arpo27

قيادي سابق في القاعدة يستبعد نجاح العمليات الاستباقية ويقول الحوار هو الحل

اعتبر القيادي السابق في تنظيم "القاعدة" ناصر البحري وكنيته"أبو جندل"، بأن الحوار مع عناصر "القاعدة" في اليمن هو الحل الأمثل للخروج من دوامة العنف في البلاد، ولكن شريطة أن لا يأتي من موظفي الدولة..

وقال البحري، الذي كان أحد أفراد الحراسة الشخصية لزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن -في حوار مع صحيفة "الغد" اليمنية إن الاهتمام البريطاني باليمن، من خلال الدعوة إلى مؤتمر دولي، ليس من أجل سواد عيون اليمنيين، وإنما لديها مطامع استعمارية في جنوب البلاد، مؤكداً في سياق آخر بأن إخفاء بريطانيا وأميركا المعلومات حول النيجيري عبد المطلب سببه عدم الثقة في الحكومة اليمنية.. إلى الحوار:

محمد الأحمدي:بداية نسألك عن هذه الضجة الإعلامية الكبيرة حول الخطر القادم من اليمن بسبب تنظيم "القاعدة"ما قراءتك لهذه التطورات؟

ناصر البحري: يمكن أن نعبر عن هذه القصة في عبارة بين قوسين "زوبعة في فنجان"، اليمن بلد مستهدف كموقع وشعب وعقيدة.

محمد الأحمدي:مقاطعاً مِنْ مَنْ؟
ناصر البحري: من كل أعداء اليمن الخارجيين والمحليين، خصوصاً بريطانيا، أمريكا، إيران..

محمد الأحمدي:هذا خارجياً؟
ناصر البحري: نعم، أما داخلياً فهناك المرتزقة وأصحاب المناصب القديمة والدويلات القديمة الذين كان لهم حكومات سابقة وكان لهم أطماع وكانوا أصحاب مناصب يفكرون بإعادتها مثل أصحاب الحكومات السابقة في الجنوب أو في الشمال، هؤلاء لهم أطماعهم وحساباتهم، وهناك أيضاً الطامعون الجدد..

محمد الأحمدي:مَنْ هُم؟

ناصر البحري: هناك أسماء وأشخاص وكيانات جديدة تطمع بأن يكون لها دولة أو حتى دويلة، وكل ذلك على حساب البلد والشعب المسكين الطيب، إذن كل ما في الأمر "زوبعة في فنجان"..

محمد الأحمدي:ولكن لماذا في هذا التوقيت بالذات؟

ناصر البحري: فرصة.. أنت عندما تكون في حالة ضعف فالجميع يتحين الفرصة، موضوع أبين والقتلى بمن فيهم الإخوة محمد صالح الكازمي والأخ أبو مالك الكازمي عليهم رحمة الله أعطى الجميع ذريعة بما في ذلك "القاعدة"، حيث أحسّ الجميع بأنها مياه راكدة حركت بطريقة معينة، فالكل يحاول الاصطياد، هذه القصة، وإلا متى كانت بريطانيا مهتمة بشئون اليمن؟، ولماذا اهتمت الآن؟، ولماذا ترعى مؤتمراً سيعقد في لندن خاص باليمن؟، هل هو حباً في اليمن أو من أجل سواد عيوننا؟، عمرهم ما أحبونا ولا بحثوا عن مصالحنا، وإنما لهم أطماع، بريطانيا شاركت في الحرب على أفغانستان وفي الحرب على العراق، وهما مستعمرتان سابقتان لبريطانيا والآن لديها أطماع في عدن، وهي مستعمرة سابقة، والجنوب كله كان مستعمرة بريطانية، والجميع يعلم أنه منذ سنة 1990م والغرب بدأ يسعى لاستعادة مستعمراته من جديد بالتدخل العسكري في المنطقة، ففرنسا مثلاً تتدخل في أزمة لبنان، وتتدخل في الجزائر وهذه مسألة مفروغ منها.

