كشف خبراء أميركيون أن جهل الشاب النجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير الطائرة الاميركية يوم عيد الميلاد الأسبوع الماضي لكيمياء المواد المتفجرة التي كان يحملها، أسهم بالحؤول دون وقع كارثة في الأجواء الأميركية.
وذكرت صحيفة «ديترويت فري برس» أنّ احتمال انفجار المواد الكيميائية (البودرة) والسائل في إبرة الحقن كان ضئيلاً.
وأشار أحد الخبراء إلى أنّ الشخص الذي أعد التفجير تنقصه المعرفة الكافية بكيمياء المواد المستخدمة.
وقال أستاذ الكيمياء في جامعة رود أيلند، جيمي أوكسلي، «أظن أنّهم لم يجروا ما يكفي من الأبحاث لجعلها تنفجر».
وذكرت الصحيفة أنّ البودرة المتفجرة «تيترانيترات بينتايريثريتول» تحتاج إلى أكثر من النار لتنطلق، فهي تحتاج إلى فتيل أو صمام، غير أنّ الأنظمة الأمنية الحديثة في المطارات تكشف هذه المواد.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أنّ أجهزة الأمن البريطانية كانت تعرف قبل ثلاث سنوات أنّ عبد المطلب له «اتصالات متعددة» مع متطرفين إسلاميين في بريطانيا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في مجال مكافحة الإرهاب قولهم إنّ عبد المطلب كان «على اتصال» بمتطرفين كان جهاز الأمن البريطاني (إم.آي 5) يراقبهم.
وأضافت الصحيفة في مقال نشر على موقعها على الانترنت إنّه لم تُنقل أيّ من هذه المعلومات إلى المسؤولين الاميركيين وهو الأمر الذي سيثير تساؤلات بشأن إخفاق الاستخبارات قبل الهجوم.
وقالت إنّ المسؤولين البريطانيين نقلوا الآن ملفاً إلى نظرائهم الاميركيين بشأن أنشطة عبد المطلب أثناء دراسته في جامعة «كوليدج لندن».
وأضاف التقرير أنّ هذا الملف أظهر اتصاله المستمر بأشخاص كان جهاز (إم.آي 5) يسجّل اتصالاتهم الهاتفية ويعترض رسائلهم الالكترونية بالاضافة إلى أشكال اخرى من المراقبة.
وذكرت «صنداي تايمز» أنّ مسؤولي الاستخبارات البريطانيين دافعوا عن قرارهم بعدم اعتبار عبد المطلب يمثّل خطراً أمنياً محتملاً قائلين إنّه كان واحداً من شبان كثيرين اختلطوا مع متطرفين ولكن لم يكن من المعتقد تورّطهم في التخطيط لعمليات إرهابية أو دعمها.
ونقلت عن مسؤول كبير في الحكومة البريطانية قوله إنّ وكالة الاستخبارات أجرت تقييماً سريعاً لعبد المطلب أثناء إقامته في لندن وخلصت إلى أنّه لا يمثل تهديداً للأمن القومي.
وذكر التقرير أنّ المسؤولين البريطانيين يعتقدون أنّ عبد المطلب جنّد للقيام بعملية ديترويت بعد مغادرته بريطانيا وعلى الارجح اثناء وجوده في اليمن في الصيف الماضي.
ولم يكن لدى متحدثة باسم وزارة الداخلية البريطانية تعليق فوري على هذا التقرير.
وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون قال يوم الجمعة الماضي إنّ بريطانيا «متأكدة بشكل متزايد من أنّه (عبد المطلب) أصبح على اتصال بالقاعدة في اليمن بعد مغادرته لندن».
وأجرت جامعة كوليدج لندن مراجعة مستقلة للفترة التي قضاها عبد المطلب في الجامعة والتي أصبح خلالها رئيس جمعية الطلاب الاسلامية.
في المقابل، قال مسؤول مطارات غاني إنّ عبد المطلب ربما لم يبدأ رحلته من غانا. ويُعتقد أنّه بدأ رحلته يوم 24 كانون الاول من لاغوس إلى أمستردام ولكن نيجيريا قالت يوم الخميس إنّه انتقل جواً في بادئ الأمر من أكرا في غانا إلى لاغوس.
وقال نائب مدير مطارات غانا ياو كواكوا «حقيقة أنّه ربما سافر على متن رحلة تابعة لشركة فيرجن نيجيريا من أكرا إلى لاغوس لا تعني أنّه بدأ رحلته في غانا كما يزعم بعض المسؤولين في نيجيريا».
وقالت وزيرة الاعلام النيجيرية دورا اكونيلي يوم الخميس الماضي إنّ المشتبه فيه انتقل في رحلة تابعة لشركة فيرجن نيجيريا من أكرا إلى لاغوس قبل أن يسافر في رحلة على متن شركة الطيران الهولندية إلى أمستردام. وأضافت أنّه بدأ رحلته في غانا وأمضى أقل من 30 دقيقة في مطار لاغوس.
وفي مطار سخيبهول في امستردام ركب طائرة أخرى إلى ديترويت. ويقول مسؤولون نيجيريون وهولنديون إنّه اجتاز إجراءات الفحص الأمني العادية في مطاري لاغوس وسيخبهول.
وقال كوكوا «لقد أدركنا أنّه ربما كان في غانا... ولذلك كثفنا إجراءات الفحص الأمنية لكن هذا لا يعني أنّه بدأ خططه من غانا».
وأضاف كواكوا إنّ غانا شددت إجراءات التفتيش الأمني في مطار كوتوكا الدولي في أكرا في اليوم التالي لإلقاء القبض على عبد المطلب لكن لم يُتخذ قرار بشأن ما إذا كان سيجري استخدام الماسحات الضوئية لاجسام الناس.