهم كنجوم للسياسة وصناعة القرار في دولهم والعالم واستقطبوا الأضواء عالميا وهم : أوباما وبرنانكي وأردوغان وجولدستون وموسوي ونجاد وبوستروم وميركل وبرلسكوني وشافيز, ومن خلال هؤلاء نلقي الضوء علي أحداث العالم في عام يوشك علي الرحيل .
أوباما..تغيير بلا أنياب
يقترب باراك حسين أوباما من عامه الأول في الحكم ويبدو أن شعاره في حملته الانتخابية وهو التغيير لم يعرف طريقه للواقع بعد والتغيير الذي يبدو أنه تحقق هو مافعله الناخب الأمريكي بانتخابه كأول رئيس من أصول أفريقية مسلمة لأول مرة في التاريخ الأمريكي، فالعرب والمسلمون تفاءلوا خيرا بقدومه بعد بوش ذي النزعة المتأصلة فيه للحرب وشنه حربين استهدفت بلدانا إسلامية وتهديداته بشن المزيد منها، ولكن بدايات أوباما لم تبشر بذلك فالرجل وخلال حرب غزة وقبل توليه الرئاسة رسميا رفض التعليق علي مايجري باعتبار أن هناك رئيسا واحدا لأمريكا رغم أنه كان يمكن أن يبدي تعاطفه كإنسان مع مأساة هدم البيوت وقتل الفلسطينيين بدم بارد والتي كانت وسائل الإعلام تنقلها علي الهواء لحظة بلحظة، وظل لشهور يتحدث عن إمكانية استئناف مسيرة السلام في الشرق الأوسط والتوصل لتسوية للنزاع ولكن لاشيء علي أرض الواقع، حتي قرر أن يوجه خطابه للعالم الإسلامي والذي اختار أن يكون من جامعة القاهرة والذي احتشد بالكثير من الوعود بعلاقة أفضل بين أمريكا والعرب والمسلمين وتفهم لمعاناة الشعب الفلسطيني، والتعهد بالانسحاب من العراق،
وسادت موجة من التفاؤل عقب هذا الخطاب وبدأ أوباما في التحرك الدبلوماسي من خلال الخارجية الأمريكية (هيلاري كلينتون وجورج ميتشل) وانطلقت موجات مكوكية في أرجاء المنطقة العربية من أجل إعادة إطلاق عملية السلام مستندة علي إعلان واضح من أوباما برفض الاستيطان وأنه عقبة في مسيرة التسوية، ولكن ضغوط اللوبي اليهودي واليمين الأمريكي وإسرائيل بدأت تؤتي ثمارها ومعها بدأ التراجع عن التعهد السابق وبدأ الحديث عن تجميد مؤقت لعدة شهور وباستثناء القدس الشرقية، وبدا وكأن أوباما يتراجع عن تعهداته التي أطلقها في القاهرة ولم تعد القضية علي رأس أولوياته مع انشغاله بقضايا الداخل، ليكرر مافعله بوش من إطلاق رؤيته في بدايات حكمه للسلام في الشرق الأوسط ووجود دولتين تعيشان جنبا إلي جنب، كما بدا أن هناك تراجعا آخر في المسألة العراقية فيما يتعلق بالانسحاب في فترة قصيرة من البلاد،
أما القضية الأفغانية فقد ظل لفترة طويلة مترددا في اتخاذ قراره في دعم الوجود العسكري هناك أو الانسحاب بينما واصلت حركة طالبان انتشارها حتي وصلت سيطرتها علي أكثر من 80 في المائة من البلاد كما اعتبر هذا العام هو الأسوأ والأكثر دموية للوجود الغربي في الأرض الأفغانية، كما أن الأحوال تزداد تدهورا بانتشار الفساد وزراعة المخدرات والفوضي العارمة بسبب تفكك أركان الحكم ورغم بدء إرسال القوات أخيرا إلا أن الكثير من الخبراء يشككون في امكانية استعادة زمام الأمور والاتجاه نحو نهاية مماثلة للاحتلال السوفيتي السابق وعودة أشباح هزيمة فيتنام..