محمد الأحمدي: ولكن ما يحدث الآن في اليمن إنما هو رد فعل لتحركات عناصر القاعدة في اليمن واستعداداتهم لشن هجمات ضد المصالح الأجنبية؟

ناصر البحري: هناك تنظيم قاعدة في بريطانيا وعلى مستوى أوروبا بالكامل، والأوروبيون يعرفون أن هناك خلايا نائمة في أوروبا وفي كل مكان، وموضوع التحرك الذي حصل بشأن اليمن مثلما قلت لك هو فرصة بعد عملية أبين، أما مسألة أن هذا النيجيري عبد المطلب تم تجنيده في اليمن أو أن تنظيم القاعدة في اليمن يشكل خطورة، المعلومات الصحيحة أن هذا النيجيري خرج من بريطانيا وهو جاهز؛ لأن مدة وجوده في اليمن لا تكاد تذكر ولا تكفي لتحويل أفكاره وقناعاته، ولا تكفي حتى لتأهيله عسكرياً لتنفيذ عملية استشهادية، فالرجل خرج من بريطانيا جاهزاً، إذن هناك لعبة داخل بريطانيا، يفتعلون أزمة معينة بطريقة ما حتى يستفيدوا من أحداثها ويصطادون في المياه العكرة.

محمد الأحمدي:هل ثمة هدف معين؟

ناصر البحري: نعم، الهدف هو شرق أوسط جديد، سايكس بيكو جديدة.

محمد الأحمدي:لكن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أعلن مسؤوليته عن العملية؟

ناصر البحري: هذا ممكن، ولِمَ لا، لكن العملية جاءت بعد ماذا؟، اصطياد في ماء عكر، يعني تنظيم القاعدة ليس بسيطاً ومحصوراً في اليمن أو مكان معين، بل هو كيان عالمي، وفي كل مكان، وما يحصل هو عملية تنسيق فقط، وهم ليسوا أغبياء حتى يظهروا بشكل علني، ممكن العملية يتبناها تنظيم القاعدة في بريطانيا أو جنوب أفريقيا أو في أي مكان ممكن يتبناها.

محمد الأحمدي:كان هناك معلومات لدى بريطانيا وأمريكا حول النيجيري عبد المطلب، ووالده أبلغ السفارة الأميركية في بلده، ما السبب برأيك في إخفاء هذه المعلومات عن اليمن؟

ناصر البحري: لعدم الثقة في الحكومة اليمنية، معلوم أنهم لا يثقون في أحد، هم يأخذون المعلومات من جميع أجهزة الاستخبارات في الدول الأخرى لكنهم لا يعطون معلومات، هم فقط يقولون لك "فلان عندك سلمه لي"، أو "أريد اعتقاله"وهم يخفون المعلومات حتى يستفيدوا منها بأساليب أخرى.

محمد الأحمدي:العمليات الاستباقية التي تخوضها الحكومة اليمنية ضد القاعدة كيف تنظر إليها، هل ستقضي على التنظيم في اليمن؟

ناصر البحري: لا.. تنظيم القاعدة أصبح لديه خبرة منذ سنة 2000 حتى اليوم بحكم الضربات التي وجهت له، وكان في كل مرة يخرج مها معافى، وهناك مثل يقول "الضربة التي لا تقصم الظهر تقويه"، وجهت للقاعدة في اليمن عدة ضربات، وفي أكثر من مكان أيضاً ولكنك تسمع بعد فترة بظهور كيان أكبر، السعودية مثلاً بعد أن أعلنت عن الضربات التي وجهتها للتنظيم والاعتقالات نُفاجأ بظهور كيان أكبر وهو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، أين إذن الضربات السابقة، وأين البرامج كلها، أين ذهبت؟ المفترض على حكومة بلد الحكمة والإيمان أن تمارس الحوار والحكمة بآلية صحيحة في التعامل مع هؤلاء الأشخاص، أي ضربات مثل هذه فهي كما يقال "الضربة التي لا تقصم الظهر تقويه".

