أرشيف محلي

وزير الدولة البريطاني: ندعم دولة يمنية قوية وديمقراطية

استغرب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط إيفان لويس ما تتناوله بعض وسائل الإعلام من معلومات توحي فيها للمتابع بان بريطانيا وأمريكا تعتزمان 'دس أنفيهما' في الشأن اليمني الداخلي

في سيناريو مماثل لما حدث في العراق وأفغانستان, وكذا حصر اهتمام الغرب باليمن فقط في سياق التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة.

وقال في مقال نشرته اليوم صحيفة (القدس العربي)اللندنية :"إننا ملتزمون تماما بمساعدة اليمن على مواجهة التحديات العديدة الماثلة أمامه حاليا، ونهدف إلى تسهيل استجابة دولية منسقة تتماشى مع مصالح اليمنيين أنفسهم".

واستطرد قائلا :" ربما يكون الإرهاب أكثر قضية ملموسة بالنسبة للمواطنين العاديين في الغرب الذين يقرأون التقارير الصحافية حول اليمن، لكننا لا ننظر إلى الإرهاب على أنه بالضرورة التهديد الأكبر أو الوحيد الذي يواجه اليمن اليوم. فالسبب الأساسي للعديد من التحديات التي يواجهها اليمن اقتصادي".

ونفى الوزير البريطاني أن يكون اهتمام بلاده باليمن جاء فجأة بعد التقارير التي وردت عن محاولة تفجير الطائرة فوق ديترويت, بحسب ما يتردد في بعض وسائل الإعلام .

وقال :" إننا دأبنا منذ بضع سنوات على تعزيز مساعداتنا لليمن, ففي أغسطس 2007 وقعنا مع الحكومة اليمنية ترتيبات الشراكة لأجل التنمية مدتها عشر سنوات تأكيدا لدعمنا، كما أننا نتفق فيما بيننا على أهداف ترمي لخفض مستوى الفقر وتطبيق إصلاحات في هذا البلد واتفقنا كذلك
على تقديم مبلغ 105 ملايين جنيه إسترليني وهو ما يعتبر مؤشرا لما سنساهم به ما بين 2009/2008 وحتى 2011/2010، وذلك يعتمد على إيفاء الحكومة اليمنية بالتزاماتها وقدرتها على استيعاب المساعدات".

ولفت في الوقت ذاته إلى أن تزايد التحديات أمام اليمن خلال الشهور الثمانية عشر الماضية, أسهم في تعاظم القلق لدى المملكة المتحدة ، وتغيرت إستراتيجيتها تبعا لذلك والتي تركز في أهدافها على دعم الحكومة اليمنية في توفير الخدمات والوظائف لمواطنيها، وكذلك تنمية دولة قوية ديمقراطية قادرة على معالجة أسباب المشاكل وعدم الاستقرار.

وتابع الوزير البريطاني قائلا:" نعم , إننا ننظر إلى تنظيم القاعدة على أنه تهديد كبير محتمل للشرق الأوسط وللعالم، لكن ليس هناك ما يستفيد منه تنظيم القاعدة أكثر من عدم الاستقرار". واضاف :" ولهذا فإن زيادة استحكام القاعدة في اليمن ستكون كارثة بالنسبة لهذا البلد بالنظر إلى سلسلة آثار الدماء والدمار التي خلفها إرهابيو هذا التنظيم وراءهم في البلدان التي كان لهم تواجد قوي فيها, كما أن للقاعدة تأثيرا مدمرا على قدرة اليمن على الاستفادة من السياحة، وهو ما يعتبر مأساة بالنسبة لبلد يحفل بتاريخ غني ولديه مناطق طبيعية خلابة".

وأردف قائلا :" وبالتالي فإننا ملتزمون بالتعاون مع جميع المعنيين في المنطقة من أجل تعزيز قوة السلطات اليمنية لتوفير إدارة رشيدة فعالة وعادلة لضمان ألا يكون للقاعدة موطىء قدم في اليمن, وعلى النقيض لما تزعمه بعض وسائل الإعلام، فاستجابتنا لصعوبات اليمن لن تكون عسكرية بشكل أساسي, مستشهدا في هذا الصدد بتأكيد الرئيس الأمريكي بارك أوباما بأنه ليس لديه نية لإرسال قوات أمريكية إلى اليمن".

وأوضح وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أن المؤتمر الدولي حول اليمن المزمع عقده أواخر يناير الجاري في لندن يمثل جزءا من الجهود الهادفة تركيز الوعي الدولي بالصعوبات الكثيرة التي يمر بها اليمن، وتوجيه الدعم الدولي لضمان استجابة منسقة لهذه الصعوبات.

زر الذهاب إلى الأعلى