وربما الانجازات المتواضعة لأوباما في عامه الأول كانت في نجاحه في تمرير قانون الرعاية الصحية والذي أقره الكونجرس منذ أيام فقط، ونجاحه في وقف تدهور الاقتصاد الأمريكي بضخ مئات المليارات لإنقاذ المؤسسات الكبري من الانهيار وإنقاذ سوق العقارات من أسوأ أزماته، ولكن أوباما هو وزعماء الغرب صدموا العالم مؤخرا في قمة المناخ في كوبنهاجن بعدم التوصل لحلول جذرية لكارثة الانبعاث الحراري وتأثيراتها المدمرة والاكتفاء بضخ 10 مليارات دولار سنويا للبلدان الفقيرة للتقليل من آثار الكارثة وعدم تحمل الدول الصناعية لمسئولياتها والتقليل من التلوث الصناعي في بلدانها ورفضها لأي اتفاق ملزم لخفض نسب التلوث، ورغم عدم تمكن أوباما من تحقيق انجاز يترجم وعده بالتغييرإلا أنه شغل العالم طوال العام هو أسرته ومطاردة الإعلام لهم إضافة للتهديدات التي تضاعفت عن مثيلاتها لبوش من الجماعات اليمينية المتطرفة داخل أمريكا، كما نال الكثير من الانتقادات بسبب قيامه بالانحناء مرتين لكل من العاهل السعودي وإمبراطور اليابان إضافة لظهوره بملابس البحر أثناء إجازته
برنانكي.. مهمة إنقاذ
الاقتصاد الأمريكي
اختارته مجلة التايم الأمريكية شخصية العام، كما اختير ضمن 100 من أبرز المفكرين الأكثر تأثيرا في العالم لعام 2009 في مجلة فورين بوليسي وجاء ترتيبه في المركز الأول متقدما علي أوباما .. إنه بن برنانكي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والذي قام بتعيينه منذ أربع سنوات ثم أعاد أوباما التجديد له، وأسباب ظهور نجم برنانكي ذي الخلفية الأكاديمية للواجهة هو أنه قاد مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة لانقاذ الاقتصاد من الانهيار وعدم تكرار ماحدث في الأسواق الأمريكية في ثلاثينات القرن الماضي عندما قطع البنك الفيدرالي إمدادات القروض للأسواق بشكل مفاجئ قبل التعافي من آثار الأزمة التي بدأت في نهاية العشرينيات واستمرت لما بعد منتصف الثلاثينات، وقد نجح برنانكي في توفير الهدوء والاستقرارواستمرار ضخ الأموال للسوق الأمريكية وتحقيق انتعاش ضعيف بدلا من حالة التدهور الكامل رغم أن ماتم ضخه تجاوز الـ700 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب للبنوك الأمريكية لإنقاذها من الانهيارقد أثار موجة من الجدل في الأوساط الأمريكية إلا أنه أعاد دوران عجلة النمو الاقتصادي من جديد وبدأ سوق العقارات في التعافي وكذلك سوق الوظائف .
الطيب أردوغان.. القلب العثماني
رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي سحب الأضواء عالميا نحو أدائه ومواقفه وشجاعته والتي تواصلت علي مدي العام وبدأت مع حرب غزة عندما هاجم بعنف الوحشية الإسرائيلية تجاه مواطني غزة واتهم أولمرت بخداعه وإهانة بلاده عندما زار تركيا قبل شن العدوان بأربعة أيام، ثم جاء صدامه العنيف مع بيريز في منتدي دافوس بعد أسابيع من نهاية الحرب عندما تحدث عن قتل إسرائيل للأطفال ثم أطال بيريز الكلام متجاوزا الوقت فاحتج أردوغان وطلب الكلمة فهاجم بيريز وقال له إنكم تعرفون جيدا القتل وانتقد تصفيق الحاضرين لبيريز قائلا من المحزن التصفيق لموت الكثيرين ثم غادر القاعة محتجا علي مقاطعة منظم الندوة قائلا إن المنتدي انتهي بالنسبة له وظل أردوغان علي مواقفه طوال العام حيث سحب وساطته بين سوريا وإسرائيل ثم رفضه لمشاركة الطيران الإسرائيلي في مناورات نسر الأناضول ثم مطالبته بسحب عضوية إسرائيل من الأمم المتحدة، كما أعلن مؤخرا أن إسرائيل سوف تتلقي ردا مزلزلا إذا فكرت في اختراق المجال الجوي التركي للتجسس علي إيران، كما سعي أردوغان إلي توسيع وتطوير علاقاتها العربية والإسلامية وخاصة مع دول الجوار مثل سوريا وإيران والعراق ودول الخليج علي قاعدة المصالح المشتركة كما نجح في احتواء الصراع مع أرمينيا خاصة مع تراجع احتمالات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
جولدستون.. قاضي
العدالة الدولية
خلال محرقة غزة التي استمرت ثلاثة أسابيع وراح ضحيتها 1400 شهيد فلسطيني ودمار واسع بالقطاع المحاصر اجتمع مجلس حقوق الإنسان في جنيف وأصدر قرارا بإدانة إسرائيل لارتكابها انتهاكات في قطاع غزة وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وفي أبريل تم تعيين القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد جولدستون واليهودي الديانة رئيسا للجنة ورفضت إسرائيل التعاون مع اللجنة وقام جولدستون بزيارة غزة مرتين واضطر لسماع بعض الشهادات عبر الفيديو ثم انتهي لوضع التقرير ولكن المفاجأة جاءت من ممثلي الضحايا حيث فوجئ الجميع بطلب من السلطة الفلسطينية لتأجيل التصويت علي اعتماد التقرير الذي يدين إسرائيل لستة أشهر بسبب الضغوط الإسرائيلية والأمريكية علي رام الله ونتيجة لحملة الإدانات الداخلية والعربية اضطر أبو مازن لطلب عقد جلسة استثنائية للتصويت علي القرار فتمت الموافقة بأغلبية 25 صوتا، التقرير شكل صدمة لتل أبيب لأنه الأخطر والأكثر شمولا وتأصيلا لجرائمها ومن لجنة يرأسها قاض يهودي نزيه لامجال للتشكيك في حياديته وقالت ابنته إنه خفف من حدة التقرير لحبه لإسرائيل التي أعلن هو عن حبه لها ولكنه قال إنه شعر بالصدمة كيهودي ولكن التقرير حتي الآن مازال يصطدم بتلويح أمريكا باستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن لعدم إقراره وتحويل التقرير للمحكمة الجنائية الدولية ولكن يحسب لجولدستون شجاعته ونزاهته رغم يهوديته.