محمد الأحمدي:بالنسبة للحوار، هل الحوار مع هؤلاء نجح في الفترة السابقة؟

ناصر البحري: نجح بشكل كبير جداً، ولكن عندما يعطل الحوار فهنا تكمن المشكلة، دائماً الحوار هو لغة الأقوياء كما يقال، ولكن عندما يأتيني حوار مبتور، تأتي مجموعة من موظفي الدولة يمارسون هذا الحوار، هذا غير صحيح، لأن هؤلاء الشباب أطلقهم إلى الجهاد شيوخ وعلماء ورموز معروفة، وعليه يفترض في حالة أن هؤلاء العلماء يسمعون ويطيعون لولي الأمر في اليمن أن يقال لهم أنتم دعوتم هؤلاء للجهاد فعليكم أن تحاوروهم.. وهناك أسماء معروفة لدى الحكومة بأن هؤلاء الأشخاص هم الذين يستطيعون إقناع هؤلاء الشباب.

محمد الأحمدي:مثل مَنْ؟

ناصر البحري: الشيخ عبد المجيد الزنداني، الشيخ عبد المجيد الريمي، الشيخ حسين عمر محفوظ، ومشايخ الحركة السلفية في اليمن، هؤلاء كلهم لديهم فتاوى ومحاضرات ولابد أن تُشكل منهم لجان للتحاور مع هؤلاء الشباب، وإذا تواجهوا مع العلماء فهم بين أمرين: إما أن يرضخوا لأهل العلم، أو يفقدوا مصداقيتهم أمام الشعب، لأنه في الأول والأخير سيكون الشعب تبعاً للعلماء، لكن عندما تأتيني بمجموعة من موظفي وزارة الأوقاف أو من موظفي الأجهزة الأمنية وتقول لهم حاوروا هؤلاء الشباب فهذا غير مجدٍ، لأن الشباب هؤلاء أصلاً يكفّرون الدولة بالكامل..

محمد الأحمدي:مَنْ الذي أدار الحوار في المرات السابقة؟

ناصر البحري: موظفو الدولة، وأداروه مع مَنْ؟ مع أشخاص لا يرون وجود أهداف في اليمن أصلاً، كان هناك جيل أفغانستان وكانوا يتلقون توجيهاتهم من الشيخ أسامة بن لادن، بينما الآن عندك جيل آخر، هناك أناس رجعوا من العراق ومن الصومال، ولديهم توجيهات جديدة.

محمد الأحمدي:أعضاء القاعدة الذين تم التحاور معهم، أين هم الآن؟

ناصر البحري: الأغلبية الساحقة منهم في بيوتهم الآن، وأنا واحد من الذين تم التحاور معهم..

محمد الأحمدي:وكيف تستطيع الدول أن تحاور أعضاء القاعدة وهم الآن في حالة مواجهة مع السلطات الحكومية، هل بالإمكان أن تلتقي معهم؟

ناصر البحري: كدولة لا، على الدولة أن لا تفكر بالدخول في هذا الموضوع، ولكن لا بد أن تبحث عن وسيط ثالث وهم العلماء.

محمد الأحمدي:وهؤلاء العلماء هل يستطيعون مقابلة هؤلاء الشباب؟

ناصر البحري: نعم يستطيعون أن يصلوا إليهم ويتواصلوا معهم، وليس صعباً، يستطيعون أن يتخاطبوا معهم عبر الإعلام والصحافة، ولكن ينبغي على العلماء أولاً أن يكونوا مقتنعين ومؤمنين بأن هذا هو الحل لأزمة البلد أما إذا كان العلماء ساكتين حتى هذه اللحظة والبلد يعيش أزمة في الشمال والجنوب وفي الوسط، فإنه يفترض على ولي الأمر أن يدخلهم في هذه المسألة..

محمد الأحمدي:لكن أنت تعرف أن عناصر القاعدة هؤلاء المطلوبين لم يعودوا يسمعون لهؤلاء العلماء بل ينتقدونهم علناً؟

ناصر البحري: سيكون هؤلاء الشباب بين أمرين: إما أن يرضخوا لعلماء المسلمين ويتبعوهم، وإما أن يفقدوا شعبيتهم وسط الشباب الملتزم والمتدين، على العلماء أن يتكلموا بصريح العبارة من غير فتاوى فوق الطاولة وأخرى تحت الطاولة، نريد فتاوى ظاهرة، كلام واضح، ومتى مارسوا هذه الآلية فإن أقل ما فيها إذا كان هؤلاء غير منضبطين كما يقال، أنهم يبحثون عن مصلحة الأمة، العلماء بالتأكيد سيجدون حلولاً وسطاً، ولكن علينا أن نفتح لهم الباب.

