كشف اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الأسبق، أن الزعيم الليبي معمر القذافي حرض أهالي محافظة مطروح مطروح على طلب الانضمام إلى ليبيا، أثناء خلافه مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات، لإشاعة أجواء من عدم الاستقرار على حدود مصر الغربية، أثناء خلافه مع الرئيس المصري أنور السادات.
وأضاف أن "الرئيس السادات طلب منه أثناء عمله محافظا لسيناء أن يكون محافظا لمرسى مطروح، وذلك عندما فوجئ باتصال من نائبه آنذاك حسني مبارك يطلب منه العودة إلى القاهرة حيث أخبر السادات بالقرار".
وقال: "قال لي أنت مسئول عن بوابة مصر الغربية وبالفعل ذهبت لأجد أهل مطروح يعيشون في ظروف معيشية لا يتصورها أحد، ووجدت أنهم ربما يكونون معذورين في رضوخهم لإغراءات القذافي، خاصة أن معظم أهل القبائل في مطروح لديهم فروع لعائلتهم بليبيا".
وقال "إن القذافي كان يحاول إغراء أهالي مطروح بالمال في محاولة لشراء انتمائهم حتى يطلبوا بعد ذلك الانضمام لليبيا لذرع القلاقل في مصر، فكان يمنحهم بطاقات تحمل جنسية مكتوبا فيها "ص. غ" أي صحراء غربية وهي البطاقة التي كانت تمنح لأبناء مطروح، وكانت تعني أنهم لا ينتمون لمصر أو ليبيا وإنما هي منطقة متوسطة بين الاثنين وكانت تتيح لهم دخول ليبيا دون تأشيرات".
وأضاف: "بدأت أجتمع مع القبائل وأحاول أن أتفهم عاداتهم وتقاليدهم وألمس أهم المشاكل لديهم وقررت أن أجعل أسلوب إدارتي للمحافظة يعتمد علي القانون العرفي بشكل أكبر وذلك ليتقبله البدو وبدأنا نحفر أبارا للمياه ونعطيهم الأراضي ليتملوكها، كما قمت بعمل جمعية لتصدير الغنم وكان يشتريه القذافي منهم، ونجحت في عمل اتفاق مع السعودية للتصدير لها، وأنشأت علاقات قويه مع القبائل".
وذكر اللواء نصار، أنه "بينما كان القذافي يواصل استفزازاته علمت من بعض البدو أن ملك ليبيا السابق السنوسي في زيارة قصيرة بمدينة الحمام فطلب من هؤلاء البدو الذهاب إلى أقاربهم ومعارفهم لنشر شائعة تقول إن السنوسي موجود في مصر لأنها تعتزم مساندته لضم جزء من ليبيا، وبالفعل صدق القذافي الشائعة وكان يقوم بحشد قواته على الحدود، وبعد أن رحل السنوسي بعد ذلك من مصر كنت أقوم بإطلاق شائعة مفادها أن الخطة انكشفت وتم تأجيلها، وذكرت هذا الأمر عدة مرات كلما جاء السنوسي لزيارة قصيرة في مدينة الحمام وفي كل مرة كان يرفع القذافي درجة الاستعداد ثم يعود الوضع إلي ما هو عليه".
وأشار نصار، في حواره مع موقع "المصريون" الالكتروني، إلى أن "الهدف من ذلك كان إلهاء القذافي في هذه الأمور حتى يبتعد عن فكرة محاولة تأليب أهل المنطقة الغربية علي مصر، لكن المفارقة أن الخدعة انطلت على الأمريكيين أيضا حيث فوجئت أن السادات يتصل بي ليقول: الأمريكيون اتصلوا بي يتساءلون عن حكاية السنوسي فشرحت له السبب فاندهش بشدة مما أقوم به وطلب مني أن أتوقف عن هذا، وقال لي إنه بالرغم من الخلافات فإن هذا يكفي".