بوستروم.. العاصفة السويدية
دونالد بوستروم صحفي ومصور سويدي فجر فضيحة هزت صورة وسمعة إسرائيل دوليا عندما اتهمها بسرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين والاتجار فيها في مقال نشر في صحيفة أفتون بلاديت في أغسطس الماضي وثارت إسرائيل واتهمت السويد بمعاداة السامية ولكن حكومة السويد رفضت الاتهامات وقد وثق الكاتب الاتهامات بالأدلة، وقد كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخرا عن صحة هذه الاتهامات وعن وجود شبكات للاتجار في الأعضاء البشرية للفلسطينيين منذ الانتفاضة الأولي ولها صلات بشبكة نيوجيرسي التي تم ضبطها في يوليو الماضي وضمت حاخامات ورؤساء بلديات أمريكيين وقد تسبب الكشف عن هذه الجريمة في توتر العلاقات بين البلدين وتصاعد الخلافات حتي الآن، وقد سبق للكاتب إصدار كتاب عام 2001 بالصور عن معاناة الشعب الفلسطيني
برلسكوني.. فضائح وضرب
عام حافل من الفضائح التي شهدها العالم من جانب رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني امتدت إلي علاقاته النسائية المشبوهة إلي الحد الذي طالبته زوجته بالطلاق، وبرلسكوني هو ثالث أغني رجال الأعمال في إيطاليا كما تم اتهامه بعلاقاته مع بعض أقطاب المافيا الإيطالية ووجهت إليه تهم بالفساد كما واجه اتهامات بسوء أدائه السياسي وتدني مستوي الخدمات خاصة بعد زلزال مدينة لاكويلا وراح ضحيته أكثر من200 قتيل ورغم الأزمات التي تعرض لها إلا أنه احتفظ بشعبيته بين شعبه ولكن مع اقتراب العام من نهايته تعرض برلسكوني لحادث مروع عندما أقدم رجل علي الاعتداء عليه بمجسم لكاتدرائية ميلانو مما تسبب في إصابته بكسر في أنفه وسقوط بعض أسنانه مما اضطر حراسه لنقله للمستشفي للعلاج ورغم شدة الإصابة أعلن برلسكوني بعد عدة أيام الصفح عن مرتكب الحادث ..
موسوي..الانقلاب الإصلاحي
مير حسين موسوي وجه للمأزق الداخلي الإيراني خلال العام الحالي عندما ينقلب أبناء الثورة عليها، موسوي هو أحد الذين حملوا مشاعل الثورة الإسلامية في إيران وتولي رئاسة الوزراء خلال الحرب العراقية الإيرانية (1989-81) ثم تواري عن الأنظار طوال عشرين عاما ثم عاد ليقود التيار الإصلاحي في معركة الانتخابات الأخيرة ورغم أن استطلاعات الرأي العام رجحت فوزه فوجئ الجميع بفوز منافسه المدعوم من تيار المحافظين أحمدي نجاد لفترة رئاسة ثانية وبنسبة تقترب من ثلثي الأصوات بينما حصل موسوي علي ثلث الأصوات مما أدي إلي اشتعال المظاهرات والمطالبة بإعادة الانتخابات للتزوير الواسع الذي شهدته الكثير من لجان التصويت وقاد موسوي أكبر حركة احتجاج استمرت لعدة شهور بدعم من التيار الإصلاحي مما أدي إلي صدور قرارمؤخرا بعزله من منصبه كرئيس لمعهد الفنون ولكن موسوي يواصل حركته الاحتجاجية والتي تعكس مأزق الحكم الإيراني والغضب المكتوم في الشارع الإيراني والذي بدأ يطفو علي السطح مهددا بأخطر أزمات إيران منذ انطلاق ثورتها ..