محمد الأحمدي:ولكن بعض هؤلاء العلماء ينتقدون هؤلاء الشباب في فتاوى علنية، "الغد" مثلاً أجرت حواراً مع الشيخ عبد المجيد الريمي انتقد العمليات التي يقوم بها هؤلاء الشباب، لكنهم ردوا عليه في "صدى الملاحم"، ولم يتقبلوا منه؟

ناصر البحري: كلام سليم، أنت أجريت لقاءً مع الشيخ عبد المجيد الريمي، ما مدى انتشار صحيفتك على مستوى الجمهورية؟، ما مدى وصول صحيفتك وانتشارها بين هؤلاء الشباب، حجم الرأي العام وسط القنوات؟، كم نقلوا عن صحيفتك من المواقع الالكترونية؟، لكن لما تمارس هذه الآلية بطريقة منظمة تشارك فيها وسائل الإعلام الحرة والمعارضة والحكومية، ويكون الكل صادقاً في حل هذه الأزمة.

محمد الأحمدي:نحن نتحدث أنه وصل الحوار إلى عناصر القاعدة لكنهم غير متقبلين؟

ناصر البحري: أنا فاهم أنه وصلهم الحوار، ولكن الشيخ عبد المجيد الريمي تحدث في ضوء قراءاته لخطابات لهم سابقة، بينما المسألة تختلف لو جلس معهم شخصياً والتقوا فيه سيكون هناك خطاب آخر هؤلاء الشباب يُقدرون العلماء ويجلّونهم.

محمد الأحمدي:معذرة أخي أنت تتحدث عن حوار دار داخل السجون معكم أنتم، أنتم الجيل الأول كما يقول البعض، الآن هناك تصنيف آخر للقاعدة، هناك جيل جديد، جيل الزرقاوي والعائدين من العراق، وهو جيل لم يعد يقبل حتى بأطروحاتكم أنتم ودعوتكم لهم للتريث، وإعادة الاعتبار لمعاني الجهاد، فكيف تتحدث عن الحوار في ظل هذا الوضع هؤلاء يعتبرونكم متقاعسين عن الجهاد، ويتهمونكم؟

ناصر البحري: بالخيانة والتكفير،كُفرنا..

محمد الأحمدي:طيب، فكيف تتحدث الآن عن الحوار، لماذا أنت متفائل إلى هذه الدرجة؟
ناصر البحري: عندما يمارس الحوار من قبل جهة تعاديني في الأصل فلن أقبل منها، نحن عندما نسمع عن الحوار نحن كنا جيلاً خرجنا بتوجيهات من داخل أفغانستان بعدم المساس بأمن اليمن، خصيصاً اليمن، كان يقول الشيخ أسامة لي باللفظ إذا وقف أمامك العسكري اليمني سلّم سلاحك وسلم نفسك لا تقاوم في اليمن، طيب هذه كانت مرحلة معينة لها ظروفها ولها أسبابها، وعندما نسمع عن الحوار فإن الفكرة لا تزال قائمة عندنا، ونحن نرى الأوضاع باتجاه هاوية، لكن أتكلم الآن عن من الذي ينبغي أن يمارس الحوار الآن، وأقول ليس الحكومة، أتكلم عن وسيط ثالث، وهذا الوسيط ليس الشيخ الريمي، بحيث يعطي فتوى لوحده، وإنما تشكل لجنة من هؤلاء العلماء، أو حتى هم أنفسهم يشكلون وفداً كحلقة اتصال بينهم وبين هؤلاء الشباب، على أنه يجب على الدولة كما يقال أن تتمالك نفسها وتهدأ قليلاً وتُصبّر نفسها، وتتاح الفرصة لممارسة الحوار مع هؤلاء الشباب، وفي حالة الغدر من هؤلاء الشباب والخيانة للحوار، الذي يعني بالتأكيد هدنة، يصبح في هذه الساعة موقف العلماء واضحاً، وهو أن هؤلاء الناس فعلوا وفعلوا وهم أهل غدر، أما في حالة تعالوا نعمل هدنة يا شباب وتأتي الدولة تضرب وتخون الهدنة ففي تلك الحالة ينبغي من العلماء أن يعروا الدولة بأنها دولة أزمات أو دولة تصنع الأزمة، ويجب أن يكون موقفهم صريحاً واضحاً كوسيط ثالث.