نجاد.. المتمرد الدولي
استحوذ محمود أحمدي نجاد علي مساحة من الاهتمام الدولي طوال العام حيث واصل هجومه علي إسرائيل مكررا دعوته لإزالتها من الوجود كما واصل دعمه لحزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد وواصل تلويحه وتهديده لدول الخليج ثم تحول هذا التهديد إلي واقع علي الأرض بدعم إيران لحركة التمرد للحوثيين في شمال اليمن وامتداده للجنوب السعودي والذي واجه ضربات عنيفة من الجانبين اليمني والسعودي وتكاد المواجهات تحسم في وقت قريب ثم قامت إيران بالاستيلاء علي حقل الفكة العراقي في استفزاز للنظام العراقي وللأمريكيين، كما سعي نجاد لتوسيع دائرة علاقات إيران في كل من أفريقيا وأمريكا اللاتينية لفك عزلتها الدولية، ولكن المعركة التي يواصل نجاد خوضها هي مع الغرب حول البرنامج النووي الإيراني والمناورات السياسية لتفادي المزيد من العقوبات وتشديد الحصار حول طهران وقد اقتربت آخر مهلة من نهايتها ولاتزال إيران تواصل المناورة كما خاض معركة شرسة للانتخابات ضد التيار الإصلاحي فاز بنتيجتها رغم الشكوك في نزاهتها في غيبة رقابة دولية عليها
شافيز.. المثير للجدل
هوجو شافيز رئيس فنزويلا حافظ خلال العام علي مواصلة إثارة الجدل حوله، ففي بداية العام أدان العدوان الإسرائيلي علي غزة بأقوي العبارات ومضي لأبعد من ذلك بطرد السفير الإسرائيلي من كاراكاس العاصمة ودعا لمحاكمة قادتها أمام المحاكم الدولية وقال إن إسرائيل هي الذراع القاتلة للإمبراطورية الأمريكية وقد حظي بشهرة واسعة في العالم الإسلامي لمواقفه من القضية الفلسطينية ودعمه لها وإعلانه عن فتح سفارة فلسطينية في بلاده، ورغم هجومه العنيف علي بوش وسبه أكثر من مرة وعلي الهواء لم يتوقف مع أوباما الذي وصفه بالجاهل لاتهامه فنزويلا بتصدير الإرهاب، طلب منه طبيبه الصمت حرصا علي صحته بسبب طول فترات خطبه والتي وصلت إلي أربعين ساعة أسبوعيا، وقد واصل تأميم المزيد من الشركات والبنوك وشركات البترول في بلاده ونجح في تعديل الدستور لفتح مدد الرئاسة ومازال يواصل هجومه علي أمريكا باعتبارها رمزا للإمبريالية العالمية وعلي العولمة باعتبارها تصب في مصلحة أغنياء العالم وأعلن أنه باق في الحكم حتي 2019 .
ميركل.. أقوي امرأة في العالم
أنجيلا ميركل التي تربعت علي عرش أقوي امرأة في العالم حسب تصنيف مجلة فوربس لثلاث سنوات متتالية واصلت هذا العام نجاحها بالاستمرار في منصب مستشارة ألمانيا كأول امرأة تتولي الحكم في ألمانيا ولأربع سنوات قادمة في الانتخابات التي جرت في سبتمبر الماضي كما استطاعت أن تعبر باقتصاد بلادها الأزمة المالية العالمية من خلال سياسات متزنة بخفض الضرائب وضخ أموال لإنقاذ الشركات المتعثرة وتقليل إلغاء الوظائف، كما نجحت ابنة القس البروتستانتي في انتهاج سياسة متوازنة مع دول الاتحاد الأوروبي والتي تعتبر ألمانيا أحد أقطابها البارزة، ولكنها حافظت علي دعم بلادها لإسرائيل واعتبرت أن أي خطر يهددها هو خطر علي ألمانيا كما استمرت في رفضها لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي وحرصت ميركل علي دعم علاقات ألمانيا مع العالم الإسلامي خاصة بعد الحادث المروع بقتل مواطن ألماني للصيدلانية المصرية مروة الشربيني بدوافع عنصرية وتمت محاكمته وعوقب بالسجن المؤبد، كما واصلت ألمانيا معارضتها للبرنامج النووي الإيراني وأنه يهدد الأمن والسلم الدوليين، ورغم الخسائر الفادحة التي تعرضت لها القوات الألمانية في أفغانستان فقد واصلت ميركل دعمها لاستمرار التواجد الغربي هناك، ولكن يحسب لميركل قدرتها علي الصمود وسط عواصف الحكم الداخلية والخارجية.