محمد الأحمدي:ما رأيك بالحديث عن الارتباط بين القاعدة والحراك الجنوبي، وسائل الإعلام الرسمية تتحدث عن الحراك القاعدي؟

ناصر البحري: الحراك القاعدي هذا نسميه الصيد في المياه العكرة بالنسبة للحكومة، التي تحب أن تنتهز هي أيضاً الفرصة الآن لضرب الحراك الجنوبي باسم القاعدة، والعشرة أشخاص الذين ظهروا في العزاء بمحافظة أبين عقب الضربات الجوية، كانت فرصة وذريعة للحكومة اليمنية، الحكومة اليمنية يجب أن يكون عندها نوع من ضبط النفس، المسميات هذه لها دورها والتحزب أيضاً له دوره، أنت عندما توجه ضربات ثانية وثالثة ورابعة، فعليك أن لا تنسى أنك في منطقة ما زال عندنا مصطلحات مثل "دحباشي"، لم تستطع أنت أن تغير من ثقافة هذه المجتمعات، لم تغير أشياء كثيرة جداً، ما زال عندنا مصطلحات مثل شمالي وجنوبي، ما زال عندنا هذه المصطلحات قائمة، عشرون سنة من الوحدة وهذه المصطلحات قائمة، فلا بد أن تكون هناك آلية لتغيير هذه المصطلحات وهذه الأشياء.

محمد الأحمدي:من خلال معرفتك بآليات القاعدة في الاستقطاب، كم تتوقع عناصر القاعدة في اليمن؟

ناصر البحري: ليس بالأعداد المهولة إنهم بالعشرات فقط، وإذا كان الحوثيون يقدرون بألف أو ألفين وعملوا هذه الفوضى كلها على مستوى دولتين في المنطقة، فهل تتوقع بأن أناساً يمتلكون عشرين ألف مقاتل عاجزين عن الظهور، أقل شيء سيسيطرون على محافظة أو محافظتين أو ثلاث في الجنوب.

محمد الأحمدي:هل تعتقد بأن أمريكا يمكن أن تسقط بعمليات مثل ديترويت أو فورت هود أو خوست؟

ناصر البحري: الشيخ أسامة بن لادن يمسك الآن برأس الثور في أفغانستان، الثور الأمريكي مثبت رأسه في أفغانستان، وما يحصل في كل مكان هو عبارة عن ركلات هذا الثور، وحاله كما يقال:"ضاع دمه بين القبائل"، ضربة في الجزائر، وأخرى في العراق وثالثة في اليمن، ورابعة في مكان آخر، وهذا ما وصل إليه بن لادن ونجح فيه، لكن أمريكا الآن تريد أن تختزل كل هذا في اليمن، فقط مسألة اختزالية هي وبريطانيا، لا يريدون أن يقولوا للشعوب أننا فشلنا في أفغانستان، عجزنا في الصومال تورطنا في العراق، لا يريدون قول هذا الكلام كله، فهم الآن يبحثون عن ضحية جديدة يعبرون فيها عن خسارتهم وهزيمتهم، وبالتالي فرصتهم قائمة..

محمد الأحمدي: هل تعرفت على "أبي بصير" في أفغانستان؟

ناصر البحري:أعرفه معرفة شخصية.

محمد الأحمدي: كيف تنظر إلى قدراته؟ هذا الرجل الذي استطاع أن يوحد القيادة الإقليمية للتنظيم في جزيرة العرب، هل يمتلك إمكانيات قيادية متميزة؟

ناصر البحري:الطفل وهو طفل يبحث عن من يرعاه ولكنه في الأخير يشب، أبو بصير لي منه عشر أو 11 سنة، هناك فرق بيني وبينه ما يقارب 10 سنوات، وإلى الآن أنا منقطع عنه، ولا أستبعد أن يكون هذا الرجل امتلك مهارات، ومثلما قلت من قبل، الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك. فالخبرات والمواجهات والمطاردات، هذه كلها كانت نوعاً من المهارات قد لا يكون وجدها في أفغانستان فوجدها في اليمن.

محمد الأحمدي: برأيك كيف تنظر إلى محاولة تشكيك البعض خاصة في قوى المعارضة في اليمن بأن هناك تنسيقاً بين القاعدة والسلطات؟ حتى أن البعض قال القاعدة خرجت من دار الرئاسة؟

ناصر البحري:والله نحن اتهمنا بأننا خرجنا من عباءة الإخوان المسلمين، وأننا خرجنا من عباءة المؤتمر الشعبي العام، واتهمنا بأننا خرجنا من عباءة أمريكا، وأن أمريكا هي من صنعت القاعدة، واتهمنا بأننا من صناعة المخابرات السعودية، واتهمنا بأننا من صناعة المدرسة السلفية النجدية، واتهمنا بكل الاتهامات، هذه ادعاءات، ليقولوا ما يشاءون.

محمد الأحمدي: أنت تتحدث وتقول يقولون عنا وكأنك ما تزال عضواً في القاعدة؟

ناصر البحري:أنا منقطع عن القاعدة ولكن الجهة الوحيدة التي تقبلتني في اليمن هي الشارع العام، لا الإصلاحيين يقبلوننا، ولا المؤتمر يريد أن يقبلنا، وأنا أعتبر هذه مكرمة، نحن الآن نعيش في الشارع العام، وهو ما يجعلنا نرى الحقائق من وجهة نظر أخرى، نحن توقعنا بأن نعيش حياتنا الطبيعية وسنمارس حياة سياسية كما نحب، لكن فوجئنا بأن الكل يحذر مننا، أنا أسكن في حي يعتبر من المناطق التي يسيطر عليها التجمع اليمني للإصلاح، وهؤلاء لا يسلمون عليّ في الشارع، يا أخي السلام لله، فإذا كانوا إخواننا في الله، وإن كان بيننا وبينهم خلاف، فإن أقل ما يكون نحن مسلمون نستحق السلام العادي، هم يجلسون مع الاشتراكي والبعثي، لكن لا يجلسون معنا، وسيتكلمون عنا بل وسينتقدوننا في قنواتهم الخاصة بهم.

محمد الأحمدي: آنفاً تحدثت عن مسألة العلاقات بين القاعدة والحراك، لكن لنسأل أيضاً: القاعدة وإيران.. هل تعتقد أن ثمة ارتباطاً؟ هناك قيادات للقاعدة مرت أو كانت في إيران؟

ناصر البحري:مجموعة من الأخوة كانوا معتقلين في إيران، ثم أطلق سراحهم أسرة بن لادن ما زالت في إيران، هذا الشيء لا يعني بالضرورة عمالة القاعدة لإيران أو حب إيران للقاعدة، عندما أطلقت سراحي الحكومة اليمنية وسراح الكثير من الشباب هذا لا يعني أن الحكومة اليمنية تحب استيعابنا، ولكن نحن مواطنون يحق لنا أن نعيش في الشارع مثلنا مثل باقي أفراد الشعب، مسألة العلاقة موجودة، أنا لي علاقة بالأجهزة الأمنية، لكن ما هو نوع هذه العلاقة؟ تحضير كل آخر شهر حضور وانصراف، ورقابة قائمة، مندوبو الأمن السياسي منتشرون حول الحارة 24 ساعة.

محمد الأحمدي: بالنسبة للعائدين من جوانتانامو أنت قريبك أحد العائدين من هناك، سالم حمدان، وهو سائق أسامة بن لادن، ما تفسيرك لعودة بعض هؤلاء العائدين للانضمام لتنظيم القاعدة، أحدهم قتل في أرحب؟

ناصر البحري:يطالبون بتأهيل هؤلاء الشباب ولا يمارس عمل التأهيل لهم، هؤلاء الشباب خرجوا للحياة العامة وليس لهم أي مصدر دخل وليس لهم قدرة على الاندماج في المجتمع، لم تمارس معهم آلية تأهيل، أنت أخرجت الشخص هذا ورميته في الشارع، والذين استقطبوه في المرة الأولى سيستقطبونه في المرة الثانية، وبعض الشباب من العائدين من "جوانتانامو" كتب الله لهم أن يجدوا من يدعمهم من داخل أسرهم، وليست الحكومة أو الولايات المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى